جددت الأممالمتحدة، الخميس، نداءها إلى جميع الأطراف المتحاربة في العراق، ب"ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لحماية المدنيين في مدينة الفلوجة، والحفاظ على البنية التحتية للمدينة، وفقًا لمبادئ القانون الدولي"، وذلك على خلفية بدء قوات عراقية مشتركة الإثنين الماضي، بعملية عسكرية (ما زالت مستمرة)، لتحرير المدينة من تنظيم "داعش" الإرهابي. وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، إنه "في الوقت الذي تجري فيه عملية تحرير الفلوجة، حثت منسّقة البعثة الأممية للشؤون الإنسانية في العراق، يان كوبيس، بقوّة، جميع الأطراف على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لحماية أرواح المدنيين، والحفاظ على البنية التحتية للمدينة، وفقًا للمبادئ ذات الصلة بحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي". وأضاف المسؤول الأممي "لقد دعت الممثلة الخاصة للأمين العام في العراق، جميع أطراف النزاع إلى الالتزام الصّارم بالقانون الإنساني الدولي، وضمان السماح للمدنيين بمغادرة مناطق القتال في كرامةٍ وأمن". وأوضح "حق"، أن "الوكالات الإنسانية العاملة على الأرض في العراق، حذّرت من المخاطر المحدقة التي يتعرض لها السكان المدنيون في الفلوجة"، (على بعد 50 كم غربي العاصمة بغداد)، مشيرًا إلى "تقارير مؤلمة بشأن المدنيين المحاصرين في الفلوجة، والراغبين في المغادرة لكنهم لا يستطيعون ذلك". وأردف قائلا إنه "وفقًا لما صرحت به الممثلة الخاصة للأمين العام في العراق، فمنذ 22 مايو/ آيار الجاري، تمكن 800 شخص من المحاصرين مغادرة الفلوجة بشكل آمن، لكن لدينا تقارير تفيد بأن بعض العائلات اضطرت إلى المشي لمدة ساعة في ظل ظروف مروعة للوصول إلى بر الأمان". وتابع نائب المتحدث الرسمي بالقول "نحن نعتقد أن هناك 50 ألف شخص على الأقل محاصرين في المدينة، وعلمنا من الذين تمكنوا من المغادرة، أن الوضع داخل المدينة وخيمٌ للغاية، فالغذاء محدود والدواء نفد، والكثير من الأسر تعتمد على مصادر مياه ملوثة وغير آمنة". وقبل يومين، دعت الأممالمتحدة، الحكومة العراقية، إلى تقديم ضمانات بشأن سلامة المدنيين الذين لا يزالون في الفلوجة، التي بدأت القوات العراقية قبل أيام، حملة عسكرية لاستعادتها من "داعش". وقال "حق" في تصريح للصحفيين بمقر الأممالمتحدة في نيويورك إن "الأممالمتحدة تحث جميع الأطراف على ضرورة وضع حقوق الإنسان في عين الاعتبار وضمان سلامة المدنيين".