دينا عوفاديا: السلفيون اقتحموا منزلي وهددونا بالسلاح.. وجدي قال لنا: نحن يهود وعلينا ترك مصر بعنوان "الشابة التي خدمت في الجيش الإسرائيلي..رئيس الحكومة المصرية يسقط جنسيتها"، قالت الإذاعة العسكرية، إن "دينا عوفديا، وهي يهودية هاجرت إلى إسرائيل من مصر وخدمت في الجيش الإسرائيلي، قام رئيس الوزراء المصري بإسقاط جنسيتها، بذريعة الانضمام إلى جيش أجنبي دون الحصول على موافقة وزير الدفاع". وأضافت الإذاعة أن رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل، أسقط الجنسية عن مواطنة مصرية يهودية هاجرت إلى إسرائيل، لأنها خدمت في جيش الأخيرة، وفي بيان صادر عن مكتبه، قال إسماعيل إن دينا عوفديا التي أنهت فترة خدمتها بالجيش الإسرائيلي، انضمت إلى جيش أجنبي دون أخذ المصادقة والموافقة على ذلك من قبل وزير الدفاع المصري، ولهذا فقد تم إسقاط الجنسية عنها". وذكرت أن "عوفديا، ابنه ال24 عاما سافرت إلى إسرائيل قادمة من الإسكندرية قبل 10 أعوام، بصحبة عائلتها وخدمت في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، واليوم هي مواطنة إسرائيلية"، مضيفة أن دينا رفضت التعقيب على الأمر. وكانت دينا قد روت قصتها لموقع الجيش الإسرائيلي، قائلة إنها "ولدت باسم رولين عبد الله وبحثت طويلاً عن انتماء، فوجدت هذا الانتماء في اليوم الذي تحولت فيه الى (دينا عوفاديا) مواطنة ومجندة في دولة إسرائيل". وأضافت: "عشت طفولتي في مدينة الإسكندرية المصرية تعلمت في مدارسها، وصادقت أبناءها وبناتها وترعرعت بينهم وتعلقت بهم لكنني شعرت في بعض الأحيان أنني مختلفة وأن شيئًا ما بالغ ألأهمية ينقصني وهو- من أنا؟ لماذا يمنعني والدي من التعلق بدينٍ ما, كنت أبحث دائما عن انتماء لكي لا أشعر بالاختلاف لن أعرف عن نفسي وعن عائلتي شيء، في مرحلة ما". وتابعت: "كنت اعتقد أنني انتمي لعائلة مسيحية علمانية ومع ذلك لم اسمع في المنزل أي مصطلح بشان الديانات والحضارات، عندما كانوا طلاب صفي يتكلمون عن حضارتهم وأديانهم كنت أتساءل طيلة الوقت عن هويتي وعن حضارتي مع ذلك تربيت على حب واحترام الغير أيًا كان لم أسمع بتاتًا اي كراهية وغضب في المنزل بالرغم ما كنت أسمع وأرى في المدرسة والشارع والتلفاز حول الكراهية الموجهة للشعب اليهودي فعندما كنت أسال جدي ووالدي فلم أتلق إجابة كافية". وقالت: "سألت نفسي، من أنا، لست مسيحية ولست مسلمة، فماذا أكون؟، لم يتأخر الجواب بالوصول؛ فبعد أن قامت مجموعة من أتباع التيار السلفي في مصر باقتحام منزلي وبتهديدنا بالسلاح وبالعصي، بأن علينا مغادرة مصر خلال فترة قصيرة، لأننا عائلة يهودية، هنا تلقيت جزءًا من الجواب ولكن ليس الجواب بأكمله، كنت متأكدة أنهم لصوص لا أكثر، لن أنسى هذا اليوم فهو محفورًا في ذاكرتي، جلست في غرفتي للدراسة للامتحان في موضوع التاريخ وإذا بي اسمع صرخات أمي وخالتي من خلف جدران الغرفة وعند خروجي من الغرفة فوجدتهم يلقون بهما على الأرض ويبحثون عن والدي وعمي ولكن من حسن حظهم لم يكونوا في المنزل، قاموا بالصراخ في المنزل وبكسر كل ما وقع في أيديهم وبالصراخ ب (عيلة اليهود)، لم يخطر في ذهني أنهم يقصدون ذلك وعندما خرجوا قمت بتفقد المنزل وأدركت حينئذ أن هدفهم كان ليس سرقة شيء من بيتنا". وأردفت: "هنا جاءت المفاجأة الكبيرة عند قيام جدي باجتماعنا في أعقاب الحادثة وبقوله إننا يهود وعلينا ترك مصر في أسرع وقت، بالنسبة لي لم أتخيل يومًا أنني ابنة لعائلة يهودية، أولاً لأن والدي لم يذكرا هذا الأمر أمامي في أي يوم من الأيام، وثانيا، لأنني تربيت طوال عمري في المدارس المصرية، ومن هنا، لم تعد المسافة بين الإسكندرية وتل أبيب طويلة كما كانت تبدو؛ فخلال شهر من الحادثة، امتنعنا عن الخروج من المنزل، كما لم اذهب إلى المدرسة، لأننا كنا مهددين . وخلال هذا الشهر أردت زيارة صديقتي المقربة جدا (أمل) وطلبتُ من جدي الخروج وحين سمح لي كنت سعيدة للغاية كانت في مقام شقيقتي فوجئت عندما أقفلت باب المنزل في وجهي بل صدمت، هذا الموقف ولد شعورًا لدي ولدى عائلتي أن مصر كلها أغلقت الباب في وجهي ووجه عائلتي، ومع انهيار آخر حاجز نفسي أصبحت تل أبيب أقرب من الإسكندرية إلى قلبي، ولو أن طريق الرحلة إلى إسرائيل مرّت عبر إسطنبول". وقالت: "بعد أن أنهيت دراسة الثانوية في مدرسة دينية في القدس، قمت بالتجنيد للخدمة العسكرية الإلزامية في وحدة الناطق بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي، أعمل تحت القائد أفيخاي أدرعي, نعم أفيخاي ادرعي تقبلني بحب واحترام وتقدير أعمل معه في مجال مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية، ونشر الأخبار على الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك والتويتر وغيرها". واستطردت: "أنا سعيدة بمهمتي واعتبرها مقدسة لأنها توصل للعالم كله، وللبلدان العربية خاصة، الصورة الحقيقية، والإنسانية، عن جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل، وتساهم في تغيير الصورة النمطية الخاطئة التي يتربى عليها أبناء الدول العربية في المدارس حول إسرائيل وجيشها، نتلقى يوميا المئات من ردود الفعل الإيجابية والمشجعة على ما نكتبه في الصفحات المخصصة لذلك، ومن كل الدول العربية مما يجعلني فخورة بتأثيري على الكثير وإظهار الحقيقة". وأضافت: "نعم كانت هناك فترة مؤلمة في مصر، ولكن هذا لا يعني أنني لا أحن إلى زيارة الإسكندرية ورؤية منزلي وأصحابي وجيراني، ولكن المرة أرغب أن تكون هذه الزيارة بلباسي العسكري الكامل، وللقول إن (إسرائيل ليست دولة سيئة، كل ما نقوم به هو الدفاع عن أنفسنا وعن دولتنا، لا أكثر)". ومضت بقولها: "رسالتي إلى أمل وغيرها من أصحابي في الماضي: الكراهية ليست بطبعي, أنا لا أكرهك بالرغم من أنك أغلقت باب محبتي لك في يوم ما, كوني مختلفة الديانة. أنا أحبك جدًا وأتمنى أن يأتي اليوم الذي تقومي فيه بزيارتي في بيتي في أرض إسرائيل وأن يعم السلام الحقيقي بيننا".