طريق الكباش أو بمعنى أدق " طريق أبو الهول " هو ذالك الطريق الرابط بين معبد الكرنك والأقصر، والذى شيده ملوك مصر الفرعونية، منذ أكثر من خمسة آلاف عام، لتسير به المواكب المقدسة للملوك فى احتفالات أعياد الأوبت من كل عام فكان يسير الملك يتقدمه علية القوم من الوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة خلف الزوارق المقدسة التى كانت تحمل تماثيل الآلهة, بينما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق. بدأ بناء هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث الذى بدأ تشييد معبد الأقصر, ولكن النصيب الأكبر فى تنفيذ هذا الطريق يرجع إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية _آخر أسرات عصر الفراعنة_ وكانت تحيط بتلك الكباش أحواض زهور ومجارى للمياه لريها، ويتوسطه أرضية مستطيلة أبعادها120 في230 سم من الحجر الرملى لتسهيل السير عليه وبين كل تمثال وتمثال فجوة تقدر ب4 أمتار. الطريق الذى تم اكتشافه بمحض الصدفة فى بدايات القرن التاسع عشر الميلادي، بعد إنهيار أحد بيوت القرية التى أقيمت عليه فى العصر العثماني، وعند ترميمه، وجدوا تلك التماثيل ومن ثم بدأ الحفر والتنقيب، ليكتشفوا هذا الطريق، ولكن فى العام 2004 من القرن الحالي، بدأت الدولة فى تسليط الضوء على إعادة إحياء هذا الطريق، وبدأ العمل فعليا فى العام 2007 فى رئاسة سمير فرج للأقصر، وبعد صدور قرار رئيس الجمهورية المخلوع حسنى مبارك، بأن الأقصر مدينة ذات طابع خاص، ولكنه توقف العمل به بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، ليفتح توقفه العديد من الأسئلة، عن كم الأموال التى تم إنفاقها على هذا المشروع، بخلاف عدم تعويض المتضررين من أصحاب الأراضى التى أزيلت جراء التنقيب لكشف هذا الطريق، وما سوف يتم إنفاقه للإنتهاء من إنشائه، بخلاف إزالة الكنيسة الإنجيلية وكنيسة العذراء من مكانيهما، وإنشاء منطقة سكنية لنجع أبو عصبة بالكرنك، المقام فوق الطريق. "المصريون" اقتربت من أطراف الموضوع لنسألهم عن رؤيتهم لإقامة هذا المشروع وما تم إنجازه حتى الآن وما لم يتم. ما تم إنجازه حتى اللحظة طريق الكباش الممتد ل 2700 متر، وبعرض 76 متراً، ويحتوى على ما يقارب ال1350 تمثالاً لأبو الهول، والذى بدأ العمل به فعليا فى ال2007، وتم إزالة 500 منزل، ومسجد السيد المقشقش، ومبنى شركة بيع المصنوعات، وجمعية بروك لعلاج الحيوان، ومبنى الحزب الوطنى المنحل، وجزء من كنيسة العذراء، وجمعية الكتاب المقدس، واستراحة محافظ الأقصر، وجزء من مدرسة السلام، ومبنى مركز الشرطة، بخلاف مجموعة من الأكشاك السياحية، وتم الإنتهاء من المنطقة الأولى التى تبدأ من معبد الأقصر، وحتى فندق إميليو. ولم يتم الإنتهاء من المنطقة الثانية من فندق إميليو وحتى الكنيسة الإنجيلية، بطول 250 متر، ولكنها فى الوقت ذاته، تم الكشف عما بها من بقايا تماثيل متهالكة، وهو نفس الحال فى المنطقتين الثالثة والرابعة، بطول 370 متر، خلف كنيسة العذراء، ومدرسة السلام الخاصة، بينما تم البدء فى العمل على إنشاء كوبرى المطحن، فى نهاية المرحلة الرابعة. بينما تأتى المنطقة الخامسة أفضل من سابقتيها، حيث تمتد من كوبرى المطحن، والمرور بمكتبة مصر العامة، حتى كوبرى منزل طريق المطار، بطول 575 متر، حيث تم إكتشاف التماثيل والإنتهاء من كوبرى منزل المطار، وهو نفس الأمر تقريبا بالنسبة للمنطقة السادسة، الممتدة من كوبرى المطار، وحتى كوابل المطار، بطول 120 متر، بينما تأتى المرحلة الأخيرة من كوابل المطار وحتى مدخل معبد الكرنك، وداخل معبد الكرنك، بطول 1135 متر، كمرحلة حساسة، فى ظل تواجد نجع أبو عصبة على تلك المنطقة، حيث لم يتم الإنتهاء منها. الطريق ليس بأولوية يقول الطيب عبد الله، نقيب المرشدين السياحيين بالأقصر،" أن السبب الرئيسى فى عدم استكمال طريق الكباش، هو عدم توافر الأموال الخاصة باستكمال المشروع، حيث أن تكلفته تصل للملايين، لكن الخطة والشكل المقترح لإقامته، وكذلك المحلات والبازراات التى تقام على جانبه، متواجدة منذ العام 2007 أيام سكير فرج رئيس المدينة الأسبق، ولكنى أعتقد بصفة شخصية أن الإنتهاء من إقامة المشروع ليس ذا أولوية بالنسبة لوضعنا الحالى فى الأقصر، وأرى أن ترميم الجزء المتهالك من التماثيل فى معبد الأقصر أو خلف الكنيسة والمكتبة، وتنظيف مدخل البوابة الجنوبية لمعبد الكرنك، هو الأولى بالنسبة لنا فى تلك المرحلة، بجانب تعويض الأهالى المتضررين من إزالة منازلهم لإكتشاف باقى الطريق " الكنيسة تنفى هدمها أو أية أجزاء منها والأهالى : مخدناش حقوقنا لحد دلوقتي نفى القمس بنيامين المتحدث الرسمى لكنيسة العذراء، أن يتم هدم أى جزء من الكنيسة، لإستكمال مشروع طريق الكباش، مؤكداً أنه فى حالة إستكمال المشروع فإنه سيتم بعيداً من الكنيسة وقال جعفر سلطان _ أحد المواطنين الذين تم إزالة منزله لإحياء طريق الكباش _ " احنا مش مقتنعين أصلا بأهمية المشروع للبلد، ولا إنه هيحول الأقصر إلى بلد سياحي، وأكبر دليل على كلامي، مرور حوالى 8 سنوات، على إزالة منازلنا، والسياحة زى ماهي، بل أسوأ، وكان من المفترض يتم الإهتمام بنظافة المنازل وزراعة الأشجار، أفضل من هدم ملامح البلد" وأضاف " لم يتم تعويضنا ماليا، حتى اللحظة، فالحكومة دفعتلنا تعويض على المبنى أو جزء منه، ولم تقم بدفع تعويضات على الأرض نفسها، واحنا رافعين قضية عشان نأخد التعويضات دي، بس لسه الحكم مطلعش فيها، وكمان احنا اشترينا بيوت جديدة، والحكومة لم توفر لنا منازل جديدة" ويحكى سلطان عن كيف تم إخراجهم من منازلهم " هم بعتولنا إنذار إننا نخلى البيت فى خلال أسبوع، بعد الإنذار مباشرة، ابتدوا يقطعوا المياة علينا، والكهربا" ويتذكر سكنه القديم قائلاً " يااااااااااااااه ذكريات كنا أفضل بمراحل والجيرة اللى متعوضتتش، والمكان كان هادى جدا، وكنا مرتاحين نفسيا، برغم إننا سكنا فى نفس المكان بس فى شارع خلفي" بينما تحكى يمنى _ إحدى ساكنات المنازل المزالة من فوق طريق الكباش " كنت فى إعدادى وقتها، بعتولنا إنذار، ومكنش معانا سكن، فعمى أخدنا لشقة ابنه اللى كان مفروض يتجوز فيها، فقعدنا عندهم فى شقته، بس كنا خايفين انه يقرر يتجوز فى أى وقت، وكمان كان البيت بتاعنا القديم قريب من وسط البلد، فكنت سهل أروح دروسي، لكن الجديد كان بعيد، وكان لازم حد يوصلنى وحد يجيبني، وكمان الدولة مثلا كانت بتطلعلنا شيك مثلا ب100 ألف جنيه، يروحوا يتخصم منه مبلغ تجميل مدينة، على الرغم من إن الموضوع كله ممول تمويل جامد، مش يبقى احنا مهجرين ويأخدوا مننا كمان" المحافظ: نحتاج لأكثر من 450 مليون جنيه لاستكمال المشروع قال محافظ الأقصر محمد بدر إن الحكومة تحتاج ل445 مليون جنيه لإنهاء مشروع كشف وإحياء طريق الكباش، مضيفًا أن سلطات المحافظة تسعى لتوفير الدعم الكامل لاستكمال المشروع، مشيرًا إلى انتهاء العمل على إنشاء كوبري المطحن أعلى طريق الكباش بحلول شهر مارس المقبل، وذلك بعد توقف العمل بسبب العثور على بعض الإكتشافات الأثرية أثناء أعمال الحفر لإنشاء الكوبري، والذي تبلغ تكلفته 25 مليون جنيه. وأوضح مصدر داخل محافظة الأقصر، أنه تم صرف إجمالي 579.974.910 جنيه، بواقع 127.860.900 جنيه من وزارة الآثار، 213.800.000 جنيه من وزارة التعاون الدولي، 183.514.010 جنيه من وزارة السياحة، بخلاف 54.800.000 جنيه من ميزانية محافظة الأقصر، بينما تشير الإحصائيات التى قدرت فى العام 2009 إلى احتياج المشروع لمبلغ 350 مليون جنيه، لاستكمال المرحلة الأخيرة من العمل بالطريق وإزالة "الكنيسة الإنجيلية وكنيسة العذراء، ونقل سكان منطقة نجع أبو عصبة، لمنطقة سكنية بديلة لهم، بخلاف الإنتهاء من أعمال الرصف الخاصة بالطرق الموازية لطريق الكباش، ونقل المرافق من كهرباء ومياه صرف صحي وخطوط للتليفونات، بخلاف 131.734.000 مليون جنيه، نظير المبالغ المستحقة للأهالي، الذين تم نزع أراضيهم وإزالة منازلهم.