علامات الاستفهام تتكالب علي العقل المنهك المثقل بهموم لا تقوي علي حملها الجبال فتقهر ما تبقي من سنوات العمر.. والحياة أصبحت كالفرس الجامح لا يقو علي ترويضها اعتي الفرسان المتدربون.. الكل أصبح يمقت الكل.. والساحة تحولت لمضمار عراك.. عراك علي ماذا؟ لا أحد يدري وربما يدري ولا يستطيع أن يبوح فمن الصدق ما قتل والكل يخاف.. نعم يخاف فالسفينة في خضم هائج من أمواج عاتية وقراصنة يتربصون شاهرين أسلحة الحقد والغل وبقايا من قلوب جاحدة غلفها الكذب فقست وتخندقت في كهوف الغوغاء وأرباب الاجرام. والسفينة تكاد تغرق وملاحوها لا يعبأون بالخطر الداهم الذي يحدق بهم من كل صوب وجحافل الغوغاء التي تنتظر شحوط السفينة وغرقها تعلو وجوههم الكالحة ابتسامات صفراء وتنطلق افواههم بكثير من الغل وأكثر من اللامبالاة والغباء وفقدان الحكمة رغم انهم يحاولون ايهام ركاب السفينة بأن هدفهم انقاذها ومن عليها من الهلاك.. إلا ان الأمر لم ولن ينطلي علي أحد.. فالجميع أصبح يدرك ان الاختيار لم يكن صوابا وان ما آل إليه حال السفينة لا يرضي أحدا تلك السفينة التي كانت يوما من الأيام تاج البوارج في يم الحياة.. كان النظر إليها يعني الأمن والأمان وتحقيق الأماني.. فأصاب ركابها ما أصابهم من علل واسقام.. فتحول أمن السفينة إلي بلطجة وامتد إلي نوع من الاجرام الممنهج جهارا نهارا والكل استباح حق الكل ولم لا طالما لا أحد يحاسب.. والحقوق تضيع.. يا هؤلاء كفوا عن الكلام وهيا للعمل ودعونا من الأنانية وحب الذات وتخوين الآخر وتكفيره وليمد الكل يده للكل في تسامح وصفاء سريرة.. بلا غش أو حقد أو مناورات.. وليكن ما يظهر من ردود افعالنا معبرا عما تحويه صناديق الصدور وان نطهر السفينة من أصحاب العقول المريضة والأفكار العفنة لنقضي علي الوباء المستشري بين ركاب السفينة حتي تسلم.. ففي سلامتها الخير للجميع وفي غرقها - لا قدر الله ولا كان - الهلاك. هيا نفكر معا.. نعمل معا.. في ترميم ما تشقق من جنبات السفينة وأن نمنع ما تسرب إلي جوفها من مياه اثنة تقودها للغرق لا انقاذها وان يكون الصدق والمكاشفة شيمتنا وأن يكون نبل الهدف وصدق الغاية مرامنا وان لا نناور فإن ركاب السفينة علي درجة عالية من الذكاء قادرين علي تمييز الغث من السمين لديهم فراسة أن يميزوا بين وجه كريم وآخر لئيم. ** همسة: إذا غلب الهوي بطل الرأي وغرقت السفينة.