فراج إسماعيل اجتزنا مأزق مباريات الافتتاح ومفاجآتها وفزنا على ليبيا بثلاثة أهداف نظيفة جميعها من كرات ثابتة، لكننا لم نستطيع اجتياز الخوف والقلق، فمستوى لاعبينا غير مطمئن، يشعرونك بأنهم مجهدون، تحركاتهم بطيئة، تمريراتهم غير دقيقة خاصة العرضية منها، اسماء مهمة من نجومنا لم تقدم ربع مستواها المعروف! ورغم ذلك نشكر حسن شحاتة الذي تراجع عن عناده السابق ولم يلعب بطريقة 4/4/2 التي ثبت من المباريات التجريبية التي خضناها أنها ستكون وبالا علينا لأن لاعبينا وخاصة المساكين يفتقدون مقومات هذه الطريقة ومؤهلاتها. لقد قلنا سابقا إن اللعب بدون ليبرو مغامرة غير محسوبة خاصة أن أي فريق من الأسماك الأفريقية الكبيرة لو أحرز هدفا في مرمانا فمن الصعب تعويضه، لا سيما أننا نلحظ هبوطا كبيرا في مستوى عمرو زكي بدأ في المباراة التجريبية الأخيرة أمام جنوب أفريقيا وقد وصل هذا الهبوط إلى أعلى مستوى له في مباراتنا أمس امام ليبيا! اعتقد أن طريقة 3/5/2 المرنة القابلة للتغيير أثناء المباراة وهي التي لعب بها مباراة الافتتاح هي الطريقة الملائمة لسرعة لاعبينا ولياقتهم غير العالية، ومع هذا فقد هددنا الفريق الليبي جديا خلال الربع ساعة التي ظهر فيها، وضرب مدافعونا لخمة في كرة ذهبت بسهولة شديدة لأحد لاعبيهم وهي التي انقذها عصام الحضري ببراعة من الزاوية الضيقة. ماذا لو تكررت هذه الفرصة أمام لاعب من المغرب أو كوت ديفوار؟.. علينا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال، وعلى حسن شحاتة أن يعالج سريعا هذه اللخمة وعدم التركيز الذي يضرب لاعبينا في الكرات المرتدة السريعة. عمرو زكي لعب أسوأ مبارياته رغم تسببه في ضربة الجزاء التي جاء منها الهدف الثالث، لقد كان يلعب على الأطراف بطريقة عطلت محمد بركات عن غزواته العنترية الشهيرة. ولم يكن محمد شوقي على المستوى المطلوب في لاعب الارتكاز، وبدا متأثرا من الاصابة، أما أحمد حسن فقد أحرز الهدف الثالث من البنالتي الضائع من ميدو بحسن توقعه وخبرته الكبيرة، لكنه قدم مباراة سيئة، رأيناه طوال المباراة يلف ويدور بالكرة ويمرر ببطء شديد فيعطل هجمة مرتدة سريعة! في رأيي ان ابو تريكة لعب مباراة جيدة وأحرز هدفا رائعا من جملة تكتكية غاية في المهارة مع ميدو الذي تحرك هو الآخر كثيرا وكان يسحب معه لاعبين من ليبيا، لكن عمرو زكي لم يكن في المستوى الذي يجعله يستغل هذا الفراغ في الدفاع الليبي! تأخر نزول طارق السيد كثيرا، فقد توقعنا نزوله مع بداية الشوط الثاني لضرب مصيدة التسلل التي لجأ اليها الفريق الليبي في الربع الأخير من الشوط الأول، لكن جهازنا الفني لا يزال يشعرنا أنه يتفرج مثلنا وينتظر الحلول العبقرية من اللاعبين! مستوى مهاجمينا في مباراة الافتتاح ما عدا ميدو يجعلني أكرر ان شحاتة اخطأ كثيرا باستبعاد بلال فقد خسر مهاجما نهازا للفرص متحركا، ثم كانت صدمته شديدة بخروج اسامة حسني الذي اختاره على حساب بلال، وأخيرا صدم بخروج حسني عبد ربه ايضا ليأتي بدلا منه معتز اينو الذي كان بعيدا عن جو المباريات فترة طويلة! ندعو الله ألا يدفع حسن شحاتة وبالتالي منتخبنا ثمن هذه العشوائية في الاختيار، وان تكون مباراة الافتتاح التي كسبنا فيها بثلاثة أهداف من ضربات ثابتة، مجرد مباراة طبيعية لمباراة افتتاح يكتنفها القلق والخوف من المفاجآت خصوصا بعد التهديدات التي اطلقها مدرب الفريق الليبي الكرواتي العجوز والتي لابد انها هزت حسن شحاتة فخاف من عواقبها! نريد أن نصبر أنفسنا بأن جهازنا الفني كان يموه على المغاربة والايفورايين وانه لم يشأ ان يكشف كل أوراقه.. هل كنا فعلا بهذا الذكاء.. نسأل الله ذلك! [email protected]