كشفت مصادر مطلعة النقاب عن وجود وسطاء بين نقابة الصحفيين والسلطات الأمنية والسياسية لحل الخلاف بينهما بشأن إقدام الأجهزة الأمنية عل اقتحام مقر النقابة واعتقال صحفيين اثنين تتهمهما بالتحريض على المشاركة في المظاهرات. وذكر رئيس تحرير صحيفة "العربي" الناصرية عبد الله السناوي في حديث مع "قدس برس"، أن الأزمة بين نقابة الصحفيين والسلطات المصرية لا زالت تراوح مكانها، بعد ما وصفه ب "التجاوز الخطير وغير المسبوق، لجهة اقتحام مقر النقابة واعتقال صحفيين من داخل المقر من دون التزام بالقوانين المنظمة لذلك أو احترام لها". وأضاف: "لا توجد أية إشارة حتى الآن إلى احتمال حلحلة الأزمة في الساعات المقبلة، لكن هناك اتصالات بطريقة غير معلنة، عبر بعض الوسطاء من الصحفيين بين الدولة والنقابة لاكتشاف فرص حل الأزمة العالقة بينهما". وأكد السناوي، "أن اعتقال صحفيين مطلوبين للنيابة العامة، لا أحد يعارضه لكن الطريقة التي جرى بها تنفيذ الأمر كانت غير قانونية ومستفزة وغير مسبوقة". ونفى السناوي أن يكون موقف نقابة الصحفيين له أية خلفيات سياسية لها صلة بأية تيارات سياسية، وقال: "لا يمكن القول بأن موقف نقابة الصحفيين الرافضين لحصار النقابة وللممارسات الاستفزازية الأمنية ضد الصحفيين، هو تعبير عن موقف الناصريين، فليس كل أعضاء النقابة من الناصريين، والقضية ليست سياسية بقدر ما هي نقابية ومهنية، تتعلق برفض تغول الأمن على نقابة الصحفيين". على صعيد آخر ،أكد السناوي أن الجدل الذي رافق الإعلان عن الاتفاق بين القيادتين المصرية والسعودية بشأن جزيرتي "تيران" و"صنافير" ليس صحيا حتى الآن، لأن "القضية لم تُطرح حتى الآن على الرأي العام بطريقة صحيحة ولم يتم الاطلاع على الاتفاقية بشكلها الحقيقي، ولم يعرف طريق التفاوض بشأنهما". وأضاف: "لا يوجد حتى الآن مستند واحد يثبت ملكية السعودية للجزيرتين"، على حد تعبيره. وفي لندن نشرت صحيفة "الفاينشيال تايمز" مقالاً لهبة صالح بعنوان "على مصر الاعتذار بعد اعتقالها للصحفيين". وقالت كاتبة المقال، الذي نقلته إلى العربية "هيئة الإذاعة البريطانية": إن "الصحفيين المصريين يطالبون الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاعتذار عن اعتقال اثنين من زملائهما من داخل نقابة الصحفيين وإقالة وزير الداخلية جراء تردي الأوضاع بين الصحافة والحكومة". وأضافت أن "اعتقال الصحفيين من داخل النقابة أثار استياء العديد من المصريين، إذ اعتبروه خرقاً للقانون". وقالت إن: "السيسي ينظر اليه بأنه من أقوى الرؤساء الذين حكموا مصر في التاريخ الحديث"، مضيفة أن " قراره بنقل ملكية الجزيرتين تيران وصنافير إلى السعودية الشهر الماضي، أدى إلى موجات من المواجهة في البلاد". وأوضحت صالح أن "الصحفيين عمر بدر ومحمد السقا وجهت إليهما تهمة التحريض على المشاركة في المظاهرات المناهضة لقرار نقل ملكية الجزيرتين إلى السعودية وكذلك السعي إلى إسقاط الحكومة والدستور". وأضافت: "نقابة الصحفيين المصريين قررت عدم نشر اسم وزير الداخلية بل اختارت نشر صوره نيجاتيف له ووضع منشور بعنوان "لا لسن قرارات تتعلق بالصحافة"، وفق تعبيرها. وكانت قوات الأمن المصرية، قد اقتحمت الأحد الماضي، مقر نقابة الصحافيين المصريين واعتقلت صحفيين اثنين، ما أثار موجة غضب كبيرة في الأوساط الصحافية.