قالت تركيا إنها لن تعتذر لأحد على حماية حدودها، في إشارة إلى إسقاط مقاتلة روسية تقول أنقرة إنها انتهكت أجواءها، حسب وكالة «الأناضول» للأنباء التركية الرسمية. وقال رئيس الوزراء التركي، «أحمد داود أوغلو»: «لا ينتظر أحد من تركيا تقديم اعتذار، نحن لن نقدم اعتذارًا لأحد على حماية حدودنا، ونقدم الحساب فقط أمام شعبنا العزيز الذي منحنا المشروعية، في انتخابات نوفمبر الماضي». وأضاف في كلمة ألقاها الجمعة أمام الأكاديمية الدبلوماسية في العاصمة الأذرية باكو: «نحن استخدمنا حقنا المشروع في الدفاع عن النفس في مواجهة طائرة مجهولة الهوية، انتهكت مجالنا الجوي، وطبقنا قواعد الاشتباك المعروفة من قبل الجميع، ولا يمكن لأحد أن يلقي باللوم علينا لفعل ذلك». كما دعا وزير الخارجية التركي روسيا إلى الحوار من أجل فض الخلاف حول إسقاط المقاتلة. وقال: «أقول للرئيس الروسي وجميع المسئولين الروس: تعالوا لنتحدث وجها لوجه» وتابع: «أدعوهم لعدم اللجوء إلى استخدام حملات إعلامية تذكّر بحقبة الحرب الباردة، والترويج لمزاعم من قبيل أن تركيا تدعم تنظيم داعش (الدولة الإسلامية)، إذا كانت هذه المزاعم صحيحة، فلماذا لم تطرح قبل 15 يومًا من الآن؟». وأكد «داود أوغلو» أنه «لا توجد مشكلة بين الشعبين التركي والروسي اللذين قاما معا بتشكيل تاريخ أوروبا وآسيا».
وقال: «الشعب الروسي شعب أبيّ نحترمه، وعلى الجميع أن يعلم أن الشعب التركي أيضًا شعب أبيّ وينتظر احترامًا متبادلاً من الشعوب التي يحترمها». وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز «إف-16» أسقطتا مقاتلة روسية من طراز«سوخوي-24»، الشهر الماضي، لدى انتهاكها المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا)، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق، وذلك بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً، قبل أن تسقطها. لكن روسيا تصر على أن مقاتلتها لم تخترق المجال الجوي التركي. وفي أعقاب ذلك، تصاعد التوتر بين البلدين؛ حيث طلبت موسكو من أنقرة الاعتذار عن الواقعة، وهو ما رفضته الأخيرة. ويمثل إسقاط المقاتلة الروسية من جانب سلاح الجو التركي إحدى أخطر المواجهات المعلنة بين بلد عضو في حلف شمال الأطلسي وروسيا منذ أكثر من نصف قرن.