أشادت الصحافة العمانية بمصر، حيث قالت جريدة عمان الصادرة في سلطنة عمان في افتتاحيتها تحت عنوان (نموذج مصري يستحق التقدير). ليس من المبالغة في شيء القول إنه إذا كانت مصر قد أعطت الكثير من النماذج الطيبة، والملهمة لمحيطها العربي والإسلامي علي امتداد تاريخها الطويل، وهو ما عبر عن نفسه في العلاقات والوشائج القوية والعميقة بين مصر ومحيطها العربي والإسلامي في مختلف المجالات، وفي كل الظروف أيضا، فإن الشعب المصري الشقيق استطاع في الآونة الأخيرة أن يعطي نموذجا طيبا آخر في التحول والانتقال السلمي والديمقراطي أيضا علي طريق التطوير والبناء. وفي هذا الإطار فإن عملية انتخابات الرئاسة في مصر الشقيقة، بمرحلتيها الأولي والثانية، لم تؤكد فقط حضارية السلوك المصري، بغض النظر عن ما حدث أحيانا من احتكاكات وخلافات بين القوي والأطراف السياسية المختلفة، ولكنها أكدت أيضا القدرة العربية علي الانتقال إلي جانب الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع، وعبر التنافس الحر والشريف من أجل تقديم الأفضل للمواطنين اليوم وغدا، وعلي ذلك فإن انتهاء انتخابات الرئاسة المصرية، دون مشكلات، وبدون صدامات، وبشفافية وديمقراطية رعاها القضاء المصري وأشرف عليها. هو أمر تاريخي بالفعل ودون أي مبالغة، علي صعيد التطور السياسي المصري والعربي، فمع فوز الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين، وعبر الأداء الانتخابي الذي شهد منافسة عالية، تكون مبادئ تداول السلطة، وإشراف القضاء الكامل علي الانتخابات، والشفافية الكاملة لعمليات الاقتراع والفرز وإعلان النتائج، قد تأكدت وترسخت بما لايمكن العودة عنه أو الخروج عليه أو تجاهله. ويكتسب ذلك أهمية كبيرة لأنه يعيد للمواطنين القدرة علي اختيار مرشحيهم، وإبعاد من لا يريدون توليهم مقاليد السلطة، علي هذا المستوي أو ذاك، ومن شأن هذا أن يدفع نحو مزيد من التفاعل، والمشاركة السياسية من جانب المواطنين، مع شعور المواطن بأهمية وقيمة وتأثير مشاركته بالنسبة لحياته، ولحياة المجتمع أيضا. ومع ترحيب السلطنة بخيارات الشعب المصري الشقيق، واحترامها لها، فإن العلاقات العمانية المصرية قادرة علي السير والانطلاق بخطي كبيرة وملموسة، علي طريق تحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة في جميع المجالات، وعلي كافة المستويات للشعبين العماني والمصري الشقيقين، اللذين تربطهما أواصر ووشائج عميقة، ومصالح متنامية في جميع المجالات.