أثار اعتقال أعضاء فرقة "أطفال شوارع"، جدلاً واسعًا في الشارع المصري، مفجرًا في الوقت ذاته غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي وحقوقيين، الذين طالبوا بالإفراج فورا عن الشباب. وفرقة "أطفال شوارع" تتكون من 6 أفراد، دأبوا على استخدام "الفيديو السيلفي" في تصوير أغانيهم السياسية الساخرة، التي تنتقد الأوضاع في مصر، ولدى الفرقة 15 أغنية حتى الآن كان آخرها "السيسي رئيسي". وجهت النيابة لأعضاء الفرقة تهم التحريض على الدولة، ونشر مقاطع مصورة بها كلمات مسيئة للدولة، والإساءة لرئيس الجمهورية. وعقب ثورة 25يناير، أخذت معارضة الأوضاع السياسية في المجتمع المصري أشكالا مختلفة لم تعهدها مصر من قبل والمعروفة للعامة بأنها تكون في شكل الأحزاب السياسية، لاسيما الساخرة منها متخذة من مواقع التواصل الاجتماعي وموقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" شرارة البداية، في قوالب مختلفة سواء أكانت بث الفيديوهات الساخرة أو عبر إلقاء الشعر، أو الأغاني التي تحمل طابع الثورية. نتيجة لذلك ظهرت عشرات المواهب والبرامج، من بينها برنامج "البرنامج" للإعلامي الساخر باسم يوسف، والذي بدأ بإعداد فيديوهات ساخرة عن الأحداث السياسية في مصر كانت أول حلقة له بتاريخ 8مارس 2011 عبر قناته بيوتيوب، وسرعان ما أصبح يوسف وبرنامجه الساخر ظاهرةً أدت إلى تعاقد قناة OnTV، بعد ذلك انتقل إلى قناة CBC ومن ثم إلى MBC مصر، قبل أن يقرر إيقاف برنامجه في 2 يونيو2014. فتح نجاح البرنامج، الطريق أمام مواهب أخرى شابة، حيث ذاع صيتها مثل يوسف حسين المعروف ب "جو تيوب"، خلال فترة الرئيس الأسبق محمد مرسي، بعد دفاعه عن مرسي الذي واجه سخرية زميله باسم يوسف، إضافة لمواجهة الحملة الإعلامية على الرئيس الأسبق. بعد توقف برنامج باسم يوسف، حاولت عدة فضائيات صناعة البديل بعد تحقيق يوسف نجاحًا غير مسبوق، أعلنت قناة "cbc" في مارس 2015 عن التعاقد مع الشخصية الكرتونية أبلة فاهيتا، وقد لاقى البرنامج فور عرضه جدلاً واسعًا في الشارع المصري، لخدشه للحياء العام، وفق نقاده، مما دفع البعض لإقامة الدعاوى لإيقافه، غير أن ذروة أزمته حين طالب عدد من النواب، بإيقاف الدمية فاهيتا، في إبريل الماضي، لسخريتها من النواب ووصفها لهم ب"العاهات". وفي هذا الإطار، اتل الدكتور حسين أمين، أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية، إن مواقع التواصل الاجتماعي، باتت تعبر عن طائفة كبيرة في المجتمع المصري، معتبرا أن انتشار مثل تلك الفيديوهات، يعد قالبًا لم يكن موجودا قبل ذلك في مصر وأخذت في الانتشار بعد 25 يناير، مؤكدًا أن تلك القوالب مستوحاة من القوالب أمريكية. وأكد ل"المصريون"، أن البيئة السلطوية كانت سببا من انتشار تلك الظاهرة بصورة كبيرة حتى أصبحت فوضى عارمة بفعل عدم وجود أجهزة تنظيمية إعلامية أو قوانين مفعلة. ورأى أنه في ظل الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية السيئة والاضطرابات السياسية، فإن تلك القوالب أصبحت جاذبة للشعب المصري ومتنفس له. وعلى الجانب الآخر، اتخذ البعض دربًا آخر في انتقاد السلطة الحاكمة والأوضاع السياسية، سواء عبر إلقاء الشعر المصور، أو بث الأغنية الناقدة، لعل أبرز من ساروا على ذلك النهج، الشاعر عبدالله الشريف، اشتهر بشخصية الشاب أشرف، الذي يتناول الأوضاع السياسية بشكل ساخر، عبر قناته على اليوتيوب، كما ذاع صيته بعد إلقائه الشعر لاسيما قصيدته الشهيرة عصفور. وعبد الله الشريف، هو من مؤيدي الرئيس الأسبق محمد مرسي، خرج من مصر بعد 30 يونيو 2013 ويتنقل حاليا بين تركيا وقطر والولايات المتحدة، يبث أخباره وتعليقاته عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" التي يتابعه عليها أكثر من مليون ونصف. حرص البعض على اتخاذ الأغنية السياسية في إيصال رسالة ناقدة للوضع السياسية، فكان رامي عصام من أبرز فناني الثورة الذي ذاع صيته بأغنية "ارحل" خلال ثورة 25 يناير مما لقبه البعض ب"مغني الثورة"، وبعد سفره للخارج بعد 30 يونيو 2013 وإقامته في ألمانيا، دأب عصام مع كل مناسبة سياسية على بث أغنية له عبر صفحته الشخصية على فيس بوك، كان آخر ألبوم له قبل شهر بعنوان "مصحصحاتي". ولا يختلف حال الفنان حمزة نمرة عن سابقه، الذي تبنى في أغانيه الخط الثوري، حتى واجه قرارًا بالشطب من نقابة المهن الموسيقية فبراير من العام الماضي قبل أن تتراجع عنه، إثر اتهامات له بالانتماء لجماعة الإخوان، وهو ما نفاه، ولعل من أبرز أغانيه، اسمعني، وأقولك أيه، احلم معايا، التي كانت من ضمن 10 أغنيات منعت الإذاعة المصرية بثها على شبكات الإذاعة. وأخيرا أطلقت فرقة كايروكي، عدة أغنيات عبر صفحتها على "فيس بوك"، انتقدت فيها الوضع السياسي، كان آخرها أغنية "آخر أغنية"، التي عبرت عن مقدار الحرية التي باتت مسلوبة. وكاريوكي" تأسست عام 2003، وتضم بين أعضائها خمسة أفراد، هم: أمير عيد، مغني وعازف جيتار، وشريف هواري، جيتار وفوكال، وتامر هاشم عازف درامز، وآدم الألفي باص جيتار، وشريف مصطفى عازف أورج. وحققت الفرقة نجاحاً كبيراً خلال ثورة 25 يناير عقب انتشار أغنية "صوت الحرية"، التي حققت نجاحا واسعاً بين الشباب، وعشاق فن الأندر جراوند.