شهدت بورسعيد أمس حالة من الفوضي العارمة وشللاً تامًا في مناحي الحياة بعدما تم فرض العصيان المدني علي كثير من المؤسسات.. واستمرت المظاهرات التي اجتاحت المدينة إلي ساعة متأخرة من الليل فبرغم عدم اقتناع الكثيرين بدعوة العصيان المدني وتصريحات اللواء أحمد عبدالله محافظ بورسعيد باحتواء الأزمة إلا أن منظميه نجحوا في إصابة المدينة بالشلل.. فتوقفت المدارس بعد أن رفض أولياء الأمور نزول أبنائهم إلي مدارسهم خوفًا من تعرضهم لأي أذي وخاصة بعد التهديدات المتكررة علي الفيس بوك بذلك. تجمع المئات من التراس المصري وبعض الغاضبين الذين جابوا المدينة في مسيرات تهتف ضد مرسي والإخوان وبدأوا الساعة الثامنة صباحا من مدرسة بورسعيد العسكرية التي توفي منها الشهيد الطالب أحمد سامي الذي لقي مصرعه في أحداث 26 يناير وخرج معهم عدد كبير من طلاب المدارس حاملين صور سامي إلي مبني المحافظة حيث هاجمت المظاهرة أي موظف يقترب من المبني. كما أن قوات الجيش المحيطة بالمبني رفضت دخول عدد قليل من الموظفين الذين جاءوا للعمل واتجهت المسيرة إلي شارع الجمهورية وميدان المعديات ثم إلي مباني جمارك وميناء بورسعيد وأخرجوا الموظفين وعمال الجمارك وتوقفت الحركة في الميناء. اتجه الغاضبون إلي منطقة الاستثمار العامة ودخلوا برغم وجود قوات وآليات من الجيش الثاني الميداني للتأمين وقامورا بتهديد بعض المصانع وأشعلوا الشماريخ وأقوا بالحجارة عليها الأمر الذي اضطرت معه بعض المصانع لإخراج العمال بعد الضغط عليها من قبل المشاركين في العصيان. طالب المتظاهرون من ألتراس المصري والقوي الشعبية والسياسية وطلاب المدارس وأهالي المتهمين والشهداء بوقف العمل وتدخل الجيش لتهدئتهم وأعلنوا أن أبواب الاستثمار إذا فتحت غداً فستمر سيارات الجيش علي أجسامهم أولا قبل أن تفتح الأبواب وسيتم إغلاق منافذ المحافظة لمنع دخول العمالة من المحافظات الأخري من أجل المطالبة بالقصاص لضحايا ومصابي أحداث السبت الدامي في بورسعيد وجود قاض مستقل يحقق في مقتلهم واحتسابهم شهداء أسوة بشهداء ألتراس الأهلي وثورة 25 يناير وإعادة محاكمة المتهمين محاكمة عادلة ورد كرامة بورسعيد. بينما قام عدد من المتظاهرين بتحطيم عدد من ميني باصات لنقل العمال من المصانع إلي المحافظات أثناء تموينها في محطة وقود تابعة للجيش بالمنطقة. تمكن المتظاهرون من قطع مزلقان منطقة الاستثمار الأمر الذي أدي إلي خروج بورسعيد من محطته الرئيسية متأخرا حوالي ساعتين عن موعد قيامه كما دخل المحطة القطار 945 في الثانية عشرة ظهرا. قال هشام السباعي رئيس القطار رقم 956: وقفنا في رأس العش بسبب قطع المزلقان وقام القطار في رحلته في ميعاده الواحدة ظهرا في اتجاهه إلي القاهرة ولا وجود لأي مشاكل وطبعا الإقبال بشكل عام ضعيف. قطع سائقو الميكروباص ببورسعيد شوارع الثلاثيني وكسري مع محمد علي ووقفوا بسيارتهم احتجاجا علي عدم وجود السولار في جميع محطات المدينة. قال السائقون ل "المساء" للأسف توقفنا لأننا لا نجد الجاز ولأنهم يبيعوه في السوق السوداء الصفيحة ب 35 جنيها بزيادة 16 جنيها حرام. أغلق جميع التجار محلاتهم الأمر الذي تحولت معه جميع الشوارع التجارية "التجاري والحميدي والشرقية والثلاثيني" إلي خرابة مهجورة من التجار أو حتي المارة حدادا علي الأحداث المأسوية التي تتعرض لها المدينة الباسلة والتي يشعر أهلها بظلم شديد بعد وفاة الضحية رقم 41 أول أمس ولم يحرك أحد من المسئولين ساكنًا. تعرض علي سبايسي كبير مشجعي النادي المصري للضرب والذي أصيب إثر قيام أحد الشيوخ بضربه بالطبنجة في رأسه أثناء جولته بشارع الحميدي لدعوة التجار لغلق محلاتهم تضامنا معهم بالصلح وانتهت المشاجرة بقيام أحد الشيوخ بذبح خروف تحت قدم سبايسي أمام محله كفدية لعدم إراقة الدماء. كان ألتراس المصري قد تجمعوا عصر أمس لأخذ الثأر ممن ضرب سبايسي ولكن كبير المشجعين رفض إراقة الدماء وتدخل العقلاء من مجلس إدارة النادي المصري واللاعبين القدامي. وبالفعل تم الصلح بينهم وأمر سبايسي بإرسال الخروف بعد ذبحه إلي جمعية كفالة اليتيم. أعلن محمد جاد عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب الوفد ببورسعيد تضامن كامل من حزب الوفد مع أبناء المدينة مؤكدا بأن الحزب قرر تجميد نشاطه السياسي داخل المحافظة لحين الموافقة علي مطالب جموع الشعب البورسعيدي والتي تتضمن القصاص لشهداء أحداث 26 يناير الدامي واعتبار من سقطوا من الضحايا في الأحداث شهداء أسوة بشهداء ثورة يناير وألتراس الأهلي. كما يجب اعتبار مصابي الأحداث الأخيرة مثل مصابي الثورة وضمان محاكمة عادلة للمتهمين في أحداث مباراة المصري والأهلي الدامية ووجود قاضي تحقيقات في أحداث سجن بورسعيد العمومي وأقسام الشرطة وإطلاق الرصاص علي المواطنين أثناء تشييع الجثامين. أوضح ان الحزب وأعضاءه ببورسعيد سيقدمون الدعم السلمي لجميع فاعليات جموع أهالي بورسعيد. يذكر أن حزب الوفد هو ثاني حزب بعد المصريين الأحرار يوقف نشاطه في بورسعيد.