ان يتقدم النائب العام المستشار طلعت عبدالله بمذكرة إلي محكمة جنايات بورسعيد يطلب فيها إعادة فتح باب المرافعة مجدداً في قضية مجزرة بورسعيد.. فإن هذا حق أصيل له إذا ظهرت أدلة جديدة تدين نفس المتهمين في القضية أو تبرئهم كلهم أو بعضهم أو تضيف متهمين جدداً.. خاصة انها قضية رأي عام وهناك أرواح 72 شابا من الألتراس الأهلاوي تنتظر القصاص من القتلة الحقيقيين. وهناك 73 متهماً معرضون للإعدام وقد يكون بينهم أبرياء. لكن .. هناك أمران جعلا الكثيرين يتشككون في مصداقية وهدف المذكرة: * الأول .. ما قاله وديع حنا عضو المكتب الفني لوزير العدل وغيره من المصادر المحترمة من أن لجنة تقص الحقائق ذكرت في تقريرها ان هناك أدلة جديدة ربما تكشف 4 متهمين جدد هاربين تم التسجيل لهم وهم يحرضون علي قتل الألتراس في المدرجات.. وهو ما جعل الناس يتساءلون: لماذا لم تظهر هذه الأدلة وتلك التسجيلات طوال عام كامل وخلال إجراءات التحقيق والمحاكمة؟! * الثاني.. توقيت المذكرة.. وهو ما جعل الناس يتساءلون أيضا: لماذا لم يصدر النائب العام قراراً احترازياً بالقبض علي المتهمين الجدد فور اطلاعه علي تقرير لجنة تقصي الحقائق وحبسهم احتياطياً؟ وإذا كانوا هاربين خارج البلاد فلماذا لم يقدم المذكرة إلي هيئة المحكمة فور تلقيه التقرير وليس قبل جلسة النطق بالحكم بأربعة أيام فقط؟! في رأي هؤلاء وهؤلاء ان المذكرة إذا كانت قد أرسلت للمحكمة قبل شهر أو ثلاثة أسابيع مثلاً لأصبح أمام المحكمة الموقرة الوقت الكافي لدراسة الأدلة الجديدة واصدار القرار المناسب الذي هو حق لها: ان تطمئن للأدلة وتأخذ بها وتدخل المتهمين الجدد في نفس القضية. أو ترفض الأدلة وتصدر حكمها في موعده. أظن وليس بعض الظن إثماً ان المذكرة لو كانت قد قدمت قبل شهر وتم إعادة فتح باب المرافعة ما كان أحد سواء من المدعين بالحق المدني أو غيرهم قد وصف المذكرة بأنها مناورة ولعبة سياسية هدفها نزع فتيل الأزمة وتفويت فرصة التصعيد علي الألتراس الأهلاوي. في رأيي .. ان تقديم المذكرة قبل النطق بالحكم بأربعة أيام قد وضع المحكمة بين "فكي الرحي": إذا اخذت بما في المذكرة واصلت النطق بالحكم كما هو متوقع وهذا حقها فإن ذلك لن يرضي الألتراس الأهلاوي. وإذا لم تأخذ بها ونطقت بالحكم في موعده السبت القادم وهو أمر مستبعد وهذا حقها أيضاً فلن يرضي هذا الألتراس البورسعيدي.. كان الله في عونها. كنا في غني عن كل ذلك لو اتخذ القرار الصائب في التوقيت السليم.. وهذا هو لب هذه القضية .. وكل القضايا. ** آخر الكلام: * مذكرة النائب العام في مجزرة بورسعيد معناها "مفيش حكم السبت" ومعناها أيضا "مفيش دوري عام".. العوض علي الله علي الكورة في مصر.. أنسوا مونديال البرازيل. * الشيخ يوسف القرضاوي التقي في "الدوحة" مع عدد من أبناء شهداء الحرب الإسرائيلية علي غزة.. وأكد لهم ضمن كلامه: ان فلسطين ستعود وأرجو ان يكون ذلك قريباً. يا مولانا.. إذا كان هذا "الرجاء" ايمانا بالله وبعدله.. فنحن جميعاً معك. أما إذا كان هذا "الرجاء" ينطلق أصلاً من الادعاء بأن إسرائيل ستزول خلال 10 سنوات عندما يعود اليهود المصريون إلي مصر والفلسطينيون إلي فلسطين وبالتالي لن تكون هناك أصلاً دولة إسرائيل.. فأؤكد لفضيلتك أن فلسطين بهذا الشكل لن تعود ابداً.. لا قريباً. ولا في آخر الزمان.