لماذا لا نحاول أن نعيد الثقة المفقوة بيننا و أن نعترف أننا جميعًا مصريون وأننا جميعًا نحب البلد وكل منا حر فى أن يحبها على طريقته، هناك من يحبها على طريقة العباسية ويتظاهر هناك لأنه يرفض استمرار المظاهرات فى التحرير (عمال على بطال) ويرفض لغة التخوين والسب والشتائم الموجهة إلى الجيش المصرى وإلى قيادات المجلس العسكرى ، ويرون أن المجلس قد حدد خريطة طريق تنتهى بمنتصف العام القادم، ويصبح لدينا بعدها رئيسًا ومجلسًا منتخبين وإن هذه المظاهرات سمحت للبلطجية والمخربين أن تتسلق على أكتاف الثوار وتهدد استقرار البلد وأمنها وأن حالة التحفز بين الجيش والثوار هى من تخلق المشاكل والأزمات. وهناك أيضًا من يحبها على طريقة ميدان التحرير، الذى يرى أن كرامة المصريين تهان من قبل المجلس العسكرى وجنوده وأن حالات قتل وسحل المواطنين لم يتم التحقيق فيها ولم نر متهمًا واحدًا تم الحكم عليه بتهمة قتل الثوار أو قنص أعينهم أو سحلهم أو تعريتهم ،وأن وجودهم فى التحرير هو الضمان الوحيد لكى ينفذ المجلس العسكرى وعوده ولا يرتد عنها وأنهم جربوا المجلس كثيرا واكتشفوا أنه لا يتحرك إلا بالضغط . لكن المحصلة النهائية أننا كلنا مصريون وكلنا نحبها وعلينا أن نفهم ونعى جيدًا أن عجلة الزمان لاترجع إلى الوراء أبدًا ومبارك وأبناؤه وعصابته لن يعودوا لحكم مصر مرة أخرى ، وعلينا أن نفرق بين من عمل مع مبارك وكان أمينًا ومحترمًا مثل حسب الله الكفراوى والجنزورى وغيرهم وبين من فسد وأفسد معهم، فالجنزورى على سبيل المثال عمل مع مبارك لكنه ليس فاسدًا وهو يحمل عبئًا ثقيلا فى توقيت صعب لكنه على الجانب الآخر هو مدير ناجح لديه القدرة على ضبط الإنفاق وتدبير البلد فى الشهور الثلاثة القادمة وهى عمر وزارته ، وأعتقد أن بوادر الإحساس بالأمن فى الشارع نتيجة لهذه الإدارة والرجل يحتاج إلى أن نقف إلى جواره ونسانده حتى لو كنا نرفضه لأننا نتكلم عن فترة انتقالية لن تضر مصر لو مرت كسابقتها لأنها بايظة بايظة لكن لو أحسن استغلالها ستفيد. ويجب أن يثق الثوار ويثق الشعب بنفسه ، لأن لا أحد الآن صوته أعلى من صوت الشارع ولا يستطيع المشير ولا الإخوان ولا حتى العفريت الأزرق أن يقف أمام رغبة وإرادة الشارع، بمعنى أوضح لن يجرؤ المشير أو أى شخص فى المجلس العسكرى أن يفكر فى الاستمرار فى حكم مصر، ليس لأن العبء ثقيل فحسب بل لأن الشعب لن يقبل وقد جربوا جبروت الشعب وقوته ولن يجرءوا على استثارته أيضًا الإخوان المسلمون لن يستطيعوا أن ينفردوا بحكم مصر ولو تصوروا أن الأغلبية البرلمانية معهم وأنهم سيفرضون إرادتهم وقناعاتهم على الشعب المصرى فلن يحدث ، لأن هذا الشعب لم يعد يستجيب للقوة ولا للجبروت إنه الآن يستجيب للإقناع ولمن يحقق تطلعاته ويحترم كرامته وإنسانيته . ورغم كل الظلام حولنا إلا أننى واثق أن مصر ستعبر أزمتها بنجاح وأن ما يقال عن تقسيم المنطقة وفق نظرية الشرق الأوسط الكبير أو أن الدولة ستسقط يوم 25 يناير القادم فى مؤامرة لم يفصح الجيش عن تفاصيلها لن يتم و أقول إن مصر لن تسقط لسبب وحيد هو أن ربنا كبير وأن ربنا الذى وقف إلى جوارنا حتى تخلصنا من مبارك لن يتركنا نسقط فريسة لمؤامرة أمريكية وإسرائيلية كما أن المصريين أنفسهم لن يسمحوا بذلك رسالتى إلى المصريين تفاءلوا القادم أفضل فقط ثقوا بالله ثم بأنفسكم. [email protected]