* منتصف الأسبوع يفتتح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دورته ال 35 وهي الدورة التي سعت وزارة الثقافة إلي إخراجها للنور رغم كل التحديات وحاولت انقاذها من صراع المحاكم الدائر بين جمعية كتاب ونقاد السينما التي تطالب بأحقيتها في تنظيم المهرجان وبين مؤسسة المهرجان التي اوكل إليها تنظيمه من المركز القومي للسينما. * المهرجان في دورته الجديدة يعرض عشرات الأفلام من الشرق والغرب وانتهت لجان المشاهدة فيه من 90% من مراجعة الأفلام التي سيتم عرضها ومن المعروف ان لجان المشاهدة في المهرجان علي كل مستوياتها تشاهد الأفلام قبل عرضها علي الرقابة علي المصنفات الفنية. * ليس صحيحاً أن الرقابة قد اعترضت علي أفلام من المهرجان أو اشارت إلي حذف بعض مشاهدها أو مصادرتها والمعروف ان المهرجانات الدولية لا يحق لها فرض رقابة أو أعمال مقص رقيب علي أي فيلم في المهرجان وقد اعتادت الرقابة في مصر علي تمرير كل أفلام المهرجان فيما عدا الأفلام التي تمس العقائد الدينية والاخلاقية وعندما كانت تبدي ملاحظات علي فيلم معين ويجمع عليه أعضاء اللجنة العليا كان يتم استبعاده كاملا وإعادته إلي دولته المنتجة. * أما لجنة المشاهدة في المهرجان فهي تمثل الفلتر للمهرجان ولها حق استبعاد أي فيلم من المشاركة أو رفضه أو تصنيفة لفئة معينة أو في جدول عرض معين ولم يسبق للجان المشاهدة في الدورات السابقة ان رفضت فيلما جريئاً أو سياسيا أو به مشاهد جنسية وسمحت للمئات من الأفلام بالمرور وكذلك رقابة المصنفات الفنية. * هذه الدورة كان لها ظروف مختلفة فهي أول دورة تقام في ظل حكم التيار الإسلامي وهي أول دورة يتم فيها اختبار هذا التيار وتمرير مهرجان القاهرة السينمائي خلالها بكل ما يحمله من تيارات سينمائية تنتمي إلي أنحاء مختلفة من العالم. * وتحسباً لهذا أو كما علمت المساء فإن هناك عدة أفلام طبقت عليها معايير الزمن واختلاف العصر واختلاف الحكم وتم استبعادها من "سكات" ودون التحدث عنها وتم إعادة شحنها إلي منتجيها كاملة ولن تعرض وفقا لقوانين المهرجانات العالمية التي لا يتدخل فيها الرقيب. * هي أفلام حساسة فمنها ما يتعرض إلي مسائل جنسية شائكة مثل زنا المحارم كما الحال في الفيلم التركي "دردن" الذي يدور حول فتاة مراهقة توفيت والدتها واقامة علاقة مع والدها وفيلم آخر يدور حول اضطهاد الشيعة في بعض الأماكن التركية والفيلمان لن يرضي عنهما الرقيب فالأول يتعرض لعلاقة محرمة والثاني يمس الجانب التركي الأكثر تحالفا مع النظام الجديد وكان سيعترض عليهم الرقيب إلا ان لجنة المشاهدة وفرت عليه حتي المشاهدة. * وبعد موافقة لجنة المشاهدة رفض الرقباء الفيلم الألماني "الحقيقة في الكذب" ويتعرض لفتاتين يتم تعذيبهما داخل السجون الألمانية وكان الاعتراض لظهورهما عاريتين أثناء التعذيب في بعض المشاهد. مع ان الرقابة كانت تسمح من قبل بظهور مثل هذه المشاهد وعرضها لجمهور المهرجان إلا ان الخوف من اعتراض التيارات الدينية سيكون عارما وفضلت عدم السماح له. واعترضت الرقابة علي فيلم رغبات وهو فيلم روسي لتعرضه إلي علاقة عاطفية بين فتاة مراهقة وكاتب شيوعي وبه مشاهد عاطفية ساخنة. * وأفلام أخري عديدة ولكل فيلم حكاية ولكل فيلم سبب في الاعتراض عليه سواء من لجنة المشاهدة في المهرجان أو الرقابة ولكن لابد ان يتوقع الجمهور انه لن يشاهد أفلاماً تحتوي علي مشاهد ساخنة في هذه الدورة.