الدكتور على عبد النبي: أول محطة نووية سيتم تسليمها عام 2022 وآخر محطة عام 2026 الضبعة سيوفر 4000 ميجا وات للطاقة الكهربائية فى مصر اللوبى الصهيونى يحاول تعطيل مشروع رجال الأعمال لن يساهموا فى تمويل مفاعل الضبعة المفاعل سيصنع بأيد مصرية.. ودور الخبراء الروس سيكون التدريب فقط لمدة عام
"المفاعل النووى بالضبعة، سيصنع بأيد مصرية، ودور العمال والخبراء الروس سيكون التدريب فقط لمدة عام، وبالنسبة لقسمى الصيانة والتشغيل ستوفر الدولة لهم منحة لمدة عامين فى روسيا، لكل فرد مليون جنية تقريبًا، للحصول على شهادة دولية ليكون مؤهلا للعمل داخل المفاعل" هكذا أكد الدكتور على عبد النبى نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق فى حواره مع "المصريون" وأكد عبد النبي، أن الجيش سيتولى تأمين المفاعل النووى بالضبعة من الخارج والتأمين الداخلى سيقع على عاتق الشرطة المصرية. وإلى نص الحوار.. *فى البداية على الرغم من اشتعال أزمة الطائرة الروسية اختارت مصر روسيا كشريك لها فى تصنيع المفاعل النووى بالضبعة.. كيف ترى تلك المفارقة الغريبة؟ **على مر التاريخ مصر تربطها علاقات قوية بروسيا فعندما قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بناء السد العالى استعان بروسيا، كما إن أول مفاعل كهرباء فى سنة 1950 كان روسيًا وهناك 15 مفاعلا من نفس النوع فى روسيا، أما بخصوص أزمة الطائرة الروسية فهى مقتصرة على السياحة فقط ومع مرور فترة قصيرة ستعود الرحلات الجوية بين البلدين لأن بوتين حليف قوى لمصر وأكبر دليل على ذلك توقيع الاتفاقية، فالأمور كانت ستطور للأسوأ لو كانت تلك الأزمة حدثت مع دولة مثل أمريكا. *بالمقارنة بالسعر المتفق عليه فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك ينظر البعض إلى السعر المتفق عليه حاليًا بخصوص إنشاء محطة الضبعة النووية على أنه مبالغ فيه.. فما تعليقك؟ **السعر المتفق عليه حاليًا فى إطار الأسعار العالمية، ومن الظلم مقارنته بالسعر المتفق عليه فى عهد مبارك لأن أسعار المحطات النووية ترتفع على مر الزمان. *الرئيس عبد الفتاح السيسى صرح خلال توقيع العقد مع الجانب الروسى بأن ميزانية الدولة لا تتحمل تكاليف المفاعل.. ما مصادر تمويله.. وهل سيشارك رجال الأعمال فى التمويل؟ **روسيا قدمت قرضًا لمصر ب 17 مليار جنيه وسيتم تصنيع المفاعل داخل مصانع مصرية، ويتم تسديد قيمة القرض من إنتاج الكهرباء وفرق سعر الوقود. أما رجال الأعمال فلن يساهموا فى تمويل المفاعل والجيش هو المسئول الأول عن التمويل. *ما المدة المحددة للانتهاء من المفاعل؟ **طبقا للخطة الموضوعة تبدأ صناعة أول محطة فى عام 2016 وتسلم عام 2022 وآخر محطة يتم تسليمها عام 2026. *وكيف سيتم تأمين المفاعل؟ **سيتولى الجيش تأمين المفاعل من الخارج والتأمين الداخلى سيقع على عاتق الشرطة. *هل إعلان مكان المفاعل يعرضه للخطر؟ ** أولاً لا يوجد فى تاريخ الطاقة النووية دولة هاجمت المفاعلات السلمية, كما أن الدولة حصنت المفاعل بشديدات أمنية على أعلى مستوي، ثانيًا لن تصل خطورة المفاعل لخطورة السد العالى ففى حالة انفجار المفاعل سيموت ألف أو ألفين أما فى حالة تدمير السد العالى ستدمر العديد من الدول المجاورة، ومع ذلك مكان السد العالى معلوم للجميع. *هل هناك مخاوف من تكرار مأساة مفاعل "تشرنوبيل" باعتبار أن روسيا المصنع لمفاعل الضبعة؟ **لا يوجد وجه شبه بين مفاعل الضبعة ومفاعل تشرنوبيل, فمفاعل تشرنوبيل من الجيل الأول أما مفاعل الضبعة فمن الجيل الثالث، كما أن السبب وراء انفجار مفاعل تشرنوبيل إهمال روسيا وجهلها بالتعامل مع المفاعلات النووية فى ذلك الوقت, حيث قامت بتشغيل المفاعل فى فترة توقفه، كما أنه لتجنب الحوادث التى حدثت فى مجال الطاقة النووية تم تشكيل وعاء حاوى يتحمل سقوط طائرة، وهذا الوعاء الحاوى من نظم الأمان الغربية بالإضافة إلى طبقتين من خرسانة. *ما وجه استفادة مصر من مفاعل الضبعة؟ **أولاً المحطة الواحدة ستوفر 1200 ميجا وات من الطاقة الكهربائية وهناك 4 محطات داخل المفاعل أى أن إجمالى الطاقة الكهربائية سيكون 4000 ميجا وات، كما ستوفر 360 دولاًر سنويًا، والأهم من ذلك أن المشروع سيرتقى بمكانة مصر الخارجية حيث ستصبح من الدول المصدرة للطاقة النووية. *ما معايير الأمان لمفاعل الضبعة فى ظل التغييرات المناخية المفاجأة؟ **الطاقة النووية طاقة مدمرة ولكن العقل البشرى تمكن من ترويضها، فإذا تم اتباع الأساليب العلمية السليمة طبقًا للمعايير الدولية ومعايير الجودة لن يتأثر المفاعل بأى سيول مهما كانت قوتها، فالتعامل مع التكنولوجيا النووية يحتاج لتعامل خاص بمعايير خاصة، كما أنها تخضع لرقابة دولية فلا مجال هنا للإهمال. فإسرائيل تملك 200 مفاعل نووى وتعرضت للعديد من السيول ولكن المفاعلات لم تتأثر بشىء. *وبالنسبة للعمالة المصنعة للمفاعل الضبعة ..هل ستكون مصرية أم روسية؟ **المفاعل سيصنع بأيد مصرية، ودور العمال والخبراء الروس سيكون التدريب فقط لمدة عام، وبالنسبة لقسمى الصيانة والتشغيل ستوفر الدولة لهم منحة لمدة عامين فى روسيا، لكل فرد مليون جنيه تقريبا، للحصول على شهادة دولية ليكون مؤهلا للعمل داخل المفاعل، وسنظل على تواصل مع الخبراء الروس فى حالة حدوث أى ظرف طارئ. *هل ستؤثر الضغوط الخارجية على المشروع؟ هناك بالفعل ضغوط دولية لمنع المشروع، فاللوبى الصهيونى ويندرج تحته أمريكا لن يهدأ حتى يتوقف المشروع عن العمل فهو لا يريد لمصر أن تكون دولة مصنعة بل يريدها غارقة فى التخلف، وأقرب مثال لذلك رفض أمريكا الدخول فى المناقصة الخاصة بالمفاعل، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى يملك من الإرادة وقوة الشخصية ما يمكنه من استكمال المفاعل والمرور به من مرحلة الخطر الغربى تمامًا كما مر عبد الناصر بالسد من الخطر الغربي، كما أن وقوف روسيا بجانب مصر سهل عليها العديد من الأمور وأصبح كدرع حماية أمام الخطر الصهيوني. * ما سبب الحقيقى وراء تأجيل المشروع حتى الآن؟ **كان من المقرر إن ينشىء الرئيس جمال عبد الناصر المفاعل النووى عقب انتهائه من بناء السد العالى ولكنه انشغل فى حروب اليمن وحرب 67، وللأسف الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك كان يميل لتجنب المشاكل مع إسرائيل وأمريكا وكان يخضع لهم فى الكثير من الأمور، الوحيد الذى كان باستطاعته استكمال المشروع الرئيس محمد أنور السادات ولكنه قتل. *هل معنى ذلك أن السيسى معرض للخطر؟ **الأمور هنا تختلف فشخصية السيسى تختلف عن رؤساء مصر السابقين فهناك بعض الرؤساء المصريين كانوا تابعين لأمريكا أما الرئيس عبد الفتاح السيسى فواضح من سياسته الخارجية منذ توليه الحكم أنه لا يخضع لأمريكا ولذلك هو بمنأى عن الخطر.