التعليم المفتوح في الجامعات المصرية يثير علامات استفهام كبري. وجدلاً لا يتوقف لمكونه باباً خلفيا للحصول علي الشهادات الجامعية بلا ضوابط وسبوبة تضخ الأموال في شرايين الجامعات الحكومية دون أن تقدم خدمة تعليمية متميزة تضاهي ما تقدمه الاقسام المنتظمة بالكليات ذاتها. للتحفظات أسباب عديدة. فثمة زيادة كبيرة في المصاريف. ورسوم دخول الامتحان. اذ تبلغ في المادة الواحد 250 جنيها. وفي المقابل تقلصت ساعات الدراسة واقتصرت علي يوم واحد اسبوعيا. وهو ما حرم الطلاب من "السكاشن" في الكليات العملية التي صار اعتمادها الرئيسي علي المحاضرات النظرية وحدها. والنتيجة تخريج دفعات من انصاف المتعلمين. وخريجين غير مؤهلين لسوق العمل. وبدلا من ان تلجأ الحكومة لضوابط تقنن جودة التعليم الجامعي وتمنع هذه الازدواجية الممقوتة وجدناها تتخبط في قراراتها فوزير التعليم العالي الأسبق د. هاني هلال قرر إلغاء نظام الانتساب بالجامعات وتحويل طلابه إلي تنسيق مركز التعليم المفتوح ومساواتهم بخريجي المدارس الفنية.. ولكن سرعان ما ألغي خلفه د. محمد النشار هذا القرار الظالم وقرر تحويل طلاب الفرقة الأولي من التعليم المفتوح من الحاصلين علي الثانوية العامة إلي نظام الانتساب بشرط حصولهم علي تقدير جيد.. وهو ما أثار جدلا بين الطلاب الذين لم ينطبق عليهم هذا الشرط. "المساء" التقت عدداً من طلاب التعليم المفتوح "خريجي الثانوية العامة 2010/2011" لاستطلاع آرائهم. يقول محمد حمدي "طالب بكلية التجارة- تعليم مفتوح": يبلغ عدد خريجي الثانوية العامة الملحقين بالتعليم المفتوح نحو 1000 طالب. وقد قررنا تنظيم مسيرة الأحد المقبل للمجلس الأعلي للجامعات للضغط علي الوزير ليوافق علي عودتنا للانتساب الموجه دون شروط. فالتعليم المفتوح سييء جداً ولا يستفيد الطلاب منه شيئا. ولا يحصل طلاب الكليات العلمية علي سكشن عملي واحد طيلة الترم. أضاف: لابد من محاسبة د. عبدالحميد أبو ناعم رئيس مركز التعليم المفتوح الذي قال لهم: "الفاشل ملهوش حق". يقول محمود شريف "تجارة": تحصل جامعة القاهرة علي أموال طائلة من كل طالب. فالمصاريف تصل ل2000 جنيه. ورسم دخول امتحان المادة الواحدة 250 جنيها. وهو ما يكلف اسرنا اعباء كبيرة. نفي شريف ان تكون الجامعة قدمت أي منح مجانية للمتفوقين وضرب مثلا باحدي زميلاته وتدعي "إ.م" بكلية التجارة والتي حصلت علي تقدير امتياز في التيرم الأول ولم تخفض مصاريفها بل جري اسقاطها في مادة حتي لا تحول لنظام الانتساب. واتفق في الرأي كل من محمد سمير يوسف وعصام حمدي ومحمود الشيمي "حقوق القاهرة" مؤكدين ان التعليم المفتوح صار "سبوبة" وهوجة بلا ضوابط. فلا اعتماد علي البحث ولا المناهج بخلاف نظام الانتساب الذي يتيح الفرصة للطلاب لاختيار القسم والمجال الذي يريده ويمنحه فرصة الانتظام في الدراسة. طالوا الوزير بالسماح لدفعتي 2010/2012 بالتحويل لنظام الانتساب الموجه. يقول هشام طلعت "آداب عين شمس": حصلت علي تقدير عام جيد في الفرقة الأولي. وعندما طالبت بتحويلي للانتساب فوجئت برفض الكلية بحجة عدم التخصص وعدم الحصول علي "كورسات" علمي. تساءل: هل وضع مسئولو جامعة عين شمس نظاما جديدا للدراسة أم انهم يضربون بقرار الوزير عرض الحائط؟! طالب عبدالجواد مصطفي وسيد أحمد فؤاد وزير التعليم العالي بحل مشكلتهم وتحويلهم إلي نظام الانتساب الموجه. ومحاسبة كل من تطاول عليهم.