مطالب بإلزام إثيوبيا بإعلان المبادئ.. وخبراء: انخفاض موارد النيل 70 %.. ولابد من منع زراعات الأرز وقصب السكر "موسم جفاف".. ظاهرة نادرة تضرب الأراضي الإثيوبية خلال العام الجاري التي شهدت موجة جفاف مماثلة عام 1984، الأمر الذي أدى إلى تأثيرات سلبية كبيرة على المواطنين، فيما تسببت في انخفاض منسوب المياه بالسد العالي وتوجه الدولة للاعتماد على بحيرة ناصر لتغطية الاحتياجات المائية فيما قلت نسبة الكهرباء المولدة من السد العالي. وأكدت منظمة الأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة، أن العالم يشهد حاليًا ظاهرة "إل نينيو" المناخية، وأن عام 2016 سيكون الأكثر حدة من الأعوام السابقة، حيث يتضرر نحو 50 مليون شخص في إثيوبيا، غينيا الجديدة، ملاوي، هايتي، هندرواس من الظاهرة. وتعد موجة الجفاف الحالية،" النينو" أسوأ من التي شهدتها "أديس أبابا" قبل 30 عامًا والتي أودت بحياة نحو مليون إثيوبي، في حين أعلنت هيئة إنقاذ الطفولة، جمع ثلث التمويل الذي اللازم لحملتها التي تهدف لمساعدة إثيوبيا في التكيف مع موجة الجفاف والتي تضر ب 10 ملايين مواطن سيعانون من نقص حاد في المواد الغذائية. وتعني ظاهرة " النينيو" انخفاض سقوط الأمطار في بعض المناطق، وتحدث فيضانات بمناطق أخرى التي ستؤثر على إثيوبيا وبالتبعية دولتي المصب السودان ومصر بنسبة تصل إلى 70 % من موارد المياه -وفق تقارير ل" لمنظمة الأنهار الدولية"-. وتعتمد إثيوبيا على مياه النيل ب 3% فقط من احتياجاتها نظرًا لوجود العديد من الأنهار الأخرى، فيما تبلغ حصة السودان من مياه النيل 12.5 مليار متر مكعب سنويًا، وتكون الحصة الأكبر من المياه لمصر ب55 مليار متر مكعب سنويًا. وانخفضت إنتاجيات الكهرباء من السدود الإثيوبية لتصل إلى 70% وبلغ إنتاج ثاني أكبر سد إثيوبي من الكهرباء 500 ميجاوات مقابل 1870 ميجاوات هي إنتاجيته الأصلية، فيما أنه تم رصد انخفاضًا كبيرًا في مناسيب المياه القادمة إلى مصر لتؤثر بالسلب وانخفاض كبير جدًا على موسم الفيضان في يوليو المقبل". وأكد خالد أبو زيد، أمين عام الشراكة المائية المصرية، والخبير بالمجلس العربي للمياه، أن هناك تأثيرًا كبيرًا على دولتي المصب من النيل الأزرق وسيظهر ذلك بنهاية أكتوبر مع انتهاء موسم الفيضان وهو ما يعد أزمة على مخزون المياه ببحيرة السد العالي، لافتًا إلى أن كارثةً ستقع على مصر حال قيام إثيوبيا بملء خزانات سد النهضة أكتوبر المقبل. وأكد الدكتور محسن العرباوي، خبير إدارة أحواض الأنهار الدولية والسياسات المائية، أن موجة الجفاف التي تضرب إثيوبيا سيكون لها تأثيرات على مصر، أهمها انخفاض المياه الواردة من دولة المنبع، وسلسلة فيضانات متتابعة لسنوات مقبلة، فيما تسعى إثيوبيا إلى إنشاء مزيد من السدود لحماية نفسها من الجفاف وهو الأمر الذي يجعلها تتحكم في كميات المياه الواردة إلى مصر. وتابع العرباوي: "يتعين على الدولة المصرية التمسك بحقوقها في مياه النيل والمطالبة بإلزام "أديس أبابا" باحترام الاتفاقيات الدولية والأنهار العابرة للدول، وعدم السماح لها باستخدام ظاهرة الجفاف للضغط علينا لاستكمال بناء سد النهضة، خاصةً وأن الاتفاقيات الدولية تلزم إثيوبيا بعدم المساس بحصة مصر المائية، مثل اتفاقية الأممالمتحدة لعام 1972 والتي تم تفعيلها عام 2014"، لافتًا إلى أنه من المحتمل أن تتأثر بعض المحاصيل الزراعية بموجة الجفاف. وكشف الدكتور نائل الشافعي، مؤسس موسعة "المعرفة" واستشاري هيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية، أن مصر ستتعرض لأكبر فيضان في تاريخها منذ 60 عامًا، حيث يحدث هذا الفيضان في يوليو المقبل جراء ظاهرة "النينو" إلى جانب هجوم للجراد الناقل لأمراض الملاريا والعديد من الأوبئة.
وأكد الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الري الأسبق، أن موجة الجفاف ستتسبب في انخفاض الموارد المائية من أنهار "النيل الأزرق والسوباط وعطبرة" بالهضبة الإثيوبية والذين يمثلون 85% من تدفق نهر النيل الوارد إلى مصر. وأشار علام، إلى أنه يتعين على مصر التمسك بنص البند الخامس من إعلان المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان والذي يلزم "أديس أبابا" بعدم ملئ خزانات سد النهضة قبل انتهاء الدراسات والاتفاق حول سنوات التخزين، مطالبًا بتقليل زراعة الأرز وقصب السكر لاستهلاكهما كميات كبيرة من المياه.