رأى الدكتور أشرف عبدالغفار، القيادي البارز ب "الإخوان المسلمين"، أن الحل للأزمة التي تشهدها الجماعة تتمثل في تنحية القيادات القدامى عن المشهد، قائلاً: "من يقدم المصلحة العامة علي الخاصة يبادر بذلك دون طلب". وردًا على ما يتردد حول تدخل قيادات تركيا كوسيط لحل الأزمة، قال عبدالغفار ل"المصريون": "لا أظن ذلك وقد حاول كثيرون ولكن التحجر و التكلس أصاب عقول القيادات التاريخية إلا من رحم الله"، مضيفًا: "للأسف الجميع أدرك ذلك". ودخلت أزمة الإخوان أسبوعها الثاني وهي تعد الأزمة الثالثة من نوعها خلال عام بعد أزمتي مايو وأغسطس، حيث شهدت الأزمة الثالثة بيانات متصاعدة تتحدث عن أزمة في إدارة التنظيم الأكبر في مصر، والذي تأسس عام 1928، حيث أعلن مكتب "الإخوان المسلمين" في لندن إقالة "محمد منتصر" من منصبه كمتحدث إعلامي باسم الجماعة، وهو ما نفاه الأخير. وانقسمت الجماعة على إثر ذلك لفريقين الأول يضم محمود عزت نائب المرشد والقائم فعلياً بعمل المرشد بتعليمات من محمد بديع مرشد عام الجماعة المحبوس حالياً على ذمة عدة قضايا، ومعه محمود حسين أمين عام الجماعة ويعاونهما محمد عبد الرحمن المسؤول عن الجماعة في الخارج. أما الثاني فيتزعمه عضو مكتب الإرشاد محمد كمال الذي يعتبره الشباب بمثابة المرشد حالياً في مصر، وتعاونه مجموعة كبيرة من الشباب وقيادات الصف الثاني، ويتولى مسؤولية التنسيق الإعلامي لهم محمد منتصر المتحدث السابق باسم الجماعة. وفي محاولة لتدارك هذه الأزمة طرح عدد من قيادات الإخوان عدة مبادرات منها مبادرة الدكتور جمال حشمت القيادي البارز بالجماعة، وعضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان، ودعوته للشيخ القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للبحث عن حلول للأزمة. كما أطلق القيادي الإسلامي البارز بمصر إبراهيم الزعفراني، فور وقوع الأزمة مبادرة نصها جلوس قيادات التنظيم العالمى(هيئة تنفيذية) للإخوان المسلمين ، وكل قيادات الإخوان المسلمين وقيادات الجماعات الإسلامية فى الأقطار العربية والإسلامية، ورئيس وأعضاء الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، والشيخ يوسف القرضاوى، و يوسف ندا (مفوض العلاقات الدولية السابق بالجماعة) و كمال الدين إحسان أغلو(أمين عام منظمة التعاون للدول الإسلامية الأسبق)، وراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية بالتوسط العاجل بين القيادات الاخوانية المصرية لرأب الصدع الذى حدث بينهم" على مائدة حوار لوضع رؤية لتدارك المشكلة. وطرح 44 نائبا سابقا عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين مبادرة لحل أزمة الصراع الذي تشهده الجماعة بين ما يعرف ب"القيادة الشبابية " والقيادات التاريخية" على إدارة الجماعة. ودعا النواب إلى ضرورة الإسراع برأب الصدع، والتعجيل بتشكيل هيئات شورية لكل المستويات الإدارية، إضافة إلى سرعة الانتهاء من اعتماد رؤية استراتيجية تتسق مع ما أسموه بالثورة، وكذلك ضمان تمثيل مناسب للشباب والمرأة في كافة المستويات. كما دعوا إلى استبعاد كل من أمضى في موقعه دورة انتخابية ، وسرعة إجراء انتخابات جميع فروع الرابطة التي تجاوز مسئولوها 4سنوات، وعلى ضرورة إجراء انتخابات تشمل مجلس شورى ومكتب إرشاد، ومجلس رابطة جديد، ومكتب خارج جدد. وأشار النواب إلى أنهم تقدموا بهذه المبادرة منذ 40 يوما للجنة الإدارة العليا دون أن يتخذ فيها قرار وهو ما دعاهم لنشرها إعلاميا.