رغم مرور أسبوعين علي كارثة قطار أسيوط التي راح ضحيتها 51 طفلاً في عمر الزهور.. إلا أن الحكومة لم تتعلم الدرس.. وضاعت كل تصريحاتها بعد هذه الكارثة ادراج الرياح!! لم تتحرك الحكومة لمواجهة الفوضي الموجودة في المزلقانات.. ولم تفعل شيئاً لمنع وقوع كارثة جديدة!! وكأنها في انتظار كارثة جديدة تخرج بعدها بنفس التصريحات ونفس الوعود.. ثم يعود الشيء إلي ما كان عليه! تماماً كما كانت الحكومة تفعل قبل الثورة!! وكأن الثورة لم تقم !! الخبراء كشفوا عن ان عدد المزلقانات في مصر يفوق المزلقانات الموجودة في ثلث دول العالم حيث يوجد 1330 مزلقاناً بشكل رسمي و5 آلاف مزلقان عشوائي!! الإهمال والفوضي والبلطجة رصدتها "المساء" بالصورة علي بعض المزلقانات منها انتشار أسواق عشوائية كمزلقان العياط المحطة الذي يمثل كارثة نتيجة عرض الاسماك والملابس والفاكهة علي قضبان السكة الحديد. ومن نماذج البلطجة قيام أهالي قرية المقاطفية بالعياط بإنشاء مزلقان أمام قريتهم بعد الثورة وعندما وصلنا إلي المكان شاهدنا عاملاً يدعي محمد جاد من أهالي القرية يقوم بتنظيم العمل وعندما سألناه كيف يعرف مواعيد القطارات لغلق المزلقان بالسلاسل أمام السيارات والمارة أجاب أنه يعتمد علي الرؤية بالنهار وأضواء القطارات بالليل ويعمل معه اثنان في ورديات مختلفة...أوضح أن أهالي القرية الذين لا يتعدي عددهم 5 آلاف نسمة هم الذين قاموا بعمل المزلقان بعد أن حدثت مشاجرة مع أهالي قرية كفر قاسم الموجود بها المزلقان الرئيسي علي بعد 400 متر فقط لمنع وقوع حوادث بينهما. أكد د. أسامة عقيل أستاذ الطرق والنقل والمرور بكلية الهندسة جامعة عين شمس أنه لا توجد دولة بها كم المزلقانات علي خطوط السكك الحديدية مثل مصر.. بالإضافة إلي إصاب مرفق السكة الحديد بالتخلف والتهالك لأنه مازال يعمل بنظام الجرالميكانيكي في الوقت الذي تعمل فيه أغلب دول العالم بالجرالكهربائي منذ 50 عاماً. أوضح أن الاعتماد علي العنصر البشري "عامل المزلقان" في تأمين أرواح المواطنين في مرفق يحمل أكثر من 50% من إجمالي ركاب مصر يومياً أمر في غاية الخطورة ويمكن وصفه بالجنون. أضاف أنه يمكن تقليص المزلقانات إلي النصف عن طريق غلق التي لا يمر بها سيارات واستبدالها بكباري مشاة والغاء الخطوط غير المجدية والتي يوجد عليها عدد محدود من الركاب وتعويضها باتوبيسات وغلق جميع المزلقانات العشوائية. أوضح أن تكلفة تطوير المزلقانات بعد إلغاء غير المجدي منها لا تتعدي 500 مليون جنيه وهذا المبلغ لا يساوي أظافر الأطفال الأبرياء الذين راحوا ضحية الإهمال في كارثة مزلقان قرية المندرة بمركز منفلوط. خطة قومية قال د. ضياء الدين إبراهيم مدير وحدة الاستشارات الهندسية بكلية الهندسة جامعة عين شمس: لابد من وضع خطة قومية لتطوير جميع إدارات هيئة السكة الحديد من خلال دراسات تقوم بها مكاتب الاستشارات الهندسية المصرية والعالمية لتقدير التكلفة الحقيقية والمدة الزمنية لرفع كفاءة أوطول شبكة سكة حديد في العالم.. والعمل فوراً علي تنفيذ الخطة علي أن تبدأ بالمزلقانات لمنع وقوع الكوارث التي تحصد أرواح عشرات الآلاف سنوياً علي خطوطها. أكد د. أحمد راشد أستاذ الإنشاءات والكباري بكلية الهندسة بجامعة القاهرة ان تطوير المزلقانات أصبح أمراً ضرورياً خاصة بعد الزيادة الرهيبة في حركة المركبات العابرة لها والتي تتبعها زيادة في معدلات الحوادث نتيجة عدم تأمينها لأنها لا مازالت تعمل بالسلاسل أو البوابات المتهالكة أو بدونهما. أشار إلي أن بعض المزلقانات يمكن تطويرها بعدة وسائل منها إنشاء كباري علوية أو أنفاق لعبور السيارات منها بعيداً عن شريط السكة الحديد وأخري لا يجدي معها سوي التطوير بشرط لا يقل عرضها عن 15 متراً لعمل حارتين لمرور السيارات والمشاة.. وهناك مزلقانات لا يصلح معها أي تطوير. د. مصطفي صبري أستاذ النقل وهندسة المرور بكلية الهندسة بجامعة عين شمس قال: لا توجد دولة في العالم بها هذا الكم الهائل من المزلقانات سوي مصر فلا يمكن أن يتخيل عاقل أنه توجد 4 مزلقانات في مسافة 4 كيلو مترات بمدينة ديروط بأسيوط أي بين كل مزلقان والآخر كيلو متر واحد فقط. تساءل: هل تصدق أن خط السكة الحديد بين روما وميلانو بإيطاليا طوله 600 كيلو متر لا يوجد عليه مزلقان وإنما كباري لعبور السيارات والمشاة!! قال المهندس يحيي عبدالعظيم شماله رئيس الإدارة المركزية لهندسة السكة الحديد بنية أساسية توجد خطة لتطوير مزلقانات السكة الحديد في عهد محمد منصور وزير النقل الأسبق في أكتوبر عام 2008 قام بإعدادها مركز بحوث دراسات الهندسة المدنية بكلية الهندسة جامعة القاهرة.. وتم اختيار 345 مزلقاناً كمرحلة أولي للأماكن التي تعاني من الكثافة المرورية بتكلفة 400 مليون جنيه وعند بدء التنظيف وجد أن 100 مزلقان يستحيل تطويرها بسبب وجود معوقات عبارة عن تعديات بإنشاء مبان ومحلات وزوايا ومساجد وأسواق عشوائية ووجود كابلات اتصالات استراتيجية وانخفاض مستوي وعرض الكباري. أضاف أنه تم مخاطبة وزراء التنمية المحلية والأوقاف والري والدفاع وعقد عشرات الاجتماعات مع المحافظين في وجود ممثلين لهذه الوزارات علي مدي 4 سنوات مازالت المعوقات ولكن دون جدوي.. ورغم وجود القانون رقم 52 لسنة 1980 الذي أوكل للمحليات حماية السكة الحديد من التعدي عليها.. وتم الإبقاء علي تطوير 245 مزلقاناً. أشار إلي أنه تم الانتهاء من تطوير 40 مزلقاناً وجاري العمل في 109 آخرين تشمل الأعمال المدنية لتوسعة المزلقانات وإنشاء غرف حديثة بها دورة مياه للعامل وأماكن للكمبيوتر ووضع عدسات مراقبة مثبتة علي أعمدة لتصوير أي مخالفات لقائدي السيارات ووضع جهاز حساس علي القضبان علي مسافة تبعد 1800 متر من المزلقان في التجاهين وبمجرد لمس عجلات الجرار له يتم تشغيل الاجراس والانوار وغلق البوابة آلياً بدون تدخل الخفير الذي يقتصر عمله علي المراقبة فقط. أكد أن أعضاء مجلسي الشعب والشوري شركاء في وقوع الكوارث بالسكة الحديد عن طريق حصولهم علي موافقات من وزراء النقل السابقين بإنشاء مزلقانات بالكفور والنجوع وهي تمثل عائقاً وعبئاً علي الهيئة ويوجد الآن 55 طلباً لإنشاء مزلقانات جديدة!! أشار إلي أن أعمال البلطجة وصلت إلي قيام أهالي قريتي طحانوب بخط شبين القناطر والمقاطفية بالعياط بالكيلو 67/300 خط القاهرة السد العالي بعمل مزلقانين علي شريط السكة الحديد ويقوم الأهالي بتشغيلهما.. وتم إبلاغ الشرطة لازالتهما إلا أنه لم يتم التنفيذ . أكد أن انتشار الأسواق العشوائية علي المزلقانات يمثل كارثة حقيقية ولا تستطيع الهيئة من منعها لانها مسئولية المحليات.. لأنها تتسبب في تكدس المرور وعدم تمكين العامل من غلق المزلقان في الوقت المناسب مما يعرض السيارات والمواطنين للخطر.