تزف الأخبار للوسط الفكري و الإعلامي , بشرى جديدة بإقدام ( لجنة القصة ) بالمجلس الأعلى للثقافة ( نعم لجنة القصة و ركزوا جيدا في الصفة و طبيعة اللجنة ! ) نبأ ترشيح ( سيد القمني ) , الذي يجري الآن إعادة ( تدويره ) و ( تسويقه ) مجددا بعد فترة كمون في الظل لم تدم طويلا , أقول تزف الأخبار نبأ ترشيح لجنة القصة للقمني لجائزة ( الملك فيصل ) العالمية للفكر و الدراسات الرفيعة ! و يحتاج الأمر _ بعد تلقي النبأ ! _ إلى كثير من التوقف و ترتيب مفردات المشهد السريالي الجديد المعقد في مصر و هو ترتيب يضمن _ حسب الطاقة _ بعد إعادة ترتيب هذه المكونات على طريقة مكعبات ( البازل ) , أن تمنحنا هذه الصورة ( معنى ) ( أي معنى ! ) , أو حتى أن تمنحنا ما يشبه ( المعنى ) ! لنصدق أن في مصر مازالت هنالك بقية من حكمة , أو بقية من خطوات يمكن تصديقها أو تصورها ! و يأخذ الخبر بركابه مجموعة من الأسئلة : ماعلاقة ( سيد القمني ) بالدراسات الإسلامية الموثقة المتحققة بحثيا و منهجيا , و التي يمكن أن تصل بصاحبها إلى عتبة جائزة في حجم جائزة الملك ( فيصل ) العالمية , التي تمنحها السعودية ؟! و ما طبيعة الصلة التي يمكن في الواقع أو في الافتراض النظري , أن تربط بين ( القمني ) و الدولة المانحة : السعودية ؟! و هل إذا رشحت أية جهة مصرية ( القمني ) لجائزة ( فيصل ) يمكن للمملكة أن تتعامل مع هذا الترشيح بروح جاد , أم تعتبره محاولة لطيفة لإدخال روح الدعابة على مشهد مصري / عربي , صبغته الأزمة و هصرته المحنة أو عصرته عصرا فكان لابد من بعض الدعابات الملطفة ؟! و ما علاقة ( سيد القمني ) _ بفرض استحقاقه لجائزة بهذا الحجم ! _ ب ( القصة ) ( لاحظ أن الترشيح جاء من لجنة القصة التي نعرف أن مقررها هوالقاص ( يوسف القعيد )؟! ! و هل كتب القمني في حياته قصة ( ولو حتى للأطفال ! ) تبرر البطولة الكرتونية للجنة القصة في هذا المشهد ؟! ! و ما هي الصفة البحثية الرابطة للجنة القصة لترشح ( أحدا ) لجائزة ( فيصل ) العالمية في الدراسات الرفيعة الجادة ؟! و من هذا ( الشخص ) أو ( التيار ) الذي يصر على سحب ( الدولة المصرية ) إلى منطقة ( الملهاة ) لتصبح ( أضحوكة ) في المنطقة و الإقليم , أو حتى في العالم ؟! و هل يحمل هذا النبأ الذي طيرته وكالات الأنباء , رائحة عمل نمطي تقوم به مؤسسة رصينة , أم رائحة ( مكايدة ) لاذعة متشفية , لا تقل عن مكايدات بعض النسوة في مشاداتهن في الضواحي الشعبية ؟! و هي المكايدة التي وضعت ( مرتضى منصور ) على رأس ( لجنة حقوق الإنسان ) و رجلا في السبعين على رأس ( لجنة الشباب )بالبرلمان الجديد ! و صدرت كثيرا من الأزمات المفتعلة لمصر , دولة و شعبا , بقصد الإغاظة ليس إلا ! و أحاول الآن أن أخمن ما الذي كتبته ( لجنة القصة ) الموقرة ( في حيثيات الترشيح الكبير ! )؟ هل كتبت ( ..د سيد القمني ...) أم كتبت ( ..سيد القمني ..) , دون ألقاب ؟! و هل استطاعت أن تحسم الجدل حول ( دكتوراه ) القمني , و هو الجدل الذي أثرناه لسنوات طويلة , حيث أصر القمني على حيازته لقب ( الدكتوراه ) و رددت , و رد غيري كثيرون , بأن هذا اللقب ( غير مؤكد ) حتى الآن , و رفع حزب المكايدة المبغض لأية صبغة إسلامية للثقافة المصرية , عقيرته _ آنذاك _ بالغلوشة و الضجيج للتغطية على حقيقة اللقب العلمي الذي لم يتثبت منه أحد , بعد أن اكتشفنا أن دكتوراه القمني , كانت بالمراسلة أو التعليم عن بعد من ( جامعة كاليفورنيا الجنوبية )و هي الجامعة التي يظهر اسمها في الشهادة الخاصة بالقمني ! و أوضحنا في هذه الفترة للجميع ما اكتشفناه من أن ( جامعة كاليفورنيا الجنوبية ) هي جامعة وهمية أنشأها ( آل فولر ) الذين تم سجنهم عام 1987 لقيامهم ببيع الدرجات العلمية للراغبين ؟! و من ثم أوضحنا ما استقر في ضمائرنا من أن ( القمني ) توقف عند درجة ( الماجستير ) , و كان ينبغي أن يصحح لعشرات الدوريات و البرامج التليفزيونية , إسرافها المفرط , في استخدام لقب ( د ) قبل اسم ( سيد القمني ) ! و رد علينا ( القمني ) _ آنذاك _ في ( المصري اليوم ) , بأن الدكتوراه الخاصة به , قد جرى الحصول عليها من ( جنوب كاليفورنيا ) لا ( كاليفورنيا الجنوبية ) دون أية توضيحات إضافية ! ( يا للفارق الرهيب ! ! ) و تأكد للجميع أن القمني قد باع لهم الترام في موضوع اللقب العلمي ! و بقطع النظر عن هذا الأمر الخاص باللقب , فما الذي قدمه القمني للمكتبة العربية من ( فكر ) , سوى الاستفزاز المجاني , و اغتيال الرموز دون تبصر , و استباحة الإسلام , رموزا و تاريخا و نصوصا , دون أدنى تأهل لغوي أو منهجي أو جاهزية علمية معتبرة ؟! لقد أخبرنا القمني في كتابه : ( الحزب الهاشمي ) ( وهو الكتاب الذي ادعى حواريوه كذبا أنه قد بيع منه أربعون ألف نسخة ! ) , بأن تاريخ الحركة الدعوية الإسلامية منذ بداياتها المبكرة , لم يكن أكثر من صراع ضخم بين ( الحزب الهاشمي ) و ( الحزب الأموي ) في قيادة القبائل العربية , و أن محمدا ( صلى الله عليه و سلم ) قد انتصر بفكرة ( الوحي ) و ( الرسالة ) لجده ( عبد المطلب ) من بني هاشم , و حسم أمر القيادة للحزب الهاشمي بالضربة القاضية , ليعاود ( الأمويون ) , مجددا , حسم الأمر لصالحهم _ بعد فترة الخلافة الراشدة _ و من ثم فظاهرة الوحي الإسلامي _ بهذا الاعتبار _ لم تكن أكثر من صراع ديوك بين الحزبين الهاشمي و الأموي , و هذا التفسير ( الماركسي ) للتاريخ _ بحسب زعمهم _ لم يستطع أن يفسر لنا لماذا شارك الأمويون بهمة منقطعة النظير في حروب الردة الرهيبة , و لماذا لم يتركوا خصومهم الألداء من الحزب الهاشمي نهبا للقبائل المرتدة و ينتهي الأمر للأبد تاريخيا ؟! و لماذا بادر النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بتكريم ( أبي سفيان ) خصمه من الحزب الأموي بعد الفتح بالتأكيد بأن ( ..من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ..) ؟! و هل يمكن استبعاد فكرة ( العقيدة ) و ( الوحي ) في هذا كله ؟! و يبقى سؤال : هل ترك لنا القمني فكرا يعتد به , فضلا عن أن يرشحه لجوائز عالمية , في كتب على شاكلة : ( النبي إبراهيم و التاريخ المجهول ) (1996) أو ( قصة الخلق ) ( 1999) أو ( أهل الدين و الديمقراطية ) ( 2005) أو ( النبي يوسف و آخر أيام تل العمارنة ) ( 1999) أو ( السؤال الآخر ) ( 1998 ) ؟! و هل قرأت لجنة القصة الموقرة هذه الكتب أو حتى بعضها ؟! و أتحداها في هذا الخصوص و مستعد لمناظرة مقررها أو أعضائها علنا في جدوى أي من هذه الكتب التي لم تحمل شيئا من الثقل العلمي أو القيمة أو حتى أدب التخاطب مع تيقني بأن هذه اللجنة المهلهلة المفتقرة إلى التأهيل لم تقرأ شيئا من هذه الكتب ؟! و هنا يبرز سؤال أرجو أن يتحمله زملائي الأعزاء في لجنة القصة , و هم الزملاء الذين تربطني بهم _ برغم أي خلاف _ وشائج المودة : هل كان ترشيح القمني لجائزة فيصل هو رأي اللجنة أم رأي يوسف القعيد وحده , و هو المعروف بعدائه العميق للفكرة الإسلامية و رموزها في العموم مهما يكن اعتدالهم ؟! و هل يصح أن تخضع اللجنة الموقرة لصولات القعيد و مكايدته القديمة المعروفة لبعض التيارات الإيديولوجية و تتحمل عبء صداقاته و عداواته بهذا الانقياد العجيب ؟! و هل يصح أن تحمل اللجان المفترض أنها ( علمية رصينة ) طابع المكايدة و الرغبة المحمومة في إغاظة تيار بعينه و استفزازه بهذا الروح الإيديولوجي الموتور ؟! و هل من المسلك الأخلاقي مكافأة أي مغامر لمجرد استباحته للإسلام , نصا و تاريخا و رموزا بقطع النظر عن كفاءته و جدارته العلمية ؟! بقي توضيحان ضروريان , فحين زاملت القعيد في ( لجنة القصة ) قبل ثلاث سنوات أيام كان مقررها القاص الراحل ( خيري شلبي ) , و عرض علينا في البريد الدوري الذي تستقبله اللجنة شهريا , أمر ترشيح بعض الشخصيات العامة لجائزة الملك ( فيصل ) العالمية , غضب القعيد و هاج و ماج و استنكر أن ترشح اللجنة أو تتعامل بأي صورة مع هذه ( الجائزة المؤسلمة ) بتعبيره , فما الذي جد هذه الأيام ليتخلى القعيد عن رفضه للجائزة ( المؤسلمة ) ليتعامل معها من جديد و يرشح لها أشخاصا من حيث المبدأ , بقطع النظر عن استحقاقهم , إن كان في المسألة ( مبدأ ) من الأصل ؟! أما التوضيح الضروري الثاني , فيتعلق بالقمني , فحين عرضت علينا إحدى الفضائيات فكرة مناظرة القمني , قبل أربع سنوات , و كان معي الداعية العالمي المعروف المهندس ( فاضل سليمان ) , وافقنا و حذرت ( فاضل ) بأن القمني سيثير الأزمات و يفتعل المشادات _ كعادته ! _ إذا ما أحس بأن بضاعته ستفتضح أو أن الأمور ستفلت من بين يديه إذا تواجه فكره و حجته مع فكر غيره الأقوى و حجته الأنصع , و من ثم سيستفز الآخرين إلى النزاع و المشادات , و كان ما توقعت حيث افتعل مشادة مع فاضل سليمان و رفع عقيرته بجلبة صاخبة و هرول خارج ( الاستوديو ) ليحرر محضرا في القسم لفاضل سليمان , فهل هذه هي مؤهلات المشاغبة المطلوبة للمفكرين الجدد في زمن المكايدة ؟! و هل يصح _ من حيث المبدأ _ أن تخضع دولة في حجم مصر برصيدها الحضاري الضخم , لاستفزازات القعيد أو القمني , أو أن تخضع لفكرة الإغاظة و المكايدة السياسية خصوصا إذا أصبحت هذه المكايدة سمة لحقبة و طابعا بارزا لمرحلة قصمت ظهر الجميع ؟!