مر اليوم الثالث لاستفتاء تقرير مصير جنوب السودان بسلام وهدوء. لكن تراجع الاقبال علي الاقتراع في الجنوب. نظرا للكثافة التي شهدتها المراكز خلال اليومين الماضيين. فيما كان الاقبال جيدا في مراكز الشمال. مقارنة بعدد المسجلين. وقدرت مفوضية الاستفتاء عدد المقترعين حتي الآن بمليون ناخب في الجنوب أي بنسبة تزيد علي 20% وفي الشمال بلغت النسبة أكثر من 25% وخارج السودان أكثر من 63%. اتسمت الحالة الامنية في جميع المراكز بالهدوء. فلم تدون أي بلاغات أو ملاحظات سلبية حول العملية التي بدأت الاحد. وتستمر حتي يوم السبت المقبل. وقد وصف المراقبون الصينيون عملية التصويت في الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان بأنها "سلمية ومنظمة".. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن المراقبين الصينيين سافروا إلي الخرطوم. وجوبا. و "واو". وأماكن أخري عديدة في السودان لمراقبة سير عملية الاستفتاء. وأضاف أن المراقبين إلتقوا بالمسئولين في كل من شمال وجنوب السودان. وكذا مسئولي لجنة الاستفتاء في جنوب السودان. وأجروا اتصالات مكثفة مع رؤساء بعثات كل من الأممالمتحدة. والاتحاد الأفريقي. والجامعة العربية. وأكد أن بلاده ستواصل التعاون مع السودان بشماله وجنوبه لتحقيق المنفعة المتبادلة. بغض النظر عن نتائج الاستفتاء الذي يعد جزءا رئيسيا من اتفاقية السلام الشاملة الموقعة بين الشمال والجنوب في 2005. رحبت وزارة الخارجية السودانية بتصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون حول تنفيذ الحكومة لاتفاق السلام الشامل وقيام الاستفتاء وكذلك ضرورة تقديم الدعم للسودان خلال الفترة القادمة. لكن خالد موسي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية قال إن علي الولاياتالمتحدة أن تبادر باتخاذ خطوات عملية وإجراءات ناجزة بدلا عن الأقوال والوعود المعلقة وذلك برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية وإبطال مفعول المعوقات السياسية التي وضعتها لتعقيد إسقاط الديون الخارجية. كما دعا إلي اسقاط الشروط السياسية لتقديم الدعم والعون للسودان. مشيرا إلي أن الحكومة السودانية ظلت تستمع لوعود أمريكية حول دعم السودان منذ سنوات طويلة خاصة خلال فترة التفاوض في ماشاكوس ونيفاشا وابوجا. لكنها لم تف حتي الآن بأيي من تلك الوعود. وفي نيويورك أبدي أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون القلق الشديد إزاء التقارير الأخيرة الخاصة بالاشتباكات في منطقة أبيي. ودعا بان كي مون - في بيان صادر عن المتحدث باسمه - حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان الي المحافظة علي الهدوء وضمان أن يتم حل هذه المشكلة عن طريق الحوار السلمي. وحث الأمين العام الطرفين علي استئناف واختتام المفاوضات بشأن أبيي باعتبارها مسألة ذات أولوية. وقد كثفت بعثة الأممالمتحدة في السودان دورياتها بالمنطقة. والاستعداد لتعزيز حفظ السلام إذا دعت الحاجة الي ذلك. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي إن بعثة الأممالمتحدة في السودان قامت بزيادة وتعزيز دورياتها اليومية في منطقة أبيي التي يسودها التوتر بسبب الاشتباكات الأخيرة بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك. ونقل عن المتحدث باسم البعثة قويدر زروق قوله إن ¢هناك تعزيزاً وزيادة لعدد الدوريات اليومية فأصبحت تزيد عن أربع أو خمس دوريات في اليوم بالإضافة إلي تحليق طائرات الهليكوبتر لمراقبة التحركات بالنسبة للمسيرية الرحل أو الجنوبيين العائدين من الشمال إلي الجنوب بالإضافة إلي وجود كبير لدورية الأممالمتحدة في وسط مدينة أبيي حتي تساعد السلطات المحلية من قطاع الأمن في المدينة وخارجها¢. وأضاف أن البعثة تقوم أيضا بمساعدة إدارة أبيي وزعماء قبيليتي الدينكا والمسيرية في ترتيبات عقد اجتماعين لمناقشة جميع القضايا ذات الصلة والوصول إلي حل واتفاق سلمي بين الجانبين. وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في أن تتقيد سلطات شمال السودان وجنوبه بدقة بالالتزامات التي قطعتها علي نفسها فيما يخص تنفيذ المرحلة النهائية من اتفاقية السلام الشامل دون أية نزاعات. وكذلك حل الخلافات حول الوضع المستقبلي لمنطقة أبيي. وأكد بيان لوزارة الخارجية الروسية أهمية الحفاظ علي السلام والأمن والاستقرار في السودان بغض النظر عن نتائج تصويت سكان الجنوب في الاستفتاء الجاري حاليا لتحديد مصيره. وأعرب البيان عن القلق إزاء الوضع الناشئ حول منطقة أبيي التي شهدت في الآونة الأخيرة اشتباكات بين مجموعات مسلحة وقوات حفظ النظام أسفرت عن ضحايا بشرية. وكانت مصادر إعلامية وأمنية في منطقة أبيي المتنازع عليها أفادت بأن 33 شخصا علي الأقل قتلوا في اشتباكات بين رجال قبائل وبدو عرب قرب الحدود بين شمال السودان وجنوبه في اليوم الثاني من الاستفتاء علي تقرير مصير الجنوب الذي يستمر أسبوعا. واتهم زعماء قبيلة الدنكا نقوق المرتبطة بالجنوبالخرطوم بتسليح ميليشيات عرب المسيرية بالمنطقة في اشتباكات وقعت أيام الجمعة والسبت والأحد وقالوا إنهم يتوقعون المزيد من الهجمات في الأيام القادمة.