قال خبراء إن النظام الحاكم في مصر سيستغل لصالحه سلسلة الضربات التي وجهها تنظيم الدولة "داعش" في العاصمة الفرنسية باريس أمس، ليؤكد أن الإرهاب لايفرق بين دولة وأخرى، وفي إطار الرد على حملة الهجوم التي تشنها وسائل إعلام غربية على مصر منذ حادث إسقاط الطائرة الروسية بسيناء. وقال الدكتور كمال حبيب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن "مصر من الدول التي تستفيد من إرهاب داعش وهجماته بالأمس في باريس، خصوصًا بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء وتبنى داعش إسقاطها". وأضاف ل"المصريون": "مصر بعد إسقاط الروسية عانت من الهجوم الغربي عليها بعد أن اتهمت بالتقصير، وعدم اتخاذ احتياطاتها الأمنية الكافية لمنع الحادث، ومؤكد سيستغل النظام هجوم باريس في اتخاذه نقطة دفاع بأن الإرهاب وصل لفرنسا، والتي تعتبر نفسها من ضمن الدول القوية، وإنها محصنة ضد أي هجمات". وأضاف حبيب "مشروع داعش في الأصل، يعتمد على مشروع العدو البعيد مجاوزًا كل الحدود، حتى وان كان يعتمد على محاربة الحكام العرب و الجيوش المرتدة في الوقت الحالي على حد تعبيرهم". وأوضح أن "داعش يعمل على إستراتيجية جديدة في استهداف المدنيين، بهدف تصدير الرعب والإرهاب في العالم، فضلاً عن أنه يريد أن يظهر الحضارة الغربية كأنها حضارة متهاوية، ويعطى من خلالها رسالة انه يده قوية وسياسته باطشة تجاه العالم وذلك بعد محاصرته في سوريا و العراق"، واصفًا "داعش" بأنه "تنظيم ضد الحضارة و الإنسان". وحذر الدكتور خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، و المنشق عن جماعة "الإخوان المسلمين"، من استمرار نهج النظم العربية و العالمية في الحل الأمني لمواجهة "داعش"، و خصوصًا بعد سلسلة الهجمات الأخيرة في مصر ولبنان وأخيرًا فرنسا. وشدد على أن "الحل الأمني لا يجب أن يكون الحل الأول"، قائلاً: "الحرب الفكرية هي الضمانة الوحيدة لمواجهة داعش، من خلال فتح باب الأزهر والقيادات الإسلامية لمواجهة الفكر بالفكر". وأشار الزعفراني إلى تهديد "داعش " لأوروبا في السابق بأنها أصبحت هدفًا للتنظيم، والتي ذكرت بأنها سوف تضرب الكريملين، ردًا على الهجمات الروسية على التنظيم في سوريا. وأضاف أن "نشاط داعش في مصر بالمقارنة مع الدول العربية أقل ومتساو مع الدول الأوروبية، نتيجة للكثافة الأمنية المصرية". ورأى القيادي المنشق عن الإخوان، أن "ضربات داعش الأخيرة تأتي في مصلحة النظام المصري الذي يواجه حملة إعلامية غربية موجهة ضد مصر بعد إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، والتي بفضل تلك الضربات ستخف إلى حد بعيد، نتيجة لضخامة الحدث". وحذر من أن "مصر في خطر كبير من تنظيم داعش خلال الفترة القادمة، بعد وصول الفاسدين من الحزب الوطني المنحل لمجلس النواب، ما أصابوا الشباب باليأس، وعدم الثقة في الرئيس عبدالفتاح السيسي"، محذرًا من "استغلال داعش يأس الشباب في جذبهم إليه".