واصلت السلطات المقدونية، اليوم السبت، إغلاق حدودها في وجه آلاف اللاجئين العالقين على الحدود مع اليونان في انتظار السماح لهم بمواصلة رحلتهم نحو دول غرب أوروبا. وأغلقت الشرطة الحدود الأربعاء الماضي مع اليونان بعدما كانت تسمح بدخول أعداد صغيرة من السوريين والعراقيين، وأعلنت أنها لن تدخل أي لاجئ جديد إلى مقدونيا. وقال مسؤول بالشرطة إن بلاده أقفلت حدودها أمام اللاجئين، بعد إعلان كل من سلوفينيا وكرواتيا وصربيا فرض قيود صارمة على دخول اللاجئين، مضيفا "لقد أقفلنا الحدود تماما". وفي السياق نفسه، قال ناطق باسم الداخلية إن "مقدونيا ستتصرف وفقا للقرارات التي ستتخذها باقي الدول على طول طريق البلقان" في إشارة إلى المسارات الأساسية التي اتخذها أكثر من مليون لاجئ للوصول إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي. وبينما انتقدت اليونان وألمانيا قرار سكوبيا، اتهم الرئيس المقدوني جورجي إيفانوف الاتحاد الأوروبي -في تصريحات صحفية- بالفشل في توقع التدفق الكبير للاجئين عبر تركيا، وقال إن بلاده أنفقت 25 مليون يورو على اللاجئين. وأضاف "ما الذي حصلنا عليه من أوروبا مقابل ذلك؟ لا شيء.. وبدلا من ذلك، أصبحنا -نحن الدولة غير العضو بالاتحاد الأوروبي- مجبرين على حماية أوروبا من دولة عضو بالاتحاد هي اليونان". وكانت الأممالمتحدة وجماعات حقوقية انتقدت اتفاقا مبدئيا بين قادة الاتحاد الأوروبي وتركيا، تم الاثنين الماضي، يقضي بإعادة اللاجئين الذين يصلون اليونان، ومبادلة اللاجئين بين الاتحاد وتركيا. لكن مسؤولا تركيا صرح بأن الخطة المقترحة -التي تتعين الموافقة عليها بالقمة الأوروبية الأسبوع المقبل- تسعى لتخفيف أزمة اللاجئين، وأنها ستحترم القانون الدولي. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية اليوم، أن مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل وبعد أن خذلتها فرنسا -التي لم تقدم لها أي دعم بمواجهة أزمة اللاجئين- اقتنعت بأنها لن تستطيع أن تعول على باريس، وأنها ستكون وحدها في مواجهة أزمة اللاجئين. وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أنه لم يعد لفرنساوألمانيا الأولويات نفسها، وأن الفوارق بينهما اتسعت، فباريس مهووسة بالاعتبارات الأمنية، بينما برلين تهتم أكثر بأزمة اللاجئين.