قال السفير السابق، واليساري ، معصوم مرزوق، أحد مؤسسي مبادرة، أطلقها المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، تحت عنوان "البديل الحقيقي"، إن المبادرة لا تسعى لإزاحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الآن، ولكن تشكل قوة ضغط عليه، وإن لم يستجب سيكون الشعب صاحب قرار الثورة ضده. وكان حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية في مصر، أطلق مبادرته الجمعة الماضية، عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، تحت عنوان بيان اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى الوطنية المدنية، الذي جاء فيه أنه: "في أيام حاسمة من تاريخ مصر نخوض فيها حرباً ضروساً ضد الإرهاب الدموي، والفساد المدمر، وأعداء التغيير إلى الأفضل.. وجد كثيرون أنفسهم في حاجة ماسة إلى بناء بديل حقيقي". وأضاف "يا أيها الشعب المصري العظيم، ويا أيتها الأحزاب والقوى والحركات المدنية المتمسكة بتغيير حقيقي، والراغبة في تحسين حياة المصريين إلى الأفضل، لقد حانت لحظة صناعة البديل ورفع رايته وطنية مدنية خفاقة يشيرون إليها، ويقفون تحتها، كي تخرج مصر العظيمة من ضيق الآني إلى براح الآتي". وفي تصريحات عبر الهاتف، للأناضول، أوضح السفير السابق، معصوم مرزوق، أن المبادرة جاءت "في ظل ظروف انسداد كبير يعيشه الشعب المصري، الذي بات في أشد الحاجة ويتلفت للبحث عن مخرج، وكانت المبادرة جهد قام بها مجموعة من الساسة والمفكرون لإيجاد هذا المخرج". وأشار إلى أنه من بين الشخصيات البارزة المدشنة للمبادرة والذين يتجاوزون 80 شخصية، الوزير السابق، عمرو حلمي (يساري)، وعبد الخالق فاروق (خبير اقتصادي محسوب على اليسار)، بخلاف حمدين صباحي الذي أطلق المبادرة أمس، وشخصيات عامة أخرى. ولفت إلي أن بيان مبادرة صناعة البديل الحقيقي، أمس يمكن اعتباره بداية تدشين لهذه المبادرة، التي تم العمل عليها لمدة أكثر من 6 أشهر حتى خرجت الجمعة، لافتًا إلى أنه سيتبع البيان الذي بمثابة رسالة للمصريين بإمكانية تحقيق بديل، ندوات ومؤتمرات صحفية. ولم يستبعد مرزوق إمكانية اللجوء إلى مظاهرات تحقق أهداف تشكيل البديل الحقيقي، قائلا: "هذه المبادرة تسعى لتحرك فعلي، وهي سياسية بامتياز، وستستخدم كل أدوات التعبير السلمي التي يكفلها الدستور ومن بينها المظاهرات بالطبع". ونفى أن تكون تلك المبادرة التي خرجت من رحم اليسار المصري، بداية لتشكيل جبهة إنقاذ ثانية، تسير على مبادئ الأولى التي كانت أبرز الجبهات للإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًّا في 3 يوليو/تموز 2013، بعد عام من حكمه. وقال مرزوق، "لن نكون جبهة إنقاذ ثانية، هذه جبهة أوسع وتعد وسيلة ضغط على نظام الحكم لتغيير سياسياته المتعلقة بانتهاك الحريات والوضع الاقتصادي المتأزم وغيرهما من المشاكل والتحديات، وهذا كل ما نرجوه وإن فعله النظام كان بها، وإن لم يستجب فهناك تحرك أكبر"، مضيفا "رسالتنا التي خرجت للشعب المصري، ولم تكن لمعاداة النظام". وحول الدعوة إلى ثورة جديدة ضد النظام المصري، تابع: "هذا حديث الآن سابق لأوانه، نحن سنتحرك كوسيلة ضغط، أما مسألة إزاحة النظام لا تحدده جبهة أو حزب أو قوى، ولكن لابد للشعب أن يتخذ هذا القرار وحين يتخذه نحن معه". وصباحي، احد مرشحي الرئاسة التي أجريت في عام 2014، وتعد دعوته الحالية هي الأولى التي تتحدث بطريقة غير مباشرة عن إزاحة النظام المصري وإيجاد بديل له.