تمر مناسبة "عيد الأم" على عدد من الأمهات، اللاتي يقبع أبناؤهم في السجون بمزيد من الألم والحزن فلا يستطيع هؤلاء الأبناء الاحتفاء بأمهاتهم، وتكريمهن أو تقديم الهدايا الرمزية لهن، لينتظرن السماح من وزارة الداخلية لكي يسمعوا ولو بضع كلمات من أبنائهن تعبر لهن عن حبهم لهن في هذا اليوم من خلف قضبان السجون. "عيد الأم" الذي يصادف 21 مارس من كل عام، هو مناسبة سعيدة تُكرَّم فيها الأمهات وتُقدم خلالها الهدايا من الأبناء لأمهاتهم، وكل ابن يكرم أمه بالطريقة التي يحببن أن يكرمن بها فالأم لها منزلة كبيرة في الإسلام فهى عماد تكوين الأسرة، وقد كرمها الله سبحانه وتعالى في أكثر من آية في القرآن الكريم وقرن طاعة الوالدين بطاعته سبحانه. فى مصر وصل عدد الأطفال المعتقلين منذ 30 يونيو 2013 حتى نهاية مايو 2015 أكثر من 3200 طفل تحت سن 18 عامًا تعرضوا للتعذيب والضرب المبرح بداخل مراكز الاحتجاز المختلفة وذلك حسب إحصائية تقرير فريق الاعتقال التعسفي بالأمم المتحدة، الصادر في شهر يوليو من العام الماضي. تعيش أمهات هؤلاء الأطفال في مصر حالة من البؤس والحزن على ما ألم بهن من حرمانهن، من أبنائهم الصغار ليأتي عيد الأم ليزيد هذه المعاناة ويذكرهم بأجمل لحظات حياتهن حين كان أطفالهن، يلعبون ويمرحون في حجورهن لينتهى بهم المصير خلف الأسوار دون أي ذنب ارتكبوه . النيابة العامة خالفت قانون الطفل مخالفة صارخة وقامت بالعمل علي شرعنة اعتقال الأطفال بحبسهم احتياطيًا على ذمة التحقيقات في تهم مختلفة كان آخرهم الطفل عبادة جمعة 16 عاما والذي اتهمت وزارة الداخلية في بيان لها بأنه يقوم بتصنيع المتفجرات، ومازن حمزة، الطالب في الصف الثاني الثانوي هو نموذج لمئات الأطفال الذين زج بهم في السجون ليأتي عيد الأم بمزيد من الألم والعذاب لدى أمهاتهما. اعتقل حمزة في 28 يناير من العام الماضي 2015، في ذكري جمعة الغضب مع عشرات ممن كانوا في شوارع مدينة المنصورة في ذلك اليوم، وكان في طريقه لحضور أحد دروسه، تعرض بعد اعتقاله لما يتعرض له المعتقلون من حفلات تعذيب وضرب رغم أنه لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره. وأصدرت النيابة قرارًا بحبسه 15 يوما، ثم نقلته من المنصورة إلى قسم دكرنس باعتباره حدثًا، وفي منتصف مايو من العام الماضي 2015 أصيب بمرض معد، هو الغدة النكافية، حيث ينتقل الفيروس عبر استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء من فم أو أنف شخص مريض، وجاء ذلك نتيجة اكتظاظ أقسام الشرطة بالمعتقلين وتعيش والدته حياة أشبه بالموت انتظارا للحظة خروج نجلها واعتناقه قبل وفاتها أو حدوث مكروه لها بسبب المعاناة التى تعيشها بعد اعتقال نجلها. وقالت والدة المعتقل عمر عبد الرحيم، إن نجلها اعتقل أثناء زيارته لوالده بالكويت وتم ترحيله إلي القاهرة يوم 1 يوليو الماضي، ومنذ ذلك الحين لم يتم التوصل إليه حتى الآن، وكل ما ورد من معلومات كان عن طريق المخلى سبيلهم من أمن الدولة موضحة أن نجلها من مواليد 95 ويدرس في كلية الهندسة جامعة الأزهر. وأضافت، أنها توصلت إلي معلومات أنه يقبع في سجن العزولي، لمدة شهر ثم تم ترحيله إلي أمن الدولة بمدينة السادس من أكتوبر وعندما ذهبت للسؤال عنه تم التحقيق معها من أمن الدولة لمدة ثلاثة 3 ساعات ولم يتم السماح لهم برؤية نجلها على الإطلاق، مشيرة إلي أنها تقدمت للنائب العام بأكثر من بلاغ للتعرف على نجلها دون جدوى. وبعيون دامعة واصلت أم عبد الرحمن حديثها ل "المصريون"، لعلها تجد ضآلتها فيمن يساعدها في التوصل لرؤية نجلها موضحة أنها تشعر بالحسرة لعدم وجو عبد الرحمن في معها في مناسبة عيد الأم الذي اعتاد أن يحتفل بها في هذا اليوم ويقدم لها أجمل الهدايا . واختتمت كلامها بالبكاء المنهمر مطالبة النائب العام بسرعة معرفة مكان احتجاز نجلها، مشيرة إلي أنه لا توجد تهمة معينة لحبس نجلها وليس له أى انتماء سياسي وننتظر من ينظر إلينا بعين الرحمة ليفرج عن قرة عينها عبد الرحمن .