تتميز عادات وتقاليد أبناء محافظة الشرقية في توديع واستقبال حجيجها ولكن مع التقنيات الحديثة والقنوات الفضائية اتهمت هذه العادات الفرائجية التي كان ينتظرها اهالي الحجاج بفارغ الصبر. يقول السيد رحمو ربيع قبيلة العبابدة مركز الحسينية قبل سفر الحاج بشهر علي الاقل كان الجميع من اقاربه والاهالي يتواجدون بمنزله بصفة يومية لتوديعه ويطالبونه بالدعاء لهم بالمغفرة والرضاء من رب العالمين وانه يكون لهم نصيب في زيارة الكعبة المشرفة وقبر الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وكان الحاج نفسه يقوم بالمرور علي اقاربه وابناء القرية خاصة الذين توجد معهم خلافات لمصالحتهم ويطلب منهم مسامحته اذا أخطأ في حق اي منهم. اضاف كنا نرافق الحاج حتي سفره بالباخرة ومعنا "ميكروباص" مملوء بالأهل والاحباب ونغادر الميناء حتي نطمئن عليه. اما الحاج كامل توفيق فيقول : الحج زمان كان له طعم ثاني حيث كان توديع الحاج بمثابة الفراق لعدم وجود وسيلة اتصال حيث كنا نسمع صوته طوال مدة الحج وكنا نعطيه شريط كاسيت باصوات العائلة ليسمعه حتي يتذكرنا كما اننا كنا نسافر الي الميناء قبلها بيومين علي الاقل والنوم علي الارض في انتظار وصوله ونتسابق لنأخذ البركة منه ومعانقته ونصطحبه الي القرية ونبارك له ونردد كل كلمات الترحيب وبمجرد وصوله لمنزله كان يشاهد منزله شكل تاني حيث يتم "تبيضيه بالجير" وعلي رسومات للكعبة والمركب وكلمات مثل: الف مبروك ياحاج وحج مبرور وذنب مغفور وحمدا لله علي السلامة وغيرها من العبارات وبعدها تمتلئ داره بالاهل والاصدقاء وابناء القرية الذين يحضرون منهم زيارات مختلفة ويأخذون الهدايا من الحاج مثل المصليات او السبح ومياه زمزم وكانت لها قيمة ومعني وحاجة بركة. اضاف الان اصبح الاطمئنان علي الحاج كل دقيقة من خلال المحمول بل ورؤيته وهو يطوف امام الكعبة من خلال الانترنت ونذهب اليه لاستقباله في الساعة المحددة لوصوله. التقط محمد المصري طرف الحديث وقال كنا نستقبل الحجاج بالطبل والمزمار البلدي واخذهم بالاحضان للتعبير عن حبنا بعودتهم الي جانب القاء البونبون عليه وتوزيع الشربات علي ابناء الحتة وكانت عودة الحاج اشبه بالفرح. اضافت روحية الشحات كان الاهالي يذهبون الي منزل الحاج لتوديعه في جماعات وكان يرتدي الثياب البيضاء ويزور ارحامه واقاربه واثناء سفره كان يتجمع العشرات من الاهالي امام منزله لتوديعه وهم يبكون لفراقه اما اثناء عودته فكانت تنطلق الزغاريد للتعبير عن الفرحة بعودته. أوضح محمد اسماعيل: كنا نستقبل الحاج بمدخل القرية بالدفوف والطبل والرقص وتوزيع الحلوي ابتهاجا بهذه المناسبة وكان الجميع يقبلونه كما كنا نتوجه الي منزله لتناول الطعام. عرفات سعيد قال: الحاج زمان كان يأخذ معه بعض الاطعمة الجافة التي يتم اعدادها له خلال فترة الحج والبعض من الاصدقاء والاقارب كانوا يعطونه "نقوط" بعضها عبارة عن ريالات سعودية لمساعدته وكان الحاج يحضر معه هدايا لكل من اعطوه نقودا والهدايا كانت رمزية لكنها مباركة بحكم انها من الأراضي المقدسة علي خلاف ما يتم الآن حيث تقوم اسرة الحاج بشراء الهدايا من الحسين وغيرها من الأماكن المشهورة وتركها بالمنزل حتي يعود الحاج وبعدها يتم توزيعها علي المهنئين وكانت اسرة الحاج تذبح عجلا أو خروفا اثناء عودته واطعام الأهل والأحباب كما كان منزل الحاج يتم فيه اشعال البخور وتعليق الزينات أمامه إلي جانب سعف النخيل. قال وليد السيد ابن القرية الذي كان يؤدي فريضة الحج كان ينادي ب "الحاج فلان" حتي ولو كان صغير السن وكان ينال احترام الجميع ويلتزم المسجد ويفعل الخيرات وكان بمثابة قدوة ومثل للجميع أما الآن فنري البعض ممن ادوا فريضة الحج لا يصلون ويفعلون أشياء تغضب الله ورسوله صلي الله عليه وسلم كما اننا لا نشعر بحجهم. محمد رفعت: كانت بيوت الحاج دون غيرها من منازل القرية مميزة حيث الزينات المعلقة بها ودهانها باللون الأخضر والرسومات علي الحوائط.