أكدت شبكة بلومبرج الأمريكية أن موسكو تواجه شبح أطول ركود في 20 عاما، حيث انكمش الناتج الإجمالي المحلي الروسي للمرة الأولى منذ يونيو الماضي. وأضافت الشبكة الأمريكية، فى تقرير صحفى لديها، أن عمليات البيع الجديدة المكثفة للنفط بسعر زهيد تهدد بامتداد الركود إلى عام آخر، حيث سيكون الركود الأطول الذي تواجهه موسكو خلال العقدين الأخيرين. ورجحت بلومبرج أنه في حالة استمرار تقلص أسعار النفط سيواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحديا، الذي قال هذا الشهر إن بلاده وضعت أسوأ أزمة اقتصادية وراءها. وأضافت الشبكة في تقريرها أيضًا، أن الاقتصاد الروسي انكمش للمرة الأولى في 5 أشهر، حيث تأثر الاستهلاك والناتج الصناعي بانحدار أسعار النفط، وهو ما يعكس المخاطر التي تهدد تعافي موسكو من ركودها الاقتصادي، على حد وصف الشبكة الأمريكية. وأوضحت بلومبرج أن الناتج الإجمالي المحلي تراجع بنسبة 0.3% في نوفمبر، على أساس الموسم الحالي، بعد أن كان قد اكتسب 0.1% في أكتوبر، و0.3% في سبتمبر، وفقا لما أعلنته وزارة الاقتصاد الروسية على موقعها الرسمي، فيما انخفض بنسبة 4% مقارنة بذات الشهر من العام المنصرم. ونقلت الشبكة الأمريكية عن أنرديه كلاباتش مساعد وزير الاقتصاد الروسي السابق و كبير الاقتصاديين في مصرف "Vnesheconombank" قوله: "مخاطر حدوث انحدار أكثر عمقا اشتدت قوتها". واعتبر كلاباتش أن مواصلة النفط انخفاضه، والتوترات التي تتزايد سوءا على الصعيد الجيوسياسي ستؤدي إلى ثبات الاتجاه السلبي، ويفرض تراجعا في توقعات العام المقبل. ويتوقع كلاباتش أن ينهي خام برنت عام 2015 بمتوسط سعر هو الأقل في 11 عاما، بعد قرار منظمة "أوبك" التخلي عن وقع سقف للإنتاج ليضر ذلك روسيا من خلال تآكل إيرادات الموازنة، وتقويض الروبل، وتأجيج التضخم. وتابعت الشبكة الأمريكية أن "البورصة الروسية في طريقها لأول خسارة شهرية منذ سبتمبر الماضي، جراء التوقعات الاقتصادية الباهتة". ومن جانبه، قال وزير المالية الروسي السابق أليكسي كودرين في مقابلة مع وكالة انترفاكس: "إذا استمر سعر النفط على المستوى الحالي لمدة نصف عام أو عام، سيمتد التراجع الاقتصادي، لا نستطيع القول إن ذروة المشاكل قد ذهبت بلا رجعة".