حذر الدكتور مصطفى الفقى مساعد وزير الخارجية الأسبق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية الأسبق بمجلس الشعب من خطورة استمرار بناء إثيوبيا لسد النهضة والذي وصفه بالمشروع السياسي الكيدى، وقال: للأسف هناك دول داعمة ومساندة لبناء هذا السد ومنها دولة إسرائيل التي لا تريد خيرا لمصر وتقوم بالبخ في أذن الإثيوبيين.. ماذا قدمت لكم مصر؟ وأين أنتم من ثروات البترول وأنتم الآن تمتلكون ثروة تزيد عن البترول ومنحة قادمة من السماء وهى المياه؟ وقال الفقى خلال كلمته بمحاضرة ضمن فعاليات البرنامج التدريبى الذي تنظمه الأمانة العامة بمجلس النواب: للأسف مصر أهملت ملف سد النهضة سنوات طويلة ولم تتحرك. وقال في رده على سؤال للنائب اللواء عصام أبو المجد، إننا وصلنا للأسف إلى مرحلة الخطورة حول سد النهضة، وقال: لا يجب أن تكون المفاوضات المصرية بهذه الطريقة وأن نعطى للجانب الإثيوبى رسائل أننا قبلنا الأمر الواقع واستخدام نهر الكونغو رغم أن منسوب المياه الخاصبة لا تتناسب معنا نهائيا، وقال يجب على المفاوض المصري أن يعلم أن لدينا حقوقا ولدينا دوافع قانونية. وانتقد الفقى التحركات الفردية التي يقوم بها بعض الأفراد والتي تضعف الموقف المصري، ومنها الدبلوماسية الشعبية التي قام بها مجموعة من الأفراد "معاهم شوية فلوس"، وقال الفقى: ما أعرفه عن الدبلوماسية الشعبية هي (الرلمان). وقال الفقى إن الاتفاق الثلاثى الذي وقعناه مع أثيوبيا قد أضعف أيضًا موقفنا وأعطى إثيوبيا الاستمرار فى بناء السد، ولكنه في نفس الوقت أعطانا الحق في مطالبتنا بحصتنا التاريخية في مياه النيل. وقال الفقى في محاضرته للنواب: علينا ألا نعول على المحكمة الدولية، لأنها لا تقبل الدعاوى إلا بموافقة الطرفين مصر وإثيوبيا والأخيرة سوف ترفض، وقال علينا أن نتحرك وأن يكون لنواب البرلمان دور محورى ومؤثر والضغط على الحكومة وانتقادها بشدة مع بداية جلسات البرلمان كما تفعل الدول الأخرى من خلال توزيع الأدوار مثل إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية باستخدام الكنيست والكونجرس، وقال علينا أن نعلم أن مصر مستهدفة خارجيا وأن هناك غيرة منها سواء من دول عربية وأجنبية. وقال علينا التحرك أيضًا في اتجاه السودان التي تريد أن تفك منا بأى شكل مدللا على ذلك بمساندتها إثيوبيا وقيامها بإثارة موضوع حلايب وشلاتين رغم أنها أرض مصرية وإثارة قضية السودانى الذي ضرب في أحد الأقسام، وقال: للأسف ناس عايزة (تخنق مصر). وقال الفقى: يجب أن يكون المفاوض المصري في هذه القضية على قدر من المسؤولية مثل الرئيس عبد الفتاح السيسى الذي يحمل على عاتقه هذه القضية، مدللا على ذلك بذهابه إلى البرلمان الإثيوبى ومخاطبة نوابه بأنه جاء إليهم من أجل التعاون بين البلدين وليس من أجل العداء. وقال الفقى إنه منذ محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك في أديس أبابا وتم العزوف عن حضور مؤتمرات القمة الأفريقية، ما أدى إلى قطع التواصل بين الأفارقة والمصريين، وهو ما أدى إلى أزمة سد النهضة الحالية. وأضاف أن حضور الرئيس في المؤتمرات الأفريقية له مردود إيجابى، حيث يقابل على هامش المؤتمر فقط 50 من رؤساء الدول وما حدث أيضًا تركنا المؤتمرات الأفريقية للوزراء ودورهم ضعيف عن دور رئيس الدولة. وتابع أن الحديث الذي أذيع على القنوات الفضائية للرئيس المعزول محمد مرسي مع قيادات الدولة المصرية لمناقشة أزمة سد النهضة بإثيوبيا أضر مصر ضررا بالغا، لأنه حرق أوراقا كثيرة التي من الممكن التعامل بها مع الأزمة. وأضاف "الفقى" خلال المحاضرة التي يلقيها للنواب الفائزين في المرحلة الثانية بمجلس النواب، أنه إذا كانت إذاعة للحوار عن عمد فهذه جريمة وإن كانت غير متعمدة فهى جريمة أكبر. وأوضح: هل يعقل أن نتحدث عن ضرب السد بالطائرات أو إثارة القبائل؟ وحول القضية المثارة حول اختيار رئيس مجلس النواب من المعينين أو المنتخبين، قال الفقى إن البرلمان الدولى لا يعترف إلا بالبرلمانات المنتخبة، وقال إن النائب المعين والمنتخب يتساوون قانونيا لكنهم لا يتساوون سياسيا، وقال إنه يرى أن يكون رئيس مجلس النواب من المنتخبين، مشيرا إلى أن البرلمان يحظى بالعديد من القامات والدرجات العلمية والأكاديمية والخبرات الدستورية والقانونية والبرلمانية، واصفا البرلمان الحالى بتشكيلته بأنه من أفضل البرلمانات المصرية التي جاءت على مر التاريخ، وقال إن البرلمان تعول عليه الدول الديمقراطية لخدمة سياستها الخارجية، حيث يقول النواب ما لا تستطيع أن تقوله الحكومات.