قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية, إن الأسباب الجذرية للهجمات التي استهدفت بلجيكا وفرنسا وبلجيكا وبعض أنحاء الولاياتالمتحدة, هي التدخل الغربي السافر في شئون الشرق الأوسط, والذي يثير الغضب الواسع داخل العالمين العربي والإسلامي. وأضافت المجلة في مقال لها في 27 مارس, أن تورط أمريكا ودول أوروبا في شئون الشرق الأوسط من شأنه أن يعرض دول الغرب إلى مزيد من الهجمات. وتابعت " الإفراط في التورط بالشرق الأوسط يتسبب في إثارة غضب العديد من المسلمين في المنطقة، ويشكل تهديدا لأمن الدول الغربية". واستطردت المجلة "قصف الغرب الشرق الأوسط بمزيد من القنابل ونشره المزيد من القوات الغربية في المنطقة, سيأتي دوما بنتائج عكسية". وأشارت إلى أن هناك مبالغة شديدة بشأن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط، موضحة أن الانسحاب من المنطقة من شأنه أن يوفر فوائد للغرب على المدى الطويل. وكان الكاتب الأمريكي آدم ووكر, انتقد أيضا هاشتاج "أوقفوا الإسلام", الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تويتر", في أعقاب هجمات بروكسل. وقال الكاتب في مقال له نشرته مجلة "نيوزويك" في 24 مارس, إنه بدلا من إلقاء لوم الإرهاب على الملايين من المسلمين الملتزمين بالقانون، فإنه يجدر بالحكومات الغربية التصرف حيال آفة الإرهاب, وإيجاد الحلول المناسبة لها. وتابع " بعض اليمينيين المتطرفين في الغرب استخدموا الإرهاب وسيلة لربط هجمات بروكسل باللاجئين وبسياسة الهجرة واللجوء إلى الاتحاد الأوروبي". واستطرد " الإرهاب صار يمثل أحد تحديات العصر الحالي, ومن بين الحلول للتصدي له, محاربة التهميش في أوساط الجاليات المسلمة بالغرب, والتي تجعل الشبان المسلمين أكثر عرضة للتطرف, وكذلك وقف السياسة الخارجية الغربية السامة تجاه أزمات ليبيا وسوريا والعراق". وكانت هجمات دامية هزت العاصمة البلجيكية بروكسل صباح الثلاثاء الموافق 22 مارس, وذلك بعد أربعة أيام من اعتقال السلطات البلجيكية صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيس في هجمات باريس التي راح ضحيتها 130 شخصا في نوفمبر الماضي. واستهدفت التفجيرات مطار بروكسل ومحطة المترو الرئيسة بالعاصمة البلجيكية, ما أسفر عن سقوط نحو 34 قتيلا على الأقل, وحوالي مائتي جريح، وذلك في أعنف هجمات تشهدها بلجيكا, التي رفعت تأهبها الأمني إلى الدرجة القصوى. وأعلن رئيس بلدية بروكسل أن عشرين شخصا قتلوا في تفجير محطة قطار الأنفاق، و106 آخرين أصيبوا, بينهم 17 حالتهم خطيرة، بينما أكدت مصادر من الدفاع المدني أن 14 قتيلا و92 جريحا سقطوا في تفجيري مطار بروكسل. واستهدف تفجير محطة مترو "مالبيك" -على بعد ثلاثمائة متر عن المفوضية الأوروبية- لدى وصول القطار أثناء ساعة الذروة الصباحية، وفور وقوع الانفجارات شلت الحركة في بروكسل، حيث أغلق المطار وأوقفت حركة وسائل النقل. ووصف رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل الهجمات بأنها "غاشمة وجبانة" , وأضاف " ما حدث لحظة سوداء في تاريخ بلادنا، وندعو المواطنين للتضامن والهدوء", مؤكدا أنه جرى نشر تعزيزات عسكرية، كما تجري عمليات تدقيق على الحدود. وذكرت "الجزيرة" أن تفجيرات بروكسل ألقت بظلالها على العواصم والمدن الأوروبية، حيث أعلنت دول من القارة تعزيز إجراءاتها الأمنية بالمطارات ومحطات القطارات والمناطق الحيوية فيها، ووضعت ألمانيا قوات النخبة على أهبة الاستعداد، كما أدانت عدة دول ومنظمات التفجيرات, التي ضربت العاصمة البلجيكية. وحسب "رويترز", أعلن تنظيم الدولة "داعش" مسئوليته عن هجمات بروكسل, وقال التنظيم في بيان له إن مجموعة من مقاتليه نفذوا هجمات بعبوات وأحزمة ناسفة استهدفت كلا من المطار ومحطة المترو الرئيسة بالعاصمة البلجيكية. وأضاف أن المهاجمين أطلقوا نيران أسلحتهم داخل مطار زافنتم قبل أن يفجروا أحزمتهم الناسفة، وأكد أن الهجوم على محطة مترو مالبيك نفذه شخص فجّر حزاما ناسفا. ووفق بيان تنظيم الدولة، فقد أسفرت الهجمات عن سقوط أكثر من مائتين وثلاثين بين قتيل وجريح. وأفاد التليفزيون الرسمي البلجيكي في 23 مارس بأن السلطات تعرفت على هوية اثنين من منفذي هجمات مطار بروكسل، وهما الشقيقان خالد وإبراهيم البكراوي، وتلاحق المشتبه به الثالث نجم العشراوي. وبحسب مصادر رسمية بلجيكية، فإن الشقيقين كانا يسكنان في بروكسل وساعدا في توفير الأسلحة لمنفذي هجمات باريس التي وقعت في نوفمبر الماضي. وأضافت المصادر ذاتها أن أحدهما كان مستأجرا منزلا دوهم أثناء عمليات البحث عن المطلوب الأول في هجمات باريس صلاح عبد السلام. وأعلنت الشرطة البلجيكية أنها تتعقب العشراوي بعد أن رصدته كاميرات المراقبة مع اثنين يشتبه في أنهما المهاجمان الانتحاريان اللذان نفذا التفجيرات في مطار بروكسل. وأفادت شبكة "أن بي سي" التليفزيونية الأمريكية في 24 مارس بأن اسمي الشقيقين خالد وإبراهيم البكراوي اللذين فجرا نفسيهما في مترو بروكسل ومطارها, كانا مدرجين على القوائم الأمريكية لمكافحة الإرهاب. ونقلت الشبكة عن مسئوليْن أميركيين طلبا منها عدم نشر هويتهما أن اسمي الشقيقين كانا مدرجين على إحدى قوائم الأشخاص المشتبه فيهما بالارتباط بالإرهاب، مشيرة إلى أن مصدريها "لم يحددا على أي قائمة تحديدا من هذه القوائم العديدة" للمشبوهين بالإرهاب ورد اسما الشقيقين البلجيكيين. وحاولت وكالة الصحافة الفرنسية التحقق من هذه المعلومات من المركز الوطني لمكافحة الإرهاب المسؤول عن تبادل المعلومات بين كل أجهزة الاستخبارات الأميركية فيما يتعلق بالبيانات المتعلقة بالأخوين البكراوي، إلا أن المركز لم يرد على أسئلة الوكالة. وكان إبراهيم البكراوي فجر نفسه في مطار بروكسل مع "انتحاري" ثان، في حين فجر شقيقه خالد البكراوي نفسه في محطة مترو بالعاصمة البلجيكية.