الحياة داخل ميدان التحرير أصبحت اشبه بلعبة القط والفأر بين معتصمي الميدان وقوات الأمن بينما تحاول الشرطة جاهدة وبصفة يومية الحفاظ علي هيبتها وهيبة الدولة بفتح ميدان التحرير الذي سيطر عليه المعتصمون والباعة الجائلون وأغلقوه بالحواجز والإسلاك الشائكة كوسيلة ضغط علي الحكومة لتلبية مطالبهم وكأن اصبح ملكا لهم يفعلون به ما يشاءون وتقاسوا مصالح المواطنين. وما بين فتح وغلق ميدان التحرير والمجمع .. تقف مصر حائرة في الوقت الذي تحاول وزارة الداخلية تسيير حركة المرور داخل الميدان وفتحه أمام سيارات المارة.. ينقض معتصمو الميدان علي أبواب المجمع ويغلقون أمام موظفيه ورواده من أصحاب المصالح وكأنهم يقولون للشرطة "سيب وأنا سيب". شهد ميدان التحرير الليلة الماضية تطوراً سريعاً.. قامت قوات الأمن خلاله بفتحه وإزالة الاشغالات المرورية بهدف إعادة الحياة به إلي طبيعتها. الأمر الذي دفع عدداً من الباعة الجائلين إلي التعدي علي قوات الأمن وأفراد الشرطة. وتم القبض علي أكثر من 55 بلطجياً. بينما ظل المعتصمون في أماكنهم بعيداً عن تلك الاشتباكات. شكل المعتصمون لجاناً شعبية ووضعوا حواجز حديدية باتجاه ميدان عبدالمنعم رياض وأكياساً من الرمل وأسلاكاً شائكة. وأعرب العديد منهم عن رفضهم لمحاولة إعادة فتح التحرير بالقوة. محذرين من عودة الشرطة مرة أخري للميدان ومحاولة إعادة فتحه. مؤكدين أنه في حالة ذلك سيكون لهم رد فعل عنيف علي حسب وصفهم. وما زاد من حالة التوتر والقلق بالميدان قيام أحد البلطجية بضرب زجاجة ملوتوف ناحية الميدان من شارع طلعت حرب وتمكن من الهروب عن طريق النزول إلي محطة مترو الأنفاق حيث هاجمه المعتصمون وجروا وراءه ولكنهم لم يلحقوا به. قال خالد محمد إسماعيل - مدير أمن مجمع التحرير.. فاض بنا الكيل من تعرض المعتصمين للمجمع بصفة يوممية غير مقدرين مما يقومه المجمع - لخدمات كثيرة للمواطنين وإن ما يقومون به ليس له دخل بمظاهر الاعتصام السلمي الذي يردده. أشار اسماعيل سيد وسيد تمام وسامي الحاج وسيد شحاتة وحسيني محمود ومصطفي عبد الهادي وخليل عبدالله - موظفوان بالمجمع.. إلي أن استمرار سيطرة الباعة المعتصمين علي ميدان التحرير يجعل شكل الدولة وهيبتها. نحن المعتصمين نرفض اقتحام ميدان التحرير وفتح الطريق بالقوة. مما أدي إلي اشتباكات كر وفر وإتاحة الفرصة لسرقة متعلقاتهم الشخصية والاصابات بالكدمات والسحاجات. شهدت الساعات المتأخرة ماراثون بالدراجات البخارية بين عدد من الشباب في المنطقة المحيطة بالحديقة الوسطي "الصينية" بشكل أصاب الكثير من سكان الميدان وأصحاب المتاجر بالإزعاج والضيق لاستخدام سائقي الموتوسيكلات "الصينية" ألفاظاً خارجة ومحاولات بعضهم للتحرش بعدد من الفتيات اللاتي كن بالميدان.