حالة من القلق والترقب تسود الشارع السكندري في انتظار إحياء القوي الثورية ليوم 28 يناير ذكري استشهاد "38" من أبناء الثغر وإحراق أقسام الشرطة. الإسكندرية شهدت بعض الأحداث المتضاربة طوال أمس من قلة من النشطاء السياسيين الذين لا يتعدي عددهم ال "350" ناشطا. قاموا بمحاولة قطع طريق الكورنيش أمام مسجد القائد إبراهيم ولم يتمكنوا من ذلك لقلة أعدادهم.. وحاولوا الاصطدام بقوات الأمن المركزي أمام المجلس المحلي ولم يمكثوا طويلا بسبب مطاردة قوات الأمن المركزي لهم بمدرعات وصلت حتي ساحة ميدان صفية زغلول. مع قلة الأعداد اختلفت أماكن التظاهر ليزحف المتظاهرون إلي ساحة مديرية أمن الإسكندرية بسموحة ومعهم أسر الشباب الذين تم القبض عليهم في الأحداث الماضية يطالبون بتطهير الداخلية والإفراج عن المتظاهرين والتهديد بالتصعيد. مديرية أمن الإسكندرية عززت محيط المديرية "بثمانية" تشكيلات أمن مركزي قامت بالتصدي للمظاهرات في الشوارع الجانبية بمسافات بعيدة للغاية لمنع المتظاهرين حتي من الاقتراب.. في ظل قيام المتظاهرين بوضع حواجز حديدية قطعت الطريق المؤدي إلي مديرية الأمن بسموحة. علي الجانب الآخر قام أصحاب المحال التجارية والسوبر ماركت المحيطة بمنطقة مديرية الأمن بالإغلاق مبكرا خوفا من البلطجية والمندسين.. في الوقت الذي قام فيه أيضاً سكان العقارات المحيطة بالمبني بإغلاق أبوابها بالسلاسل الحديدية.. تحسبا من تكرار أحداث الهجوم علي مديرية الأمن العام الماضي ومحاولة البلطجية اقتحام المنازل. وكالعادة أطلقت قوات الأمن المركزي كميات كثيفة من القنابل المسيلة للدموع قابلها المتظاهرون بإشعال "إطارات الكاوتش" لمنع قوات الأمن من التقدم. الغريب أن عدد المتفرجين من العزب المحيطة بمديرية الأمن من الشباب والنساء والأطفال فاق عدد المتظاهرين أنفسهم وتسبب في حالة ارتباك بالمنطقة. وكالعادة ظهر أطفال الأحداث والباعة الجائلين بكثافة بساحة مديرية الأمن لقذف الحجارة علي قوات الأمن المركزي وإشعال النيران في صناديق القمامة بحثا عن الإثارة. علي الجانب الآخر سادت حالة من الهدوء بمحيط المجلس المحلي وافترشت قوات الأمن المركزي الأرض بحثا عن الراحة في ظل زحف عربات التروسيكل للمنطقة لبيع الشاي للمجندين بسعر "جنيه".. بينما احتشد أهالي كوم الدكة علي المقهي وبحوزه بعضهم "بازوكا" استعدادا للمتظاهرين ومساهمة منهم في مساعدة رجال الأمن في تأمين المجلس المحلي. خاصة بعد تحطم "10" محلات تجارية بمنطقة كوم الدكة و"4" فروش للباعة الجائلين من جراء المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن. رائحة الغاز المسيل للدموع لازالت تسيطر علي منطقة كوم الدكة وهو ما دفع الأهالي إلي غسل الشارع بالمياه للقضاء علي الرائحة. نجت مديرية الزراعة والطب البيطري من الإحراق أسوة بالمدارس المحيطة بها ولم يتحطم سوي واجهة المبني الخاص بالحضور والانصراف بمديرية الطب البيطري. انتشرت مقاهي عشوائية علي الأرصفة بساحة مسجد القائد إبراهيم بين المعتصمين لمناقشة الأوضاع السياسية ببورسعيد والسويس. وهو ما أدي إلي انتشار الباعة الجائلين بالمنطقة بالرغم من قلة عدد المعتصمين. علي الجانب الآخر قام مجموعة من الشباب من أبناء منطقة الرمل بتشكيل لجان شعبية لحماية متحف المجوهرات الذي يقع بالقرب من مسكن محافظ الإسكندرية خاصة مع بداية زحف المظاهرات لاستراحة المحافظ بالرغم من عدم تواجده بها. محافظ الإسكندرية المستشار محمد عطا عباس يعد بمثابة لغز للمتظاهرين حول مكان إقامته.. حيث أعلن المتظاهرون عن جائزة لمن يتمكن من تحديد مسكن المحافظ خاصة بعدما تردد انه يسافر ويعود يوميا من المنصورة. من ناحية أخري قام الدكتور حسن البرنس نائب محافظ الإسكندرية بإلغاء عرس نجله محمد والذي أعلن عنه بنادي المهندسين ووجه الدعوة لرجال الأعمال وشخصيات محدودة من قيادات الأحزاب السياسية وأيضاً من الإخوان حرصاً علي سرية الحفل.. إلا أن النشطاء فور علمهم بموعد "العرس" أرسلوا تهديدات علي تويتر ل "البرنس" وحشدوا أنفسهم للتوجه للحفل وهو ما دعاه إلي إلغاء الحفل ربما لصعوبة تأمينه.. والرغم من ذلك فقد أعلن "البرنس" علي الفيس بوك انه ألغي حفل العرس حزنا علي وفاة الشهداء والأحداث التي تمر بها مصر. نفي اللواء ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية قيام البلطجية بمهاجمة سوق باكوس بالرمل والتعدي علي الباعة الجائلين لترويع المواطنين.. وأكد علي أن إطلاق هذه الشائعات هدفه إثارة الذعر بين أبناء المنطقة. علي الجانب الآخر قامت نيابة شرق الإسكندرية بإخلاء سبيل "14" متهما تم القبض عليهم ضمن أحداث مهاجمة مقر المجلس المحلي.. في ظل قيام النيابة بحبس "24" آخرين أربعة أيام علي ذمة التحقيقات بعد أن أكدت تحريات المباحث قيامهم بمهاجمة قوات الأمن أمام المجلس المحلي في محاولة لإحراقه. وكالعادة مع ساعات متأخرة من الليل تظهر مجموعات من الشباب غير المنتمين لأي تيار سياسي وتقوم بإلقاء المولوتوف علي قوات الأمن أمام مديرية الأمن وهو ما دفعهم إلي إطلاق أعيرة خرطوشية في الهواء لتستمر عمليات الكر والفر طوال الليل بالإسكندرية. تستعد الائتلافات الشبابية اليوم لمسيرات تخرج من شرق وغرب الإسكندرية لإحياء الذكري الثانية لجمعة الغضب والدعوي للعصيان المدني حيث ستخرج مظاهرة من ميدان فيكتوريا وأخري من مسجد القائد إبراهيم وثالثة من الدخيلة لتجتمع بمنطقة سيدي جابر. تمكنت قوات الأمن المركزي من إلقاء القبض علي "5" متظاهرين من مهاجمي مديرية أمن الإسكندرية بعد قذفها بالمولوتوف. حرب البيانات انتشرت بين الأحزاب السياسية الرافضة للأحداث الحالية حيث أصدر حزب "المصريين الأحرار" بياناً طالب فيه بمحاسبة ومحاكمة كل المتورطين جنائيا وسياسيا في عمليات قتل المتظاهرين. وأكد الحزب علي استمراره ضمن صفوف جبهة الإنقاذ الوطني وأن الحزب ماض في إصراره علي النضال. أما "التيار الليبرالي" فأصدر بيانا طالب فيه برحيل الرئيس وجماعته.