في تعليقها على هجمات بروكسل, قالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية, إن وحشية النظام السوري, والطائفية الإيرانية, هما السبب في ظهور وانتشار تنظيم الدولة "داعش". وأضافت الصحيفة في مقال لها في 31 مارس, أن إيران وحلفاءها في العراقوسوريا ساعدوا على ازدهار تنظيم الدولة، بعد قتلهم نحو نصف مليون شخص في سوريا, وإقصاء السنة في العراق". وتابعت "الهجمات الأخيرة في أوروبا وأبرزها ما حدث في باريسوبروكسل, ربما لم تكن لتقع, لو لم يتراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد بعد استهدافه المدنيين بأسلحة كيميائية". واستطردت الصحيفة "الحرب على تنظيم الدولة لن تسفر عن شيء, في حال عدم الإطاحة بنظام الأسد". وأضافت "على الغرب أن يعي أن المشكلة بالأساس, هي إيران ونظام الأسد, وتنظيم الدولة سينهار فقط, في حال إسقاط نظام الأسد, والتصدي لإيران". وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية, ذكرت أيضا أن الاضطرابات التي تعانيها أوروبا على مستوى الهجمات واللاجئين، تصب في صالح مخططات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوسيع نفوذه سواء في الشرق الأوسط, أو أوكرانيا. وأضافت المجلة في مقال لها في 30 مارس أن هجمات بروكسل وما سمته خطر "التطرف الإسلامي" المتزايد في أوروبا, يعطي قوة إضافية لروسيا التي نصبت نفسها مدافعة عن القيم المسيحية التقليدية, في تبرير تدخلها العسكري في سوريا ودول أخرى. وتابعت "مخططات بوتين بدت واضحة, عندما وصفت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التدخل العسكري الروسي في سوريا بأنه معركة مقدسة لحماية المسيحيين". واستطردت المجلة: "روسيا تستغل أيضًا عدم الاستقرار في أوروبا لتعزيز مكاسبها في شرقي أوكرانيا، حيث أنشأ المتشددون المدعومون من موسكو مناطق انفصالية، وأصدروا جوازات سفر خاصة بهم، لإضفاء الطابع الرسمي على الوضع الانفصالي هناك". وكانت هجمات دامية هزت العاصمة البلجيكية بروكسل صباح الثلاثاء الموافق 22 مارس, وذلك بعد أربعة أيام من اعتقال السلطات البلجيكية صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيس في هجمات باريس التي راح ضحيتها 130 شخصًا في نوفمبر الماضي. واستهدفت التفجيرات مطار بروكسل ومحطة المترو الرئيسة بالعاصمة البلجيكية, ما أسفر عن سقوط نحو 34 قتيلًا على الأقل, وحوالي مائتي جريح، وذلك في أعنف هجمات تشهدها بلجيكا, التي رفعت تأهبها الأمني إلى الدرجة القصوى. وأعلن رئيس بلدية بروكسل أن عشرين شخصًا قتلوا في تفجير محطة قطار الأنفاق، و106 آخرين أصيبوا, بينهم 17 حالتهم خطيرة، بينما أكدت مصادر من الدفاع المدني أن 14 قتيلا و92 جريحا سقطوا في تفجيري مطار بروكسل. واستهدف تفجير محطة مترو "مالبيك" -على بعد ثلاثمائة متر عن المفوضية الأوروبية- لدى وصول القطار أثناء ساعة الذروة الصباحية، وفور وقوع الانفجارات شلت الحركة في بروكسل، حيث أغلق المطار وأوقفت حركة وسائل النقل. ووصف رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل الهجمات بأنها "غاشمة وجبانة" , وأضاف " ما حدث لحظة سوداء في تاريخ بلادنا، وندعو المواطنين للتضامن والهدوء", مؤكدا أنه جرى نشر تعزيزات عسكرية، كما تجري عمليات تدقيق على الحدود. وحسب "الجزيرة", ألقت تفجيرات بروكسل بظلالها على العواصم والمدن الأوروبية، حيث أعلنت دول من القارة تعزيز إجراءاتها الأمنية بالمطارات ومحطات القطارات والمناطق الحيوية فيها، ووضعت ألمانيا قوات النخبة على أهبة الاستعداد، كما أدانت عدة دول ومنظمات التفجيرات, التي ضربت العاصمة البلجيكية. وحسب "رويترز", أعلن تنظيم الدولة "داعش" مسئوليته عن هجمات بروكسل, وقال التنظيم في بيان له إن مجموعة من مقاتليه نفذوا هجمات بعبوات وأحزمة ناسفة استهدفت كلا من المطار ومحطة المترو الرئيسة بالعاصمة البلجيكية. وأضاف أن المهاجمين أطلقوا نيران أسلحتهم داخل مطار زافنتم قبل أن يفجروا أحزمتهم الناسفة، وأكد أن الهجوم على محطة مترو مالبيك نفذه شخص فجّر حزاما ناسفا. ووفق بيان تنظيم الدولة، فقد أسفرت الهجمات عن سقوط أكثر من مائتين وثلاثين بين قتيل وجريح. وأفاد التليفزيون الرسمي البلجيكي في 23 مارس بأن السلطات تعرفت على هوية اثنين من منفذي هجمات مطار بروكسل، وهما الشقيقان خالد وإبراهيم البكراوي، وتلاحق المشتبه به الثالث نجم العشراوي. وبحسب مصادر رسمية بلجيكية، فإن الشقيقين كانا يسكنان في بروكسل وساعدا في توفير الأسلحة لمنفذي هجمات باريس التي وقعت في نوفمبر الماضي. وأضافت المصادر ذاتها أن أحدهما كان مستأجرا منزلا دوهم أثناء عمليات البحث عن المطلوب الأول في هجمات باريس صلاح عبد السلام. وأعلنت الشرطة البلجيكية أنها تتعقب العشراوي بعد أن رصدته كاميرات المراقبة مع اثنين يشتبه في أنهما المهاجمان الانتحاريان اللذان نفذا التفجيرات في مطار بروكسل. وأفادت شبكة "أن بي سي" التليفزيونية الأمريكية في 24 مارس بأن اسمي الشقيقين خالد وإبراهيم البكراوي اللذين فجرا نفسيهما في مترو بروكسل ومطارها, كانا مدرجين على القوائم الأمريكية لمكافحة الإرهاب. ونقلت الشبكة عن مسئوليْن أميركيين طلبا منها عدم نشر هويتهما أن اسمي الشقيقين كانا مدرجين على إحدى قوائم الأشخاص المشتبه فيهما بالارتباط بالإرهاب، مشيرة إلى أن مصدريها "لم يحددا على أي قائمة تحديدا من هذه القوائم العديدة" للمشبوهين بالإرهاب ورد اسما الشقيقين البلجيكيين. وحاولت وكالة الصحافة الفرنسية التحقق من هذه المعلومات من المركز الوطني لمكافحة الإرهاب المسؤول عن تبادل المعلومات بين كل أجهزة الاستخبارات الأميركية فيما يتعلق بالبيانات المتعلقة بالأخوين البكراوي، إلا أن المركز لم يرد على أسئلة الوكالة. وكان إبراهيم البكراوي فجر نفسه في مطار بروكسل مع "انتحاري" ثان، في حين فجر شقيقه خالد البكراوي نفسه في محطة مترو بالعاصمة البلجيكية.