وقف الشعب المصرى ضد "كامب ديفيد" .. وهى معاهدة أبرمها الرئيس الراحل " أنور السادات" مع العدو الصهيونى وبالرغم من انتصار مصر فى حرب 1973 فإنها عقدت اتفاقاً ينص على تحجيم الجيش المصرى فى العدد.. وإبعاده عن أماكن محددة فى الحدود ما بين مصر وإسرائيل المحتلة .. ونصت كذلك على عدم قيام مصر بأى عمل عدوانى ضد إسرائيل حتى ولم يكن حرباً... وحاول الرئيس السادات أن يسقينا "كامب ديفيد" بالعافية لكن الشعب المصرى رفض "كامب ديفيد" ... فقام السادات بمحاولة ثانية عن طريق استحضار الدين .. واستخدام كل الآيات التى تنص على السلام أو تتحدث عن السلام.. أو التى ذكرت فيها كلمة "سلام" .. وهات يا خطب فى المساجد ودروس فى التليفزيون حتى يكاد الداعية السلطانى أن يؤكد أن أركان الإسلام ليست خمسة وإنما ستة .. وأن الركن السادس هو الإيمان ب"كامب ديفيد"... لكن أبداً ... رفض الشعب المصرى أن يؤمن بكامب ديفيد أو أن يقرها أو أن يوافق على التطبيع .. وقادت نقابة المحامين حملة مقاطعة لإسرائيل وقت أن كان فى مصر نقابة اسمها "نقابة المحامين" وقبل أن يقضى عليها مبارك. والحقيقة أن التيار الإسلامى كانت له وقفة جادة مع "كامب ديفيد" ... و لا أنسى كلمة الأستاذ "عمر التلمسانى" عن "كامب ديفيد" بأنها .. "مولود يفتقد الشرعية".. ورفض اليسار المصرى أن يعتبر "كامب ديفيد" من الاتفاقيات أصلاً ... وكتب الزعيم الناصرى "فريد عبد الكريم " رحمه الله مؤلفاً خالداً حول حق الشعب المصرى فى مقاومة ما يفرض عليه من اتفاقيات تخالف الدستور والقانون كما أن عليه واجب مقاومة الحاكم إذا خرج عن الدستور ... كما وقف البابا شنودة وقفة رجل مصرى وأصدر أوامره إلى الإخوة المسيحيين بعدم دخول فلسطين إلا ويدهم فى يد إخوانهم من المسلمين. ولما تعب السادات من إقناع الشعب المصرى ب"كامب ديفيد" .. قال لمساعديه من ترزية القوانين "غلب حمارى" فأشار عليه الترزى أن يفصل قانوناً ينص على أن الذى لا يؤمن ب"كامب ديفيد" ولا يوافق عليها .. فليس له أن ينشئ حزباً أو أن يرشح نفسه وأن زواج من لا يوافق على كامب ديفيد .. باطل.. باطل ..باطل.. ولكن القضاء المصرى أسقط ذلك القانون .. واستمر النضال فى مواجهة "كامب ديفيد" وفى مقاومة التطبيع "مستمراً".... لكننا الآن بدأنا نسمع نغمة جديدة من الذين يستعدون لإدارة البلاد ومن الأحزاب القوية والمؤهلة لذلك.. فرأينا بعضهم يقول إن مصر فى عصرها الجديد سوف تحترم الاتفاقيات الدولية ... مع إن "كامب ديفيد " ليس اتفاقاً ولا تعهداً صحيحاً .. كما أن البرلمان الذى أقرها كان مزوراً من حيث التكوين ومن حيث الوظيفة .. فلم يكن منتخباً .. ولم يكن يمثل الأمة .. وفى النهاية فإن إسرائيل الغاصبة قد ألغت هذه الاتفاقية من الناحية العملية واعتدت على مصر عشرات المرات وقتلت الجنود المصريين ولم تقدم متهماً واحداً للعدالة...واستمر ذلك حتى الشهر الماضى.. وبالرغم من ذلك فإن البعض يصر على ترديد أنه سيحترم "الاتفاقيات الدولية" فى رسالة مفهومة إلى أمريكا وإسرائيل ظناً منه أن من السياسة والكياسة أن نطمئن العدو الأمريكى والإسرائيلى على مستقبل العلاقات. والحقيقة أن التصريح باحترام الاتفاقيات الدولية لن يرضى أمريكا ولا إسرائيل .. ولا حتى الاتحاد الأوروبى وأن على مصر أن تنتظر حرباً اقتصادية سوف يقودها صندوق النقد الدولى والذى تتحكم فيه أمريكا وأوروبا .. وكافة الشياطين .. وأن علينا جميعاً أن نكف عن التنازلات .. وأن نستعد لحرب ممن لن يرضوا عنا أبداً. وبهذه المناسبة فيروى أن أحد أغنياء اليهود فى فلسطينالمحتلة كان قد استأجر عمالاً للبناء .. وضايقه أنهم يتغنون وهم يعملون صباحاً ومساءً قائلين: "هيلا هيلا .. صلى على النبى" فهددهم بالطرد إن لم يتوقفوا عن هذا الغناء .. وفى اليوم التالى كتب العمال على الحائط عبارة "صلى على النبى" ثم أخذوا ينشدون: "هيلا هيلا ... بص على الحيطة" وعجبى مختار نوح [email protected]