حذر خبراء البورصة من انهيارها في ظل خسائرها المتوالية ونزيف المليارات في الوقت الذي تلتزم به الحكومة الصمت وعدم خروج أي وزير أو مسئول لطمأنة المستثمرين موضحين أن البورصة خسرت 50 مليون جنيه كل دقيقة بسبب مليونية الثلاثاء. قالوا إن انخفاض ترتيبنا في التصنيف الائتماني سوف تظهر أثاره قريباً.. وشددوا علي ضرورة إنهاء الاحتقان السياسي بأي شكل وفي أسرع وقت خاصة بعد تهديد صندوق النقد الدولي بالتراجع عن منح القرض لمصر.. وتلويح الاتحاد الأوروبي بتقليص أو إلغاء المساعدات لمصر. يقول د. مصطفي بدرة "خبير سوق المال" إن استمرار نزيف البورصة يرجع إلي عدم خروج أي مسئول حكومي حتي الآن لطمأنة المستثمرين حتي رئيس الوزراء نفسه والمشرف علي البورصة لم يعلنا ان هذا الوضع لن يستمر طويلاً وانه علي المؤسسات والشركات والأفراد العودة للاستثمار بقوة من البورصة سواء محلياً أو دولياً. أضاف ان لابد من إنهاء حالة الاحتقان السياسي حالياً خاصة بعد تهديد صندوق النقد الدولي بالتراجع عن منح القرض وكذلك تلويح الاتحاد الأوروبي بتقليص أو إلغاء المساعدات لمصر بالإضافة لتأثير ذلك علي التصنيف الانمائي والذي سيظهر أثاره خلال الفتة القادمة. قال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار: إن أداء البورصة عكس استمرار مخاوف المتعاملين بعد مليونية أمس الأول وعدم ظهور بوادر لمعالجة الموقف مما آثار مخاوف المستثمرين المصريين فاستمروا في البيع وانضم إلي ذلك المستثمرين العرب والأجانب. أوضح ان الأحداث الحالية وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد جعلت من الطبيعي ان تكون القرارات الاستثمارية في السوق عشوائية وغير مدروسة مما نتج عنه عروض بيعية من كل المستثمرين وذلك بسبب غموض الرؤية. صرح محسن عادل المستثمرين من الاندفاع في القرارات العشوائية موضحاً ان الأزمة سوف تنتهي قريباً خاصة ان الأسعار الحالية للأسهم مغرية للشراء في حالة الاستقرار. شدد عبدالرحمن لبيب "خبير الأسواق العالمية" ضرورة اجتماع القوي السياسية للاتفاق علي رأي موحد لانقاذ الاقتصاد المصري مؤكداً ان البورصة مرآة اقتصاد البلد وتتأثر سلباً وإيجاباً بالقرارات السياسية وتوابعها ولن تستقر أحوالها إلا باستقرار البلد سياسياً والانتهاء من المليونيات والمظاهرات وإيقاف العنف السياسي الذي انتشر في البلد. قال إن تذبذب أداء البورصة خلال الفترة الماضية يرجع إلي اتجاه الكثير من المستثمرين الأجانب والعرب للبيع مؤكداً ان جميع الإجراءات الاحترازية التي تتوفر بها البورصة لن تحافظ علي الأداء الجيد للمؤشر وإلا استطاعت ان توقف نزيف الخسائر يوم الأحد الماضي والذي بلغ خسائره 30 ملياراً وجلسة أمس والتي بلغت 12 مليار جنيه بمعدل خسارة 5.49 مليون جنيه كل دقيقة. أضاف ان الأزمة السياسية أثرت بشدة علي أداء البورصة ولن تمنع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها من حمايتها. أضاف ان القلق ينتاب الأوساط الاقتصادية وهناك تخوفاً من تراجع صندوق البنك الدولي عن منح القرض لمصر لأنه يشترط الاستقرار السياسي والاقتصادي معاً وهذا غير موجود حالياً في مصر. نصح "لبيب" المستثمرين بالحفاظ علي أسهمهم حتي مرور الأزمة السياسية وعدم التسرع بالمضاربة عليها الآن إلا في أضيق الحدود موضحاً انه يوجد أسهم مازالت لم تكشف عن رونقها بعد وستظهر فور انتهاء الأزمة. من جانبه أصر د. محمد عمران رئيس البورصة علي عدم تعليق التداولات مؤكداً ان الإجراءات الاحترازية المطبقة حالياً كافية.. ولا يوجد ما يدعو لاتخاذ أي إجراء أو قيود لإعاقة التداول. طمأن عمران المستثمرين بأنه سيتم مراقبة ومتابعة الموقف عن قرب واتخاذ القرارات المناسبة في ضوء أية تطورات لاحقة.