خالد الزغفراني وكيل المؤسسين لحزب الاصلاح والعدالة والتنمية صاحب تاريخ طويل من العمل السياسي والفكري فقد كان أحد قادة حزب العمل.. خاض العديد من الانتخابات البرلمانية ويعد من ابرز الذين قاموا بالرد علي فكر الجماعات التكفيرية في السبعينيات وما تلاها. المساء الاسبوعية التقت الزعفراني في حوار خاص حول الاحداث الحالية وأسباب عودة الفكر التكفيري مرة أخري وكيفية الخروج بمصر إلي بر الأمان بالرغم من كل تلك العواصف.. وفيما يلي نص الحوار: * مصر بدأت اليوم التصويت علي مشروع الدستور الجديد وسط انقسام في الشارع ما بين مؤيد ومعارض.. وكل الاحتمالات مفتوحة.. ما تقييمك للوضع؟ ** عيب ان دولة مثل مصر.. دولة عريقة وقديمة عرفت الدستور في القرن التاسع عشر تعجز عن وضع واصدار دستور يتناسب مع عظمة مصر صاحبة الحضارة ذات السبع آلاف عام.. وللعلم فإن فشلنا في اصدار الدستور سوف يقود إلي نتائج كارثية وسف يخفض كثيراً من اسهم الثورة المصرية في نظر العالم ويظهرنا بمظهر العاجز عن وضع دستور واصداره ويدخلنا في متاهات في الداخل لا يعلم عواقبها إلا الله. أتمني ان يغلب الجميع صوت العقل وان يستمر الحوار الوطني للتوافق حول المواد الخلافية حتي يمكن ان ننتقل من تلك المرحلة الانتقالية التي طالت كثيراً حتي ننشغل بالأهم ثم المهم وهو بناء دولة المؤسسات وإعادة بناء الاقتصاد القومي وتحسين مستوي معيشة الافراد وتطبيق مباديء ثورة 25 يناير في العيش والحرية والكرامة والعدالة الانسانية ورغم وجود خارطة طريق في حالة إذا جاءت نتيجة الاستفتاء بلا فأنا أخشي علي مصر في كل الأحوال سواء جاءت الاجابة بنعم أو لا من الدخول في متاهات إذا استمرت حالة الانقسام والخلاف.. فلا سبيل أمامنا إلا التوافق والتوحد دون تغليب لمصلحة طرف علي الآخر ولا تنسوا المتربصين بالوطن سواء من الداخل أو الخارج. التكفير * بمناسبة المتربصين والعنف ما رأيك في ظاهرة عودة التكفير والجماعات التكفيرية خاصة وانك أحد أبرز الذين تصدوا لهذا الفكر في السنوات الماضية؟ ** هذا الفكر نشأ حديثاً في وسط الستينيات بعد اعدام سيد قطب وقيام بعض الشباب بالاستناد إلي كتابين "معالم الطريق" و"في ظلال القرآن" لتكفير المجتمع علي اساس انه مجتمع جاهلي وبناء عليه قيم تكفير الحاكم بل والشعب وقد تم التصدي لهذا الفكر في الستينيات بالقبض علي هؤلاء الشباب وادخالهم السجن وفي السبعينيات خرجوا وانتشروا بطريقة غير عادية يروجون لهذا الفكر وكنت من الذين قاموا بالرد عليهم والتأكيد علي ان فكرهم هو فكر الخوارج الذين خرجوا علي عليّ بن ابي طالب وانهوا الخلافة الإسلامية الراشدة.. المهم ان هذا الفكر التكفيري الجديد ظهر في اتجاهين الاول تمثل في جماعة التكفير والهجرة التي اغتالت الشيخ الذهبي وانتهت باعدام اميرها شكري مصطفي ومجموعته.. والاتجاه الثاني هو التكفير القبطي الذي تشعبت منه جماعات عنف كثيرة أبرزها "الناجون من النار" والتي كان منهاجها كتاب "الفريضة الغائبة" لمحمد عبدالسلام فرج الذي ورط الجماعة الإسلامية في قتل السادات وأعمال العنف وذبح الجنود والضباط في أسيوط والهجوم علي مديرية الأمن. وللأسف فإن الأجهزة الأمنية غضت الطرف في السبعينيات عن الفكر التكفيري لعدم وجود عنف وقتها ونسيت انه لا عنف بلا تكفير فالعنف والتكفير متلازمان لانك قبل ان تقتل لابد ان تستحل القتل وتجد له مبررات.. وفي فترة الثمانينيات والتسعينيات انغلق الفكر التكفيري علي نفسه وظل كامناً في حين لجأ الإخوان للعمل في العلن ومارسوا السياسة وترشحوا للانتخابات وفكروا في تكوين الأحزاب حتي جاءت ثورة 25 يناير فظهر الفكر التكفيري والجماعات التكفيرية علي السطوح وكان لانتخابات رئاسة الجمهورية دون استرضاء بعض المرشحين لأصحاب هذا الفكر الذي كان منتشراً في سيناء والصعيد وبعض المناطق العشوائية في القاهرة حيث ينمو هذا الفكر في المناطق ذات الخط الأقل من التعليم وللعلم الفكر التكفيري والجماعات التكفيرية كانت موجودة في سيناء حتي قبل الثورة في عهد مبارك حيث تم اسقاط طائرة نائب رئيس مباحث أمن الدولة اللواء أحمد رأفت الذي اصيب وتم نقله إلي ألمانيا للعلاج وهو مسئول النشاط الديني وبعد الثورة استغلت الجماعات التكفيرية حالة الضعف الأمني وظهرت أكثر وساعدها للأسف انشغال الإسلاميين بالسياسة وكذلك القوي المدنية حيث دخل الطرفان في مواجهة حادة حول الجمعية التأسيسية والدستور وانشغل الجميع بالمناصب وتوزيع الغنائم ووسط هذا وذاك ينتشر الفكر التكفيري. المواجهة * إذن ما هو الحل وكيف يمكن المواجهة والخروج من المأزق؟ ** لا يوجد حل إلا الاستقرار والمواجهة بالفكر والنقاش والرد علي هؤلاء وتبيان الحقيقة لهم وانقاذ المغرر بهم لهذا اطلق صيحة تحذير عالية من خلال صحيفتكم الغراء كي ينتبه الجميع قبل وقوع أحداث كارثية كبري.