صوت ملأ سماء الإسكندرية وانطلق منها إلي كل المستمعين في مصر والعالم العربي.. بدأ وسط أصوات اسكندرية "متميزة" من أمثال: بدرية السيد وجلال حرب وعزت عوض الله. لم يكن مجرد مطرب أو ملحن.. بل كان فناناً موسوعياً واسع المعرفة غزير العطاء.. انه "إبراهيم عبدالشفيع" شيخ فناني الثغر. ولد في الخامس من مايو ..1936 لم يكن طريقه الطويل مع الحياة مفروشاً بالورود.. لكن.. كانت له ارادة فولاذية وعزم وتصميم علي النجاح والتميز. كان بداخله تعلق بأهل الفن والمشاهير.. المصادفة وحدها قادته إلي إذاعة الإسكندرية حيث ذهب مع المطربة المشهورة بدرية السيد وزوجها باعتباره ضيفا زائرا.. لكن نودي علي اسمه ليغني.. فغني "القلب ولا العين" و"فتح الهوي شباك" لسعاد محمد.. ولكن بإحساسه هو وليس تقليداً لها واثنت لجنة الاستماع علي أدائه ونجح في الاختبار.. وكانت اللجنة مكونة من: حافظ عبدالوهاب أول مدير لإذاعة الإسكندرية ومكتشف عبدالحليم حافظ وسعيد أبوالسعد أحد رؤساء معهد التليفزيون ومحمد محمود شعبان "بابا شارو" وأحمد خميس الشاعر والممثل المشهور ومحمد حسن الشجاعي مستشار الإذاعة للموسيقي والفنان "كل هذه الاسماء تختبرني وانجح.. أحمدك يا رب". ويواصل إبراهيم عبدالشفيع حديث الذكريات عن بدايته.. يقول: - في يوم الافتتاح الرسمي لاذاعة الاسكندرية "26 يوليو 1954" غنيت ثم وجدت اسمي مكتوباً بعد ذلك في مجلة الإذاعة وأصبح لي ركنا مدته 15 دقيقة.. بعد الغناء في الاذاعة قررت ان أكون نجم الافراح كلها والأوساط جميعاً.. الراقية والمتوسطة والبسيطة.. انه القرار الاخطر في حياتي ان أكون نجم الشارع.. نجم الناس.. ولم يخيب جمهور الاسكندرية ظني. احتضنه الجمهور بشكل رائع لم ينساه حتي الآن.. بل ان شهرته اتسمت لتشمل الغناء في مولد سيدي إبراهيم الدسوقي بكفر الشيخ ثم مولد السيدة زينب بالقاهرة. ولأنه نجم الشارع ويشعر بنبض وهموم الناس كانت له تجربة في انتخابات مجلس الشعب عامي 1976 و..1979 كما كانت له تجربة في العمل النقابي وكيلاً لنقابة المهن الموسيقية فرع الإسكندرية ثم عضو مجلس إدارة النقابة العامة في القاهرة وفيها ساهم في اقرار معاشات لفنانين كبار.. وكذلك ترشيح الملحن الكبير محمود الشريف لجائزة الدولة التقديرية في الفنون.. وكذلك عضويته في مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين.. ولأنه نقابي متميز ظهرت براعته في انتخابات نقابة المهن الموسيقية والتي كان يحصد فيها أعلي الأصوات وظل بمجلس ادارتها لأكثر من عشرين عاماً.. وكذلك كان عضوا بمجلس إدارة معهد الموسيقي العربية. غني إبراهيم عبدالشفيع من ألحان محمود الشريف ومحمد عمر وجلال حرب.. بالاضافة إلي الغناء من ألحانه هو.. كما لحن اغنيات كثيرة ومتعددة لمطربي القاهرةوالاسكندرية من بينهم: كارم محمود وعايدة الشاعر وايمان الطوخي وماهر العطار وليلي نظمي ومحمد رشدي وسمير الاسكندراني ومحمد العزبي ومحمد ثروت وأحمد سامي وأحمد إبراهيم ومن مطربي الاسكندرية: أسامة رءوف وعبدالرازق إبراهيم ووحيد يسري وعبدالوهاب سيف وفايزة دياب وأمل شريف "والدة أنغام". يضيف عبدالشفيع: خلطت بين الفن والسياسة.. فكانت أحياناً تجذبني وتشدني السياسة وأحياناً أخري الفن وفي لحظة حاسمة قررت من أجل أبنائي "خالد وعبير" ومن أجل معشوقتي الاسكندرية ان أعود إليها وأترك أضواء القاهرة وأقدم استقالتي من نقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين. ابنه خالد بدأ حياته العملية مندوباً للاخبار بإذاعة الإسكندرية ثم مندوباً للاخبار ومعداً للبرامج في تليفزيون الإسكندرية وهو الآن معلق رياضي متميز في القنوات الفضائية. طريق الفن الطويل رافقته تكريمات عديدة من جهات.. منها: تكريم نادي سموحة الرياضي. درع مديرية ثقافة الإسكندرية وشهادة تقدير من مركز إبداع الإسكندرية ودرع جماعة الأدب العربي وتقدير من القوات البحرية في حرب 1973 إلي جانب تكريم محافظة الإسكندرية باطلاق اسمه علي أحد شوارعها واحدي مدارسها.. الشارع في منطقة سموحة والمدرسة في باكوس.