تفجر جدل سلفي – صوفي حول جواز الاحتفال بليلة النصف من شعبان التي توافق اليوم، ففيما أصدرت جمعية "أنصار السنة المحمدية" (سلفية) بيانًا قالت فيه إن من يفعل ذلك يدخل في إطار شرعي مخالف وينطبق عليه "الابتداع" في الدين، وصف أحد مشايخ الطرق الصوفية مني يفتي بالتحريم ب "الداعشي". جمعية "أنصار السنة" استندت في فتواها إلى رأي الدكتور شهاب الدين أبو زهو، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، الذي قال إنه لم يرد في السنة أن قام النبي أو الصحابة بالاحتفال بليلة النصف من شعبان، ما يعني أن من يفعل ذلك فهو "يبتدع في الدين". واعتبر "أبو زهو" خلال بحثه المنشور تحت عنوان "صك الآذان بخلاصة ما يتعلق بليلة النصف من شعبان"، أنه لم يرد حديث صحيح عن قيام هذه الليلة أو صومها، وبالتالي فإن جميع الأدلة التي يسوقها الداعون إليها "باطلة". فيما استقبل الصوفيون البيان بالسخرية، معتبرين أن من يقف وراءه هو "داعشي" أو "لا يفقه شيئا في الدين". وقال الشيخ عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، وهي إحدى الطرق الصوفية، إن "من يحرم الاحتفال بليلة النصف من شعبان "داعشي"، موضحًا أن الطريقة ستحتفل بالليلة رغم أي شيء وسيكون ذلك بين المغرب والعشاء. ووصف الشبراوي من يفتون بالتحريم بأنهم ""جهلاء" يحاولون إيهام الناس بأن الاحتفال بهذه الليلة "بدعة"، وأن هؤلاء "خارجين عن صحيح الدين"، لافتا إلى أن التأسي بالرسول وأصحابه والاحتفال بذكرى تحويل القبلة إلى المسجد الحرام والذي يوافق ليلة النصف من شعبان "هو من صحيح الدين". وقال الدكتور شعبان عبد العليم، عضو الهيئة العليا لحزب "النور" السلفي، إنه "غير مخول للحديث عن الأمر، لأنها مسألة فقهية ولها أسس في التعامل، في حين أنه مختص بالجانب الإداري فقط"، بحسب وصفه. وحسمت دار الإفتاء الجدل بإصدار بيان أكدت فيه أن الاحتفال بذكرى النصف من شعبان "جائز شرعا بشروط"، قائلة إن من ضمن هذه الشروط هو "عدم الكراهة والإجبار على صيام هذه الليلة". واعتبرت الإفتاء أنه "لا بدعة في الأمر وأنه يجوز صيام وقيام هذه الليلة باعتبار أنها الليلة التي أمر فيها الله نبيه محمد بتحويل القبلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"، لافتة إلى أنه لا يجوز الإكراه على الصيام والقيام وإلا تدخل في حكم البدعة.