اليوم هو يوم تكريم الأمهات واعتراف عالمي برسالة الأم وبدورها وتضحياتها الكبيرة ويحتفل بهذا اليوم 21 مارس من كل عالم فى دول العالم العربي. أما معظم الأمهات الفلسطينيات يتنقلن من اعتصام إلى آخر رغم الإعياء والمرض يحدوهن الأمل بلقاء قريب بأبنائهن يضع حدا لمعاناة عمرها عقود لايجدن فى الإحتفال بعيد الأم أى طعم أو أى فرحة فى غياب فلذة كبدها تتمني لو تقبله وتحضنه وتسعد بالقرب منه كما هو الحال عندما كان طفلاً صغيرًا ها هي الأم الفلسطينية تتجرع الويل والعذاب وألم الفراق لحظة بلحظة بعد أن غابت الابتسامة منذ فترة طويلة . في يوم الأم نقدم التحية لآلاف الأمهات الأسرى الفلسطينيين ونطبع على جبهاتهين الف قبله لعلها تصبر لهيب قلبها وتخفي تجاعيد وجهها المشتاقة . انتقلت المئات من أمهات الأسرء خلف جدران قوات الاحتلال الصهيوني اليوم للاعتصام أمام سجون الاحتلال للاحتفال بعيد الأم مع أبنائهن فقالت والدة أحد الأسرى لابنها من أمام السور " كل عام وأنت حبيبي بألف خير والعيد الجاي تكون معي نفرح بالعيد وأنت جمبي متل كل أمهات العالم بدي أعيدك أمي ألف تحية وألف سلام وبحكيلك كل عام وأنت بخير وكل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ". في حين قالت والدة الأسير سليمان أبو شلوف من قطاع غزة " كل سنة وأنت سالم يا أمي تعيش ونحتفل سوا بعيد الأم دير بالك عحالك وتوحدوا داخل السجن لمواجهة هذا العدو الصهيوني من أجل الأسرى ومن أجل فلسطين وانتبه لنفسك وصحتك وشد حيلك والفرج قريب يارب ". أما والدة الأسير إبراهيم بارود فقالت " أقول له بمناسبة يوم الأم في هذا اليوم الذي تتمنى فيه كل أم أسير أن يكون ابنها بجوارها وأمام عينيها تراه سعيداً يعيش بحرية أقول له كل عام وأنت بخير وأتمنى أن يخرج جميع الأسرى سالمين لأمهاتهم حتى يهدأ بالهن في هذا اليوم الذي ينكأ جراحهن و كل ما نريده هو أن نكون كباقي نساء العالم نهنأ بحياتنا مع أولادنا ". أما الحاجة ملكة خالد بكري صاحبة ال 56 عاما أم الأسير إبراهيم بكري من قرية البعنة داخل أراضي 48 تقول أن أوجاعها لا تقل عن أمهات الأسرى القدامى فنجلها محكوم بالسجن تسعة مؤبدات وثلاثين عاما. أم إبراهيم التي تقوم بجهد النملة إذ تشارك في كل فعالية في البلاد لنصرة الأسرى تروي أنها تضطر وزوجها للسفر لسجن نفحة في صحراء النقب عند الساعة الثانية والنصف فجرا لتتمكن من زيارة فلذة كبدها لنصف ساعة فقط. أم إبراهيم التي لا تقوى على ملامسة إصبع نجلها بسبب حائط زجاجي عازل وتبدو شارات الألم في ملامح وجهها وتتمنى وهي تمسح دمعتها لو أنها تعتقل لتبقى لجانبه خلف القضبان يكاد قلب الأم أن ينفجر أسى وهي ترى الأبناء مكبلين وتقتادهم شرطية تتصرف بمنتهى الفظاظة. بدورها تقول الحاجة أم محمد سلطان إننا " في عيد الأم محرمون من رؤية أبناءنا داخل سجون الاحتلال الذي لا يسمح لعوائل الأسرى إلا على فترات متباعدة بزيارة أبنائهم المعتقلين فلا هدية من أبنائنا الأسرى في يوم عيد الأم ولكن إن شاء الله هديتنا هي يوم أن نراهم أحرار قد خرجوا من سجون الاحتلال فليس لنا في هذا اليوم سوى بعض الصور والذكريات وأن نرفع أيدينا عالياً لرب السماء نطلب الفرج القريب لجميع الأسرى الفلسطينيين الأبطال الذين أفنوا زهرات شبابهم وهم في سجون العدو الصهيوني من أجل الوطن حرية فلسطين " . والحاجة أم محمود إغبارية التي يسميها ناشطو الحركة الأسيرة ب"جنرالة الصبر" والدة الأسيرين محمد صاحب 44 عاما وإبراهيم إغبارية صاحب ال 48 عاما اللذين يقبعان في سجون الاحتلال منذ 1992 لا تعرف هي الأخرى الكلل والملل وبقدر ما تتيح لها صحتها تشارك في كل مجهود يدعم الأسرى. وتقول إنها لم تتذوق طعم الفرح الحقيقي وفي كل مناسبة عائلية يؤرقها البعد فتقول في سرها "لو كان محمد وإبراهيم بيننا الآن مع الشباب لكنني راضية بحكم الله". وتقول إنها تقبل على زيارة ولديها باشتياق كبير لكنها تعود من هناك مشتاقة أكثر لضمهما ومسكونة بالأسى وتضيف "تخيل أن محمد زرع بعض حبيبات القمح داخل صحن كي يرى ما هو أخضر فجاء السجان وأتلفها". وتبدي أم محمود اعتزازها بأن محمد الذي شارك مع مجموعة في قتل أربعة جنود حاز على شهادة الماجستير في السجن بموضوع الحقوق لكنها تتأسى لحرمانه من قبل السلطات الإسرائيلية من إكمال دراسة الدكتوراه.