انتهي الاحتفال بالذكري الثانية لثورة 25 يناير بميدان التحرير بإعلان بعض الأحزاب السياسية اعتصامها وعلي رأسها حزب المصريين الأحرار حتي تتحقق مطالب الثورة.. وأهمها العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والقصاص للشهداء الذين دفعوا دماءهم ثمناً لهذه الثورة. في الوقت نفسه اختفت معظم خيام الأحزاب السياسية من الجزيرة الوسطي بالميدان ودارت حلقات نقاشية واسعة بين المعتصمين حول قرار الاعتصام بالميدان. حيث رأي البعض ضرورة مواصلة الاعتصام لأن الثورة سرقت ولم يستفد منها إلا فصيل واحد فقط. بينما رأي آخرون أن الميدان لم يعد يشكل أي ضغط علي الدولة ولابد من نقل اعتصامهم أمام قصر الاتحادية بمصر الجديدة بعد التجمع أمام محكمة مجزرة بورسعيد. تسببت الغازات المسيلة للدموع التي تم إطلاقها بكثافة في شوارع محمد محمود وقصر العيني والشيخ ريحان في وقوع اصابات كثيرة جداً ما بين اختناقات وإغماءات. مما دفع جميع المتظاهرين لشراء الكمامات والأقنعة الواقية من الباعة الجائلين الذين وجدوا رواجاً كبيراً لبيع بضائعهم. تواجدت أعداد كثيرة من "الموتوسيكلات" في محيط ميدان التحرير لنقل المصابين إلي المستشفي الميداني والمستشفيات القريبة من الميدان بعد المناوشات وحالات الكر والفر التي حدثت بين المتظاهرين وقوات الشرطة بشارع الشيخ ريحان ومحمد محمود بعدما تمكن المتظاهرون من إزالة أجزاء من الأسوار الخرسانية بهذه الشوارع. انتشرت مجموعات "البلاك بلوك" بين المتظاهرين بالميدان. مؤكدين أن وظيفتهم هي مناصرة المتظاهرين في أي مكان بمصر وليس بميدان التحرير فقط. ولا يهدفون لتخريب المنشآت العامة أو الخاصة وأنهم بمثابة درع وسيف للثوار الحقيقيين.. مشيرين إلي أن مظهرهم الموحد الذي ظهروا به في الأحداث بارتداء الأقنعة والمعاصم السوداء إنما هو ليميزهم عن الآخرين. تحدث الفنان التشكيلي صلاح العنايني في أحد مكبرات الصوت بالميدان. مشدداً علي المتظاهرين بعدم مغادرة التحرير والاستمرار في الاعتصام حتي استكمال مسيرة الثورة وتحقيق جميع مطالبها. غابت قيادات المعارضة عن التواجد بين المتظاهرين بالميدان. مما أثار الكثيرين وبعدما تخلي هذه القيادات عن وعودهم بالنزول لميدان الثورة والاعتصام به حتي القصاص للشهداء الذين دفعوا دماءهم ثمناً لحرية مصر. بالإضافة إلي ذلك فقد تسببت برودة الجو وكثرة الغازات المسيلة للدموع في مغادرة جميع المتظاهرين لميدان التحرير مبكراً وعدم الاستجابة لمطالب البعض بالاعتصام داخل الميدان. انطلقت مسيرة كبري ضمت المئات من المتظاهرين من ميدان التحرير إلي مبني ماسبيرو للتنديد بما أطلقوا عليها "أخونة الإعلام". حيث هتفوا ضد وزير الإعلام. كما قطعوا طريق الكورنيش وحاولوا اقتحام بوابات مبني الإذاعة والتليفزيون. إلا أن قوات الأمن منعتهم وأطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.