ما تشهده البلاد منذ ثورة 25 يناير حتي اليوم يجعل الانسان يطرح هذا السؤال "أليس فينا رجل رشيد" فحرام أن يعاني المواطن طوال العامين الماضيين من مشاكل لأحد لها وحرام جو الرعب الذي تعيشه طوال هذه الأيام ويزداد ويزداد خلال هذه الساعات. ماذا جري لنا وماذا حدث ولماذا.. لماذا لم ننجح في تحقيق شعارات الثورة من عيش وحرية وكرامة انسانية وعدالة اجتماعية.. ألم يكف أن الناس ظلت تعاني طوال 30 عاما من حكم مبارك الذي ثارت عليه وهي تمني نفسها في حياة أفضل.. هل قمنا بالثورة من أجل ما نعيشه حاليا وهل الحياة التي نعيشها اليوم أفضل من الماضي.. وهل توجد حياة كريمة بدون أمن أو اقتصاد وهل كل دور الدولة والحكومة ان تتسول المنح والمعونات من هنا وهناك.. هل قمنا بالثورة من أجل ذلك.. أين مشروعات النهضة التي صدع بها البعض رءوسنا.. وأين المشروعات القومية وأين استنهاض الهمم وأين البناء وأين.. وأين.. وأين. اعتقد أن الظروف الحالية تحتم علينا وبعيداً عن أي اعتبارات أن يكون هناك رجل رشيد يدعو إلي المصالحة الوطنية الحقيقية وليس اجتماعات ديكورية بلا نتائج أو اجندات واضحة للحوار.. مصالحة يتحمل فيها كل طرف مسئولياته وأن تكون تلك المصالحة مذاعة علي الهواء مباشرة في التليفزيون وجميع وسائل الاعلام حتي يعرف كل مواطن من يحرص فعلاً علي مصلحة البلاد ومن يعمل علي تدميرها.. لقد سئمنا الشعارات الرنانة وسئنما الاجتماعات والخطب.. والكلام الأجوف وسئنما الاشخاص الذين يقولون مالا يفعلون من كافة الأطراف.. الأمر جد خطير.. إنها مصر أيها السادة.. مصر التي لها فضل علي العالم.. مصر منارة الدنيا.. مصر التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم عدة مرات.. ؟ مصر التي قال فيها القرآن الكريم "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" مصر التي نعيش في ظلها ومن خيرها.. مصر صاحبة الفضل علي العالم كله وليس المصريين فقط.. ان ثورة 25 يناير لم يقم بها فصيل واحد أو تيار واحد وكان أعظم ما فيها إنها ثورة شعب.. شعب توحد بكل أطيافه وبكل تياراته من أجل الثورة علي الظلم والقهر ولا يجب علي الاطلاق ان يستأثر فصيل بانجازات هذه الثورة وفي نفس الوقت لا يجب لأحد أن ينتقم منا لأننا قمنا بهذه الثورة لقد سبق أن قلت في مقالات عدة أن هناك من يريد أن يعاقب الشعب المصري علي قيامه بهذه الثورة وهناك من يريد ان يجعلنا نندم علي أيام الظلم والقهر والذل وهناك من يريد إعادة استنساخ النظام البائد وهناك من يريد أن يستأثر هو وحده بالكعكة وهناك من يريد أن نكفر بالثورة ولكل هؤلاء أقول عفوا لن نكفر بالثورة ولكننا سنكفر بكل من تاجر بدماء الشهداء ومن تاجر ويتاجرب آلامنا ومشاكلنا.. فاحذروا!! حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.