خطف عصام الحضري الأضواء بغيابه عن مباراة المنتخب مع تشيلي. وغضبه وقمصته وإعلانه اعتزاله اللعب الدولي.. كان قبل ذلك قد أعلن عن نيته اعتزال اللعب نهائياً بعد أن يتحقق حلمه بالتأهل والمشاركة في نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014. فهل شعر الحضري أن الحلم لن يتحقق. فآثر التبكير بقرار الاعتزال. أم أنه شعر أن الحلم يمكن أن يتحقق بدونه. فقرر أن يضرب "كرسي في الكلوب" من بدري. الحضري له تصرفات غريبة عديدة. وهو استاذ في افتعال الأزمات عندما يري أن عرشه يهتز كحارس مصر الأول. إلا أن موقفه الأخير سحب منه الكثير. لأن الكبير لابد أن يبقي كبيرا بمواقفه. وكابتن منتخب مصر عليه مسئولية غير عادية. غضب الحضري لم يكن له ما يبرره. وهو الذي لعب علي حساب حارسين عملاقين أيضا هما أحمد شوبير ونادر السيد. كما استطاع الحضري أن يقطع الطريق طوال مشواره مع المنتخب علي جيل كامل من حراس المرمي الاكفاء الآخرين. فلم يأخذوا عُشر فرصته مع المنتخب. وفي مقدمتهم عبدالواحد السيد ومحمد عبدالمنصف وغيرهما فكان معيار تفضيل الحضري علي غيره هو الكفاءة والصلابة والتميز. وليس الاسم الأكبر.. فلماذا يخشي الحضري الآن علي نفسه لمجرد ظهور إكرامي الذي حل محله في حراسة مرمي الأهلي.. هل لأنه أدرك أن نجمه بدأ في الانزواء. أم لأنه يريد ارهاب الجهاز الفني للمنتخب. فلا يعطي الفرصة لسواه. حتي لو كانت في مباراة ودية. لقد أخطأ الحضري عندما ترك الأهلي وهرب إلي سويسرا قبل سنوات. ووصف إدارة الأهلي بأسوأ الاوصاف ليبرر فعلته وهاهو يكرر فعلته مرة أخري ويعلن اعتزاله اللعب الدولي لاحراج الجهاز الفني بقيادة برادلي.. وذلك أن مسألة اعتزاله هي شأن خاص به بعد أن أعطي سنوات طويلة بتألق وإجادة.. ولكن ان يعلن ذلك عقب مباراة تشيلي في اسبانيا. ولأنه لا يقبل بأن يجلس احتياطيا لأي حارس. فذلك هو "العيب" بعينه من الحارس الكبير وكابتن منتخب مصر.. لأنه تعمد إعلان ذلك في وقت يواجه فيه الجهاز الفني للمنتخب انتقادات كثيرة لسوء نتائج الفريق في المباريات الثلاث الاخيرة.. وكأنه يقول لبرادلي وزكي عبدالفتاح وضياء السيد أنه أقوي من الجميع.. وخيرا فعل الجهاز الفني عندما سرب أن الحضري لم يعد له مكان في منتخب مصر بعد ذلك. هذا التصرف الغريب سبق أن قام به نجم هجوم المنتخب محمد زيدان. ثم فعلها الحضري ومن قبلها ميدو عندما كان حسن شحاتة مديرا فنيا.. والغريب فعلا أن نجد من يدافع ويبرر مثل هذه التصرفات الشاذة من نجوم كبار. فينسون افعالهم ويتحولون إلي خندق المنتقدين لمنتخب مصر.. لذلك أطالب الحضري ان يفيق لنفسه بسرعة ويتجاوز هذه الأزمة مع نفسه قبل فوات الأوان. وتشابك الأزمة وتعقدها.. الحضري أخطأ في حق تاريخه وحق منتخب مصر عليه. وعليه ان يسارع بالاعتذار.. قبل أن يأتي يوم يستضيفه فيه "المزيع اياه" ليبكي استعطافا وطلبا للعودة الي حراسة مرمي مصر في المونديال.. ذلك الحلم العظيم. الذي يحلم به كل نجوم مصر. وفي مقدمتهم الحضري نفسه. قبل الاعتزال الكريم.