لا جدال أن وثيقة الأزهر لوقف العنف هي وثيقة جامعة مانعة .. وأن بنودها العشرة علاج ناجع للجرائم والموبقات التي طفت علي سطح المجتمع في غفلة من الزمان .. وكل بند منها أوجز الحالة التي يسلط عليها الضوء في بلاغة شديدة. ونظراً لضيق المساحة .. فإنني أتوقف اليوم أمام أول بندين من بنود الوثيقة لأهميتهما القصوي وخطورة الموضوع الذي يتحدثان عنه. ينص البند الأول علي : "حق الإنسان في الحياة .. مقصد من أسمي المقاصد في جميع الشرائع والأديان والقوانين .. ولا خير في أمة أو مجتمع يهدر أو يراق فيه دم المواطن أو تبتذل فيه كرامة الإنسان أو يضيع فيه القصاص العادل وفق القوانين". وينص البند الثاني علي : "التأكيد علي حرمة الدماء والممتلكات الوطنية العامة والخاصة والتفرقة الحاسمة بين العمل السياسي والعمل التخريبي". كلنا يعلم جيداً أن أي خلاف سياسي أو طمع دنيوي أو صراع مذهبي قد يصب في خانة وجهات النظر الصحيحة أو الفاسدة .. إلا أن كل ذلك له حل .. والحل يكمن في الحوار البناء والوصول إلي نقطة التقاء. لكن .. ما لا حل له فعلاً هو القتل .. فللدماء حرمة. وللروح صاحب لا يملك بشر أياً كان أن ينتزع أو يغتصب هذه الملكية منه تحت أي دعاوي فارغة. مصيبتنا الكبري .. أننا هجرنا القرآن وابتعدنا عن سُنة خير الأنام .. فتاهت منا الحقائق الموثقة. وغامت الصور في أعيننا. وضاعت مفاتيح القلوب المغلقة التي علا الصدأ أقفالها وأوصد الحقد والغل والأثرة أبوابها. ألا يعلم "القتلة" أن "حق الدم" هو أول ما يقضي فيه الله بين الناس بعضهم وبعض يوم القيامة .. بالضبط مثلما يقضي في شأن الصلاة كأول ما يقضي بالنسبة لحقوقه علي العباد..؟؟ للأسف .. نسي أو تناسي هؤلاء القتلة في سَكرَة الحياة قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع : "أيها الناس .. إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام .. كحرمة يومكم هذا. في شهركم هذا. في بلدكم هذا .. ألا هل بلغت. اللهم فأشهد .. كل المسلم علي المسلم حرام .. دمه. وماله. وعرضه" .. لو تذكروا قوله ما قتلوا. وغفل أو تغافل هؤلاء القتلة في دائرة الصراع علي الحكم قول الرسول أيضاً : "من أعان علي دم امرئ مسلم بشطر كلمة .. كتب بين عينيه يوم القيامة : "آيس من رحمة الله" .. لو استحضروا قوله ما قتلوا. وعمي أو تعامي هؤلاء القتلة وهم يسبحون في بحور الأنانية وحب الذات قول الرسول الكريم كذلك : "لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن .. لأكبهم الله في النار" .. لو قرأوا قوله وتدبروه ما قتلوا. هذا حكم أشرف الخلق وسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام .. فما حكم الله خالق الأكوان..؟؟ إن القتل العمدي هو أكبر الكبائر بعد الشرك بالله لأنه تعدي علي حدود الله وممتلكاته. وافساد في الأرض التي أراد أن يعمها السلام. واضرار جسيم بالبلاد وترويع مجرم ومحرم للعباد .. لذا فإن الحق سبحانه وتعالي جعل لهذا النوع من القتل أربع عقوبات في الدنيا لاختيار واحدة منها. وأربع عقوبات في الآخرة تنزل علي القاتل دفعة واحدة. عقوبات الدنيا نص عليها في الآية 33 من سورة [المائدة] حين قال : "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم". أما عقوبات الآخرة فقد نص عليها في الآية 93 من سورة النساء حين قال : "ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً". ونلاحظ هنا الرابط المهم بين الآيتين في التبشير بالعذاب العظيم بعد توقيع احدي العقوبات الأربع في الدنيا. وتوقيع العذاب العظيم كإحدي العقوبات الإلهية الأربع يوم القيامة. ودعوني أسأل كل قاتل مجرم : هل تتحمل احدي العقوبات الأربع في الدنيا..؟؟ إذا كنت خارقاً للعادة وتحملت .. فهل تتحمل أربع عقوبات مريعة دفعة واحدة يوم القيامة .. وأي عقوبات .. الخلود في النار وغضب الله عليك ولعنه لك وعذابه العظيم..؟؟ أيها القاتل المجرم .. ارفع يدك عن "الإنسان" كل إنسان فكما أن لك حقاً في الحياة فإن له نفس الحق .. من نصبك أن تستل روحاً ذكية بغير حق ..؟؟ ولمصلحة من ..؟؟ كفاكم دماء .. ومن رحمة الله علي عباده الخطائين أن فتح لهم باباً واسعاً لمن قتل وتاب وذلك في الآية 34 من سورة "المائدة" التي أعقبت آية [الحرابة] : "إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم". توبوا إلي الله .. قبل أن تأتي "لحظة" لا تنفع فيها التوبة. ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد. آخر الكلام .. 1⁄4 سؤال برئ جداً : ما السر في انفراد قناة الجزيرة القطرية ووكالة الأناضول التركية بقرارات سيادية دون غيرهما من الفضائيات ووكالات الأنباء بما في ذلك "ماسبيرو" وأنباء الشرق الأوسط..؟؟!! 1⁄4 أحيي د. حسن يونس وزير الكهرباء الأسبق .. فقد كان رجلاً بمعني الكلمة ورفض في الأيام الأولي لثورة يناير الاستجابة لطلب النظام السابق بفصل الكهرباء عن ميدان التحرير متحملاً النتائج بشجاعة. نقطة .. وانتهي الكلام 1⁄4 الناشطة العارية علياء المهدي أعلنت عبر تويتر أنها فخورة بعضويتها في بلاك بلوك .. تحية وكرامة لكل إنسان يطالب بالحرية. أسألها : هل من الحرية والكرامة أن تظهري عارية علي الفيس بوك .. ثم مرة أخري في مشهد "لايف" بشوارع سويسرا..؟؟ ملعون أبو دي حرية وكرامة.