إيه ( الهطل ) اللى بيحصل فى التليفزيون المصرى ؟ هذا هو السؤال الذى سأله الكثير من المشاهدين بعدما شاهدوا الحلقة التى قدمتها الفنانة داليا البحيرى فى برنامج " أنا مصر " - مساء الجمعة - والتى استضافت فيها الإعلامية منى خليل رئيس مجلس إدارة جمعية حقوق الحيوان والفنان أحمد فهمي واللذين اصطحبا معهما ( كلبين ) على الهواء . ولم يكن هذا الأمر هو سبب الإستفزاز الوحيد فى الحلقة .. حيث قالت منى خليل إنه يتم تعقيم الكلاب الموجودة لديها في الملجأ الخاص بها، كما أنها وضعت دراسة متكاملة لحماية الكلاب من عمليات القتل العشوائي. بينما قال فهمي إنه سيتلقى كافة التبرعات لإنشاء مبنى متكامل خاص بكلاب الشوارع كما أنه سيقوم بتخصيص قطعة أرض، لإنشاء مكان مخصص لجمع الكلاب. هل تصدقون ياسادة أن التليفزيون المصرى الذى ( يلهف ) أكثر من 12 مليار جنيه سنويا من أموال الشعب الغلبان يخصص حلقة كاملة لتبنى حملة لإنقاذ الكلاب الضالة فى الشوارع ؟ وهل قيادات ماسبيرو الفاسدة والفاشلة لم يلفت نظرها أن هناك مئات الآلاف من الأطفال العرايا والجوعى فى شوارع مصر ولم يفكر أحدهم فى القيام بحملة مماثلة لهؤلاء الأبرياء الصغار ؟ وهل وصل بنا الحال لدرجة أن نطلب مساواة الأطفال بالكلاب الضالة ؟ .. ( ملحوظة .. لأننى أعلم أن ثقافة هؤلاء القيادات محدودة فإننى أكشف لهم أن منظمة اليونيسيف أعلنت أن عدد أطفال الشوارع في مصر يتراوح ما بين600 و800 ألف, كما أن خبراء الاجتماع يشيرون إلي أن العدد تجاوز المليون وفي تزايد مستمر !!! ) .
فى هذا السياق أطالب بمحاكمة قيادات ماسبيرو وفى مقدمتهم عصام الأمير رئيس الإتحاد ومجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون بتهمة الغباء السياسى والقانونى .. حيث أن القانون رقم 13 لسنة 1979 في شان اتحاد الإذاعة والتليفزيون وتعديلاته بالقانون رقم 223 لسنة 1989 لم يتضمن أى تكليف للإتحاد بمناقشة مثل هذه القضايا " الكلابية " , بل تضمن أهدافا عديدة كلها تؤكد على دور ماسبيرو فى الإهتمام بالشعب وقضايا وليس بالكلاب ومشاكلهم ومن بين هذه النصوص التى وردت بالقانون :
1- أداء الخدمة الإذاعية المسموعة والمرئية بالكفاءة المطلوبة ، وضمان توجيهها لخدمة الشعب والمصلحة القومية وفى إطار القيم والتقاليد الأصيلة للشعب المصري وفقا للمبادئ العامة التي نص عليها الدستور . 2- العمل على نشر الثقافة ، وتضمين البرامج الجوانب التعليمية والحضارية والإنسانية وفقا للرؤية المصرية والعربية والعالمية الرفيعة لخدمة كافة فئات الشعب وتكريس برامج خاصة للطفولة والشباب والمراه والعمال والفلاحين ، إسهاما في بناء الإنسان حضاريا وعملا على تماسك الأسرة . 3- الإسهام في التعبير عن مطالب جماهير الشعب ومشكلاته اليومية وطرح القضايا العامة مع إتاحة الفرصة لبيان مختلف الآراء في شانها بما فيها الاتجاهات الحزبية وعرض الجهود المبذولة لعلاجها عرضا موضوعيا .
4- تنمية المناخ الملائم لتشجيع الملكات الخلاقة والطاقات المبدعة لإفراد الشعب وإظهار وتشجيع المواهب الجديدة . هذه هى نصوص القانون المطبق حالياً فى ماسبيرو وتدعى القيادات زوراً وبهتاناً أنهم يحترمون هذا القانون ويطبقونه ؟ .
ياقيادات ماسبيرو : أتمنى أن يكون (عندكم دم ) وتشعروا بأوجاع الناس وتقوموا بحملات لتقديم خدمات للمواطنين البسطاء الذين تتاجرون بهم أنتم وكل المسئولين فى الحكومة , وبدلاً من أن تتبنوا حملات لإنقاذ الكلاب – وربما قريبا القطط الضالة والحمير المشردة !!!! , ياليتكم تكونوا على قدر المسئولية وتعرفوا حجم المأساة التى يعيشها الفقراء فى مصر والتى كشفها تقرير رسمى – أكرر رسمى – صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء والذى كشف فى عام 2015 عن نسبة المصريين تحت خط الفقر ، والتى بلغت 26.3% من السكان، مما يعني أن أكثر من ربع المصريين دون خط الفقر، وهو الأمر الذي يوضح المعاناة والمأساة التي يعيشها المواطن البسيط في حياته اليومية، و أظهر التقرير الرسمى الذى صدر بعنوان “بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك” استمرار ارتفاع نسبة الفقر بمصر كل عام عن سابقه . هكذا يدار ماسبيرو بتلك العقليات المتخلفة والسياسات العفنة , وللأسف ما تزال هناك شخصيات وجهات عليا تساند هؤلاء الفاسدين والفشلة رغم أن النتيجة المؤكدة لإستمرار بقائهم إهدار المزيد من المليارات سنويا إلى جانب زيادة معدلات الفشل والتخلف لقنوات التليفزيون المصرى .