حوادث اليوم ثمن طبيعي لإهمال الأمس منذ عقود وسنوات ومسلسل التراخي والإهمال يضرب بجذوره في جميع مرافقنا من قطاع النقل والطرق إلي الاسكان والصحة وغيرها من المرافق ولأننا اعتدنا انعدام الضمير وعدم المساءلة واستشراء الفساد كانت النتيجة الحتمية الكوارث المتتالية التي تفاجئنا بغتة ليدفع ثمنها المصريون من دمائهم وأرواحهم. الحادث الأخير ليس ذنب هذه الحكومة وإن كان ذلك لا ينفي مسئوليتها تجاه الإصلاح والتغيير لتراكمات ماض لا يريد أن يفارقنا.. وكأننا علي موعد مع شبح الموت الذي يطل برأسه من آن لآخر ليغتال طموحات وأحلام البسطاء بلا رحمة أو شفقة. لم يعد أحد يحتمل الضربات الموجعة التي انهالت فوق رؤوسنا من كل صوب. أعود لحكومتنا واطالب كل مسئول فيها بأن يفتح كل الملفات الملغومة في المباني والعشوائيات والسكة الحديد والمستشفيات فالقائمة طويلة ومتكررة ومليئة بقنابل موقوتة ومجهول عبثي أصدر حكمه علي المصريين بالإعدام والهلاك بلا ذنب اقترفوه. رفقاً بنا أيتها الحكومة.. نطالبك بالرحمة والعدل والعقاب الرادع وكفانا بحق سقوط الشهداء والضحايا في زمن المجهول. فهل من مستجيب؟! "قلب العروبة" وسط الحالة الضبابية والأجواء الصعبة والأحداث المتتالية التي تعيشها مصر تأتي كلمات د. عبدالمنعم الحسني وزير الإعلام العماني خلال زيارته مؤخراً لمصر لتبدد المخاوف والأحزان "مصر في القلب" وستظل قلب العروبة النابض وهي السند والدعم لكل العرب. كلمات صادقة تنم عن وعي بقيمة وقدر مصر علي مدار سنوات والعلاقات المصرية العمانية تضرب للجميع نموذجاً فريداً في المحبة والتسامح والاحترام. علاقة قوية لم يطالها مناخ السياسة بسوء فهكذا ينظر الأشقاء في سلطنة عمان إلي مصر وشعبها قبل وبعد الثورة لم يتغير في الأمر شيء فالعلاقات والروابط التاريخية المتينة ثوابت راسخة لا تهتز برياح التغيير ومستقبل الأوطان مرهون بقوة ومتانة هذه العلاقات والعمل العربي المشترك الذي يهدف بصدق لرفعة ونصرة الشعوب. اتمني أن تحمل الأيام المقبلة مزيداً من التماسك والتلاحم المصري العماني الذي يضرب نموذجاً يحتذي به وفي نفس الوقت رسالة عربية أصيلة تؤكد أن وشائج الإخوة قوية وباقية ودرساً للجميع أننا قادرون دائماً علي الاتحاد والتآلف لصناعة المستقبل الذي تحلم به الأجيال المقبلة وسط عالم لا يعترف إلا بالكيانات القوية.