في تطور خطير لحوادث الانفلات الأمني وفوضى الشارع الممنهجة طوال الأيام الماضية ، شهدت مدينة بورسعيد حالة مروعة من العنف الجماهيري المنفلت في أعقاب انتهاء مباراة النادي الأهلي ونادي المصري البورسعيدي ، حيث وقعت مشاجرات كبرى بين الآلاف من المشجعين انتهت حتى كتابة هذا التقرير إلى مقتل 73 مواطنا وإصابة المئات ، وما زالت الحصيلة غير واضحة حتى الآن وفق التصريحات التي حصلت عليها المصريون من المسؤولين في بورسعيد . وقد أجمعت أصوات المراقبين والمحللين على أن الواقعة متعمدة ومرتبة ، وأنها لم تصدر بشكل عفوي ، وقد كشف عن تدبير الواقعة من قبل المباراة أن وقائع العنف حدثت على الرغم من فوز فريق مدينة بورسعيد بالمباراة ، وهو ما يستدعي الاحتفال وليس إثارة الشغب بهذا القدر العنيف وغير المسبوق ، بما يعني أن خطة تفجير الموقف وإحداث المذبحة كان مرتبا لها بعيدا عن المباراة وبعيدا عن كرة القدم بكاملها . وكانت صحيفة المصريون قد نشرت أمس بالتفصيل تصريحات لأعضاء ألتراس مجهولين على شبكة الانترنت تؤكد حشد قواها لمعركة موت في بورسعيد وطالبت أعضاءها بتجهيز أسلحة بيضاء وغيرها ، وهي معلومات كان الجميع على علم بها ، ومع ذلك لم تأخذها الجهات الأمنية على محمل الجد ، أو تعمدت تجاهلها لأغراض ما زالت غير مفهومة . يذكر أن هذه الأحداث المروعة تأتي في ليلة ذكرى مرور عام على موقعة الجمل الشهيرة التي حاولت فيها فلول الحزب الوطني ورجال جمال مبارك وأحمد عز حرق الثورة المصرية ودحر الثوار في ميدان التحرير وإنهاء الثورة ، وهو ما يضع أكثر من علامة استفهام حول تزامن الواقعتين . كما تأتي تلك الأحداث في سياق انفلات أمني مثير للاستغراب ، وبوقائع لم تألفها مصر من قبل ، مثل اقتحام مسلحين بدائيين لبنوك في عز النهار وسرقة أموال ، وهي وقائع تكررت خلال يومين فقط أكثر من أربع مرات ، بما يشير إلى أنها مرتبة ومقصودة ، وأنها ربما تكون أبعد كثيرا عن مجرد حوادث سرقات . ويجدر بالذكر أن صحيفة يومية شهيرة نشرت أمس عناوين صارخة في صدر صفحتها الأولى تبشر بفوضى في مصر وأنها أصبحت تحكم بالسلاح بما يشبه أن يكون البيان الأول للثورة المضادة التي تروج لأن الثورة فشلت وأن مصر تحكمها الفوضى وأنه لم يعد هناك دولة .