عاد مشهد «الكر والفر»، بين معتصمى التحرير، وقوات الأمن، مجدداً للظهور فى الميدان، بعد أن توقف قرابة الشهر، وحاولت قوات الأمن المركزى، فجر أمس، فض اعتصام الميدان، المستمر منذ نحو 100 يوم، بإزالة الحواجز الحديدية، عند مداخله، وفتحه للحركة المرورية، ما تسبب فى اشتباكات بالأيدى بين قوات الأمن والمعتصمين، انتهت بالقبض على 50 منهم، فيما أعاد المعتصمون غلق مداخل الميدان مجدداً، فى الصباح، معلنين التصعيد ضد نظام «مرسى»، ووقعت اشتباكات متقطعة بين المعتصمين وموظفى مجمع التحرير. وانتشرت فى السادسة صباح أمس، قوات الشرطة عند مداخل الميدان، من ناحية «عبدالمنعم رياض، وكوبرى قصر النيل» انتشرت فيها 10 سيارات للأمن المركزى، و4 مدرعات، وبدأت فى إزالة الحواجز الحديدية، والأسلاك الشائكة، وفتح الميدان للحركة المرورية، الأمر الذى دفع المعتصمين لإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة على قوات الأمن، لإجبارها على التراجع، ووقعت اشتباكات بين الطرفين، إلا أن قوات الشرطة، طاردت المعتصمين إلى الشوارع الجانبية للميدان، وألقت القبض على نحو 50 منهم، فضلاً عن الباعة الجائلين، كما استردت «المدرعة المحترقة» التى استولى عليها المتظاهرون منذ تظاهرات الذكرى الثانية للثورة. وازدادت حدة الاشتباكات، بعد أن حاول المعتصمون تحطيم سيارات الشرطة المتمركزة عند مدخل الميدان، من شارع طلعت حرب، باستخدام قضبان الحديد، والحجارة، قبل أن يلجأ المتظاهرون لإحراق إطارات السيارات، لمنع تقدم حركة الشرطة، إلا أن المحتجين، نجحوا مرة أخرى فى غلق مداخل الميدان، بالحواجز الحديدية، بعد انصراف الشرطة. وأغلق المتظاهرون أبواب مجمع التحرير، أمس، بشكل جزئى، رداً على محاولة الشرطة فض اعتصامهم، إلا أن مفوضات موظفى المجمع معهم، نجحت فى إقناعهم بفتح أبوابه للعمل، فيما استمرت عملية الشد والجذب بين الطرفين. ووقعت مشادات تطورت لاشتباكات بالأيدى بين المعتصمين داخل صينية الميدان، عقب اتهام بعض المعتصمين زملاءهم بالاتفاق مع وزارة الداخلية على فض الاعتصام، من خلال اجتماعات سرية معهم، مشددين على أن مصير القوى الثورية التى تجتمع مع القيادات الأمنية، وتتفاوض معهم لفتح الميدان، هو «الطرد خارج التحرير»، ورغم ذلك أنهى بعض المحتجين اعتصامهم، الذى أصبح بلا جدوى، حسب قولهم. من جانبه، قال مصدر أمنى ل«الوطن»، إن قوات الشرطة، لم تتطرق من قريب أو بعيد لاعتصام القوى السياسية فى الميدان، وإنما حاولت فقط إعادة حركة المرور لشوارع التحرير، بعد إغلاق دام قرابة ال100 يوم، مشدداً على أن إعاقة حركة المرور يندرج تحت أعمال البلطجة، وفرض السيطرة، والشرطة ستكرر محاولاتها لفتح الميدان، «بصفة يومية»، لافتاً إلى أن الوزارة حاولت الوصول لاتفاق مع المعتصمين، من خلال جلسات تمت إذاعتها على الهواء، فى حضور أطراف محايدة، من أجل فتح الميدان للحركة المرورية، مقابل استمرار الاعتصام السلمى.