أكد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي أن بلاده ستعمل مع مصر والمجتمع الدولي لمساندة الشعب الفلسطيني. قال أردوغان إن الثورة المصرية لا تقتصر أهميتها علي الشعب المصري وإنما للشعب الفلسطيني خاصة غزة.. واصفاً ثورة 25 يناير بأنها "نقطة أمل لهم". قال في كلمة وجهها من منبر جامعة القاهرة الليلة الماضية إلي الأمتين العربية والإسلامية في إطار زيارته الحالية لمصر لتدشين صفحة جديدة من التعاون الاستراتيجي المصري التركي إن دول مصر وتركيا وفلسطين ولبنان والعراق وسوريا لن ترضخ ولن يقهرنا التراخي أو عدم الثقة بالنفس. وسنمضي قدماً بكامل الثقة ليجري التاريخ في مجراه الطبيعي. أضاف: نتمني أن يتم وضع دستور يجسد الشعب المصري ويجسد وحدته ويعكس توقعاته. ونأمل أن تضع مصر دستوراً يضع حلا لمشاكل البلاد. وبذلك تستطيع مصر تحقيق الاستقرار بعيد المدي الذي تبحث عنه. أشار إلي أن الأصوات التي انطلقت من ميدان التحرير كان لها صدي كبير في أنقرة حيث ألفت بين قلوب شباب الشعبين التركي والمصري. وسنكون دائماً في اليوم والغد مع مصر بالاخوة الصادقة. أضاف: أعلنتم يا شباب مصر بثورتكم وبطولتكم وشجاعتكم وصبركم وعزمكم ان الظلم لا يستطيع أن يستمر إلي الأبد. وأن الأنظمة "المغلقة" مصيرها الزوال. ولذلك أكرر ما قلتموه في ميدان التحرير "ارفع رأسك فوق انت مصري". قال: نحن كمصر وتركيا لا حاجة لنا أن نبحث عن نموذج للحكم فحضارتنا وتاريخنا تعطينا الكيفية الواضحة للتعايش مع الآخرين. أوضح ان الصحوة العربية ليست تغيرا أو تحولا لشيء آخر. وإنما هي عودة بالروح إلي أسس حضارتنا الأصيلة والعودة بالتاريخ لمجراه الأصلي. أشار إلي أن المصريين استمدوا واستلهموا قوة ثورتهم العظيمة من حضارتهم العريقة.. لافتاً إلي أن تركيا تؤمن بأن تلك القوة كفيلة بأن تصنع مستقبلا أساسه السلام. أكد أن أي أخبار مؤلمة في مصر يعود صداها الموجع في قلوب الشعب التركي. وقال لا يظن أحد أن ما يحدث في مصر يبقي علي حدودها. ولكن ليعلم الجميع أن فؤاد ونبض العالم الإسلامي والعربي مع مصر. أعرب عن تعازيه في ضحايا حادث قطار أسيوط. قال إن مكة والمدينة والقاهرة والإسكندرية وبيروت وأنقرة واسطنبول كلها مدن شقيقة وأيضاً غزة ورام الله والضفة كلها مدن شقيقة وأهاليها أشقاؤنا وكل قطرة دم تراق هي دماؤنا وكل نفس تسقط هي نفسنا وكل دموع تنزل هي دموعنا. أضاف انه اليوم ان عاجلا أو آجلا فإن الجميع سيسأل عن أرواح الأطفال الأبرياء الذين يستشهدون في غزة.. مشيراً إلي أن إسرائيل بدأت بممارسات لا إنسانية لتحول المنطقة لبحر من الدماء مرة أخري ونحن نستنكر هذه الأعمال بكل شدة. هنأ اردوغان الرئيس محمد مرسي الذي بادر بسحب سفير مصر لدي إسرائيل قائلا إن تركيا ستواصل نضالها مع مصر من أجل نصرة الفلسطينيين. شدد علي أن تركيا ومصر بلدان قويان في المنطقة سيكونان ضمانا للاستقرار والرفاهية في المنطقة. أشار إلي أن النظام السوري واثار حربه لحوالي سنتين ستظل عالقة في الأذهان لسنوات. وأن نظام الأسد الملطخ بالدماء محكوم عليه بالهزيمة وهذه المجزرة ليست خزياً علي النظام السوري فقط وإنما المجتمع الدولي كله. تعجب اردوغان: كيف يمكن تفسير صمت المجتمع الدولي ومجلس الأمن والدول التي تتشدق بالكرامة الإنسانية وكيف تقف متفرجة.. معتبراً أن هذا اشتراك في الجريمة التي يرتكبها الأسد. لفت إلي أن الأحداث كشفت عدم تحقيق المنظومة الدولية للعدالة ونحن نعمل علي أن تتغير هذه المنظومة وتتحلي بالعدالة ونريد تغيير مجلس الأمن من أجل إدارة عادلة ولا نريد أن نبقي رهناً لخمس دول فقط ولا يمكن أن نحصل علي أي سلام بهذا الشكل. وقال: "إن هذه المنظومة وضعت قبل أربعين سنة والآن العالم قد تغير والمطالب الإنسانية تغيرت عندما يتعلق الأمر بالسوريين وفلسطين فإنهم يختارون السكوت وقد حان الوقت لمراجعة مواقف جميع المنظمات وعلي رأسها الأممالمتحدة". أضاف ان تركيا ومصر ستواصلان مناهضة ازدواج المعايير وسنعمل معاً من أجل حل القضية الفلسطينية والسورية ولبنان والعراق وأفغانستان ودول المنطقة.