الاستعباد والظلم هما سمات العمل بالمنطقة الحرة العامة للاستثمار ببورسعيد حيث يعمل 35 آلف عامل في ظروف صعبة بمرتبات زهيدة وتفرقة بين العمالة الاجنبية والمصرية وبين الرجل والمرأة ومنع للاجازات ومنع للحوافز المالية القانونية وعدم الاعتراف بقانون العمل الذي يضمن حقوق العمال .. وقد استغلت إدارات الشركات والمصانع طوابير البطالة في الضغط علي العمال بمبدأ اللي مش عاجبه . ألف غيره يجوا في ساعة" ونشر الفرقة بين العمال. يقول حسن الزيدي : اعمل بمصنع بلازا خياط ونعاني من اضطهاد الادارة وظلمهم للعمال ولم تعترف ادارة المصنع بقرارات رئيس الوزراء السابق / دكتورعصام شرف بزيادة قدرها 15% للعاملين في القطاعين العام والخاص واعلان الاحد والاثنين اجازة لاعياد شم النسيم و25 ابريل وعيد الميلاد المجيد للمسيحيين كما ان الاجازات المسموحة لنا هي عيدين الاضحي والفطر المبارك ونتحمل نصفها والمصنع يتحمل النصف الاخر وتم خصم الساعات التي نخرجها مبكرا يوميا من مرتباتنا في شهر رمضان. تكمل هبة عبدالحميد خياطة بمصنع سبأ : يحرمنا المصنع من الارباح السنوية وقدرها 10% كما نص عليها قانون العمل رغم اننا نخرج زيادة عن انتاج المصنع ومع ذلك صاحب العمل لايكافئنا بالمرتبات أو الاضافي وتشرح مرتبنا الاساسي لايزيد علي 130 جنيها ويصل بالبدلات الي 600 جنيه ولا نحصل علي المرتب الا بعد يوم 5 في الشهر وقد حدثت لي ثلاث اصابات عمل ولم يتحمل المصنع اي اصابة منهم. يقول محمد خليل خياط بمصنع بلازا : قانون العمل ينص علي العمل فقط مدة 7 ساعات بالاضافة الي ساعة بدل راحة وفي مصانع الاستثمار ببورسعيد نعمل 8 ساعات بالاضافة الي نصف ساعة راحة ولا نحاسب علي هذه الساعة الاضافية وتظاهرنا من قبل وطالبنا الادارة بتطبيق قانون العمل فقام العميد محمد البهنساوي مدير المصنع بطرد العمال الذين دعوا للمظاهرة بعد ان ارشد عنهم جواسيس من العمال زرعهم بيننا واغراهم بالمال ليفتنوا علينا وكأنها حرب وقال للباقي هذا هو نظام العمل بالمصنع واللي عاجبه يستمر بالعمل معنا هكذا. وليد جابر يعمل بقسم الجودة بالمصنع : العمالة الهندية بالمصنع 3 اضعاف العمالة المصرية وادارة المصنع تفضلهم لانهم علي استعداد ان يشتغلوا 24 ساعة في اليوم دون تعب ويحصلون علي 5 اضعاف مرتبنا وفي حالة وجود لجنة تفتيش من القوي العاملة بالمصنع تخبئ الادارة الهنود والعمالة المصرية فوق سن 60 سنة وتحت سن 18 سنة بأحد مخازن المصنع. خديجة عبدالسلام تقول: اعمل بمصنع قناة السويس ونعاني من التفرقة العنصرية بين الرجل والمرأه حيث أعمل بنفس مجهود الرجل واصرف من راتبي علي اولادي اليتامي واخر الشهر اتقاضي مرتب ثلث مرتب زميلي الرجل وحجة المصنع ان الرجل يصرف علي منزله مع ان يعمل معنا في المصنع شباب ليس لهم اسر ويتقاضون اكثر مما نتقاضيه. ولاء كمال تؤكد: من يصادفه العمل بالاستثمار يكون سيئ الحظ حيث ان نوعية العمل شاقة جداً ان لم تكن غير محتملة وان لم تكن غير ادمية بالمرة وأعمل بمصنع سبا وصاحبه يعطينا مرتبات زهيدة ما بين 400 الي 500 وأعمل منذ 8 سنوات ووصل مرتبي الي 600 جنيه فقط وهو أجر زهيد لايكفي لأي شيء في الحياة سواء فواتير الاطباء او العلاج ومعظمنا يعاني من الامراض . نوال مدين من الشرقية تحكي :استيقظ في الخامسة فجرا كي ألحق بالعمل في السابعة او الثامنة ومن يتأخر اكثر من 10 دقائق يخصم له نصف يوم وأعاني انا وزملائي حتي من يقيمون في بورسعيد الاجهاد الشديد من شدة العمل اضافة الي التعب اليومي والصداع المزمن المعتاد في تلك الحالات والذي يؤدي الي افتقادنا متع الحياة من الخروج والفسح الي اخر هذه الاشياء لاننا نعود الي المنزل في التاسعة او الحادية عشرة مساء اذا كان لدينا ساعات اضافية واحيانا نعمل يوم الجمعة وتحسب لنا الساعة بجنيه واحد ولا افكر بعد العودة الي المنزل في الطعام فالنوم هو كل ما اتمناه. يؤكد زياد عباس بقسم القص بمصنع دولفين ان الملابس التي يتم تصنيعها تصدر معظمها او كلها الي خارج مصر ولا نستفيد منها بحيث تباع في بورسعيد وتغني الشباب عن شراء المنتج الاجنبي الغالي الثمن وعديم الجودة. وأكدت اسماء غنيم ان المستثمر الاجنبي يلجأ لمصانع الاستثمار في بورسعيد لمميزات عديدة لاتوجد في أي بلد آخر منها رخص سعر الايدي العاملة وعدم احتساب سعر الساعة الاضافية والانضباط وإحترام مواعيد العمل. وداليا نصر تقول: لست ضد هذه المصانع فنحن بحاجة إليها لتنمية الاستثمار لكن أغلب الحكومات في العالم تتدخل بقوانين صارمة لحماية العمال من الاضرار عن طريق تحديد أدني الاجور المسموح بها وغالباً يكفي هذا الاجر مصاريف المعيشة بضغط من النقابات العمالية لكن في مصر نظام احتكاري يستعبد فيه العمال ويهتم بحقوق المستثمر علي حساب العامل وكأنه حيوان يدور في ساقية كما اننا لايمثلنا نقابات وان وجدت فليست مفعلة حتي ان الحكومة الجديدة لاتسمح لهم بالتواجد الحقيقي. هاني الجبالي محامي وأحد مؤسسي مركز مساواة لحقوق الانسان يوضح : منطقة الاستثمار في بورسعيد احدي المناطق الصناعية التي دخلت في اتفاقية الكويز مع الجانب الاسرائيلي ويعمل بها حوالي 13الف عامل اغلبهم في صناعة الملابس الجاهزة في ظل شروط وأوضاع مخالفة لكل القواعد والأصول الواجب مراعاتها في علاقات العمل حيث الغالبية العظمي من هؤلاء العمال ليس لهم اشتراكات تأمينية والعدد المحدد الخاضع للتأمينات يشترك عنهم أصحاب الإعمال بنسب تقل كثيرا عن أجورهم الحقيقية ويتم اجبار العمال علي توقيع استقالة غير مؤرخة في نفس وقت توقيعهم علي عقود العمل.