من عجائب الدهر أن تجد كاتبا صاحب فكر وقلم ورؤية ووجهة نظر يفترض أن تُسهم فى رقى المجتمع وقيادة الرأى العام.. تجده «يُسَّفه» و«يُتَّفه» مسألة الاعتداء الجسدى على مواطن مِنْ قِبل مَن يُفترض أنه يحميه! حقيقة قرأت لأصدقاء فى الصحف وسمعت لزملاء فى الفضائيات ما يطير العقل ويذهب بالألباب فى الدفاع عن حوادث اعتداء جسدى تصل لحد التعذيب المفضى الى الموت والتى قام بها ضباط شرطة - يعدون على أصابع اليد الواحدة - بعضهم سارع الى نظرية المؤامرة وأن الكتائب الإلكترونية للاخوان وراء «تكثيف» أخبار التعذيب. .. وبعضهم أكد أن مفتاح اللغز يكمن فى «التويته» السحرية للبرادعى والتى قال فيها: «فى ظل التعذيب والاختفاء القسرى.. مفهوم دولة القانون (عبث)». .. وآخرون أكدوا أن العدد القليل لحوادث «التعذيب» موجود فى كل بلاد الدنيا،.. ومنهم من ذكّرَ القراء والمشاهدين بالتضحيات الجسام التى يقدمها أبناؤنا وإخوتنا منتسبو جهاز الشرطة فى سبيل تحقيق الأمن للمواطنين، ومكافحة الإرهاب. قلة قليلة تمسكت بالحق، وثلة فقط استطاعت أن تقول ما ينبغى أن يقال: انتبهوا أيها السادة فالأمر جد خطير، وانتهاك حرمة أجساد المصريين وتلفيق الاتهامات والتعذيب و«الاستضافة» فى أقسام الشرطة ومعسكرات الأمن تتزايد وأحاديثها يسير بها الركبان، ولا تنسوا أن ثورة يناير فجر غضبها مقتل شاب يدعى خالد سعيد، اتهمه الأمن بالاتجار فى المخدرات، تماما كما اتهم ضابط الإسماعيلية مدير الصيدلية بأنه يبيع «الترامادول»، وفى الحالتين، فإن من يحدد العقوبة بعد ثبوت الجرم، ويأمر بالتنفيذ هو القاضى وليس الضابط! ..وأيضا فى الحالتين وغيرهما لا يجوز وقوع أى اعتداء جسدى على متهم، مع عظيم تقديرنا، وخالص عرفاننا بالتضحيات العظيمة التى يقدمها أغلب رجال الشرطة. ومع اقتراب 25 يناير تتعالى الأصوات بضرورة استغلال المناسبة لتذكير جهاز الشرطة بما كان، وهو أمر غير محمود على الإطلاق، فالمطلوب ليس «كسر» جهاز الشرطة، بل التأكد من «تغيير» وتصحيح مفاهيم وعقائد أعضاء هذا الجهاز المهم، وعدم السماح بأن يدفع الشرفاء فيه ثمن جرائم الفاسدين، وقد كان ثمناً باهظاً، ومكلفاً جداً.. لا يود عاقل تكراره، خاصة مع ما تمر به مصر من ظروف. ورسالة واضحة من مواطن مخلص إلى وزير الداخلية: مصر إحدى الدول الموقعة على اتفاقية مكافحة «الاختفاء القسرى» المكونة من 45 مادة، وعليك أن تؤكد على رجالك ضرورة «تقنين» إجراءاتهم، والابتعاد عن التجاوزات والانتهاكات حتى لا نعطى خنجراً مسموماً لمن يود طعن مصر، وأذكرك بأن الناس كانت تهتف ضد العادلى أكثر مما هتفت ضد مبارك!.. شعارها كان «عيش حرية - كرامة إنسانية»، لو كنت نسيت!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
Twitter: @hossamfathy66 Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.