قال الدكتور إبراهيم أبو محمد، مفتى القارة الأسترالية، إن المجتمعات التي تنعم بالسلام والأمن لابد أن يوجد بها من يتعشق الحب والعدل والحرية،لافتا إلى أن المسلمين ينتمون لدين جعل الحب فريضة، وربط وصف الإيمان بالحب ونشر السلام، مستدلا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم، حين قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وأضاف مفتى أستراليا في كلمته أمام البرلمان الاسترالي بالعاصمة كانبرا، أن الأوطان العظيمة ليست فقط ناطحات سحاب وغابات وأبنية من الحديد والاسمنت المسلح، وإنما هي قبل كل ذلك بشر لهم روح وقلب وعقل. وأكد مفتى استراليا أهمية تكاتف كل أفراد المجتمع كأول خطوة نحو صياغة فلسفة لحياة أكثر تفاهما وتسامحا يجب أن تكون في إعادة اكتشاف كل منا للآخر من خلال الشراكة المتناسقة والمتوافقة والمنسجمة والبعيدة عن الميل المندفع نحو الإخضاع والسيطرة برغم تنوع واختلاف الثقافات والديانات والأجناس. واستدل الشيخ أبو محمد بالنموذج الرائع للجالية الإسلامية بأستراليا لتكامل الحضارات بتنوعها وخصوبة أفكارها وتعاون قيمها وتعدد أجناسها على نحو يخالف ما كان يدعو إليه العالم الأمريكي السياسي صموئيل هنتنتجون بالصراع بين الحضارات. وأوضح مفتى أستراليا دور الإعلام الموجه ومراكز البحث التي تخصصت في إزكاء الكراهية وخلق بؤر للصراع، ودفع العالم إلى حروب عبثية، مشيرا إلى أنها بمثابة مراكز لها أذرع في التوجيه وصياغة الرأي العام ليست بريئة، وتحرص على أن تقدم لكل منا عن أخيه صورة مشوهة تحجب رؤية الحقيقة وأحيانا تزكم الأنوف. واختتم الشيخ أبو محمد كلمته بأن مراكز الدراسات النفسية والاجتماعية هي من تقرر مستقبل البشرية مؤكدا على إن استراليا يمكن أن تكون قناة جيدة التوصيل لنقل مبادئ الحرية والعدالة والسلام، كما أنه يمكن ان تكون جسرا شامخا لنقل مبادئ التعايش السلمي والتناغم المجتمعي. كما وجه الشكر لكل صاحب فكرة ترفض الميل المندفع نحو التعصب والإقصاء وتعمل على دعم التسامح وتكريس العدل وتتبنى بالحب والاحترام الروابط الإنسانية بين الجاليات المختلفة.