دعوت من الاعماق أن يأتي العام الجديد وقد تخلصنا من حالات الهلع والهلع مرض مؤرق يهاجم المرأ علي شكل نوبات من الخوف الشديد والتوتر الداخلي العنيف والتي تنعكس آثاره علي الجسد فتداعي أعضائه وتئن. بدأت نوبة الهلع علي المستوي الشخصي بهجوم مباغت من بلطجي اعترض طريقي بقرن غزال .. فتبددت مشاعر الأمان ورحل السلام الداخلي مصدر الطمأنينة. والطمأنينة تتبدد وتتواري اذا فقد الإنسان القدرة علي السيطرة اذا ما واجه قوة غاشمة أقوي منه. والقوي الغاشمة في بلادي تكبر يوما بعد يوم. وتتعملق وتبدو كمخلوق خرافي وحشي يهدد الحرية ويضاعف ضربات القلب وتجعلنا نتنفس بصعوبة ونشعر بالغثيان والدوخة أمام مظاهرها. البلطجي ليس واحداً .. وإنما جماعات وعصابات بأشكال وحيثيات مختلفة. أكثر توحشاً من الحيوانات فالحيوانات لا تعرف قرون الغزال. ويرهبها الرصاص. لا تقتل ضحاياها بالبارود والخرطوش لا تناور وتخاف من السيوف ولا تسطيع القذف بالطوب أو القبض من فوق الأسطح العالية الحيوانات لا تهاجم سيارات ولا تهجم علي محلات المجوهرات. الهلع مرض يصيب المجتمعات أيضاً عند حالات التحول وأمام مفترق الطرق عندما تزداد الغيوم وتحجب الاضواء ويضيع الطريق. الثورات والانتفاضات الكبري تصحبها هزات كبيرة تطول أرواح الناس وأرزاقهم وتصيبهم بالكآبة .. والمجتمع حين يفقد السيطرة علي أعداء الحياة ويواجه بتهديدات قوي غاشمة ويتعرض أبناؤه للقتل والترويع لابد أن يصاب بالهلع. القلق الشديد مظهر آخر من مظاهر الهلع تزيد حدته أمام أسراب بشر غرباء هبطوا من كوكب مجهول كما يحدث في السينما .. اللسان غريب. والحكي غريب. والحوادث مجهولة يقوم بها غرباء!! مضي عام. وعام قبله مضي بعد ثورة كبري .. والناس لا يزالون يعيشون أقسي حالات الهلع والقلق من الغد. الاضطراب أيضاً عرض آخر يتجلي في تفاصيل الحياة اليومية. وحتي الأمس مازال المجتمع يودع قتلاه وكأن حوادث أفلام الرعب تلاحقنا بعروض مستمرة. الهلع والقلق والاضطراب يهددون بضياع كل شئ .. الحلم والأمل والعدالة والعيش والكرامة .. وردود الأفعال ليست محسوبة عندما يتحول الهلع إلي وساواس قهري .. فالجوع كافر والغلاء كافر. والاقتصاد المهدد بالانهيار يفتح أبواب العنف والجريمة علي مصراعيها! في المجتمع المأزوم لا يستطيع أحد التنبؤ بالتداعيات فاليأس قاتل والهلع يفتك بالعقول والتفكير العقلاني لا يمكن للفرد ولا المجتمع أن يشعر بالأمان ولا الراحة بينما الكلام عن الازمات بأنواعها متواصل علي جميع منافذ التواصل أزمات الكهرباء والماء والمواصلات والدستور إلخ إلخ. حالة "الايفوريا" عند البعض تعبير عن تفاؤل غشيم واحاسيس مضللة مرضية لقوي اعجزها شعورها بالانتصار عن رؤية طبقات الغيوم الكثيفة. وأشكال الرفض العنيفة ومظاهر الهلع والخوف من مستقبل تسبقه علامات استفهام لتسد عين الشمس! والهلع أمام نماذج "البورتريهات" للوجوه المبعثرة فوق الصفحات الأولي من صحف الوطن البيضاء والصفراء عجيبة وغريبة فتأملوها مع مطلع عام 2013 .. انزعوها ورصوها في ألبوم خاص للاحفاد .. فهؤلاء رموز وعنوان لمرحلة تاريخية سوف تبقي مجلد الألم الممتد لشعب عاني طويلا وأيضا اشارة الهلع المقيم الذي يرفض أن يغادرنا. دعوت ومازلت أدعو وأصلي مع الآلاف غيري بأن ينجو الفرد ويتحرر المجتمع من حالة الهلع والقلق علي مستقبل أبنائه وأحلامهم التي دفعوا من أجل تحقيق حياة فلذات أكبادهم. كل سنة والثورة مستمرة "!!" والمقدرة علي النجاه ومواصلة الحياة وتحقيق الأحلام باقية ولم تنفد.